بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه... وبعد:
فموضوعي هذا هو لتسليط الضوء على سيرةٍ عطرة لشيخ جليل ارتبط اسمه باسم العجاجي في كثير من الكتب ، فيذكرون دائماً ( العجاجي : منهم الشيخ محمد بن عبدالعزيز العجاجي -رحمه الله- وهكذا)...
والشيخ محمد -رحمه الله- يعد من أبرز علماء القصيم، بل من أبرز علماء نجد والدولة السعودية، خصص له الشيخ البسام في كتابه ( علماء نجد خلال ثمانية قرون) عدة صفحات تكلمت عنه -رحمه الله-، والشيخ محمد - غفر الله له- مذكور في العديد من الكتب منها:
1- كتاب "علماء نجد خلال ثمانية قرون" للشيخ البسام.
2- كتاب " جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد " للشيخ حمد الجاسر.
3- كتاب " بريدة ماض مجيد، وحاضر مزدهر، ومستقبل مشرف" : للمؤلف إبراهيم بن عبدالعزيز المعارك.
4- كتاب " علماء آل سليم وتلامذتهم وعلماء القصيم" للمؤلف صالح السليمان العمري.
5- كتاب " من مشاهير الجزيرة العربية من عام 700 هـ إلى عام 1419هـ " للمؤلف عبدالكريم بن حمد الحقيل.
6- كتاب " أعلام القصيم " للمؤلف إبراهيم بن عبدالعزيز المعارك.
7- كتاب " الفضول: القبيلة اللاميّة الطائيّة في نجد " للمؤلف أيمن بن سعد النفجان.
وغيرها من الكتب والمؤلفات والمطبوعات...
الشيخ محمد بن عبدالعزيز العجاجي
كنيته واسمه ونسبه:
هو أبو عبدالله، محمد بن عبدالعزيز بن سليمان بن ناصر بن سليمان بن عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز العجاجي، الكثيري، اللامي، الطائي، القحطاني.
وكانت أسرة العجاجي تقيم في بلدة حريملاء عاصمة بلدان الشعيب ، فاتفق أخوان من هذه الأسرة أن يذهب أحدهما إلى الأحساء ، والآخر إلى بريدة ، فمن وجد منهما الخير أخبر أخاه ليأتي إليه ، فصادف أن كلاًّ منهما صلحت حاله في البلد الذي ذهب إليه، فبقي كل منهما في بلده ، فأهل بريدة هم أبناء عم الذين في الأحساء. ( في الحقيقة: أن جد أهل الأحساء وجد أهل القصيم أخوان وهما علي وسليمان أبناء عبدالله العجاجي-رحمهم الله-، ولكن جد أهل القصيم نزل قبل جد أهل الأحساء بفترة طويلة، والذي نزل الأحساء هو العم عبدالعزيز بن محمد بن سيف بن علي العجاجي-رحمه الله-).
أخواله:
من أسرة آل عرفج ، المتفرعة من آل ابوعليان –أمراء بريدة في السابق- من العناقر ، من بني سعد، من قبيلة بني تميم.
ولادته:
ولد الشيخ محمد عام 1309هـ في بريدة من كبريات مدن القصيم ، ويقول الأستاذ صالح العمري نقلاً عن ابنه الشيخ عبدالله بن محمد العجاجي - رحمه الله- أنه ولد عام 1312هـ .
علمه:
تعلم مبادئ الكتابة والقراءة ، ثم شرع في طلب العلم بجد ونشاط ، فأخذ عن عالمي بريدة الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم وأخيه الشيخ عمر بن محمد بن سليم ، ويعتبر فضيلة الشيخ محمد العجاجي من الطبقة الأولى من تلامذة هذين الشيخين ، حتى أدرك في شبيبته إدراكا تاما ، وفاق أقرانه ، ولذا حاز في مطلع عمره الإكرام والتقدير من مشايخه وزملائه ، وصاروا يرجعون إليه فيما يشكل عليهم ، وكان له سمت حسن وعلى وجهه البهاء والنور.
ملامح من حياته:
-لـمّا رأى آل سليم عقله وعلمه ووقاره أشاروا على الملك عبدالعزيز أن يستفاد من علمه ، فبعثه معلما ومرشدا عند زعيم قبيلة مطير فيصل الدويش في بلدة الأرطاوية ، فأدّى واجبه فيها، وكان يتناوب السفر هو والشيخ عمر آل سليم إلى الأرطاوية موطن الأمير فيصل الدويش برغبة وتكليف من الملك عبدالعزيز رحمه الله ، فكان يقضي ويدرس في الأرطاوية التي كانت تعجّ بالآلاف من قبيلة مطير إبان ازدهارها بهم ، وقد رافق الأمير فيصل الدويش إلى المدينة المنورة عندما حاصرت الجيوش السعودية جيش الترك هناك حتى استولى الإمام عبدالعزيز عليها.
-كان جل طلبة العلم في بريدة من تلاميذه ،ومنهم :
*الشيخ عبدالمحسن بن عبيد.
*الشيخ علي العبدالعزيز العجاجي.
*الشيخ صالح العبدالعزيز العجاجي.
*الشيخ عثمان بن أحمد بن بشر.
*الشيخ وايل الطريقي.وغيرهم ، كما أن له طلبة وتلاميذ في الأرطاوية لم تذكر أسماؤهم.
-وقد رثاه صديقه وزميله الشيخ عثمان بن بشر حفيد المؤرخ المشهور بقصيدة هي من نوع نظم العلماء ، وتنبئ عن التألم على صديقه والحزن عليه ، ومنها :
لقد جاءنا خطب ملم وفـــــادح *** ورزء كبير من عظيم الدواهيــــــــا
لقى لي شيخا أريحيا أخا تـقى ***صفيا تقيا طاهر العرض زاكيـــــــا
لقد قلَّ أهل العلم في كل بلـــدة ***وقل بها الطلاب والجهل قاسيـــا
فموت رعاة الشرع في الدين ثلمة ***ونقص على كل البرية آتيــــــــــا
-وقال كل من مواطنيه ومعاصريه الشيخ صالح بن عبدالعزيز العثيمين والشيخ صالح العمري عن الشيخ محمد العجاجي:إنه من الطبقة الأولى من تلاميذ الشيخين عبدالله بن سليم وعمر بن سليم ، وهو أشهر تلامذتهما في وقته ، وصار من العلماء الكبار ، فكان يرجع إليه أقرانه ومن يكبره سنا.
-كان الشيخ عمر بن سليم ينيبه بالقيام بالتدريس عنه إذا سافر ، ولا يتخلف من الطلاب احد لما يرون عنده من الفائدة.
-كان من محفوظاته –رحمه الله- مختصر المقنع ، وألفية ابن مالك ، وكتاب التوحيد ، وغيرها من متون العلم.
-كان الشيخ محمد إماماً في مسجد المشيقح القديم في بريدة فترة من الزمن.
-كان –رحمه الله- يملك عدداً من المخطوطات منها مخطوطة موجودة في مكتبة بريدة العامة: وهي بعنوان " المنتفي في الأحكام الشرعية-حديث، كتب بخط النسخ وهو 520 صفحة، كان في ملك إبراهيم بن عبدالكريم بن منصور بن علي، ثم لصالح بن عبدالله الزغيبي، ثم ملكه بالشراء الشرعي الشيخ محمد بن عبدالعزيز العجاجي عام 1340هـ.
وفاته:
جلس –رحمه الله- للتدريس والإفتاء ، فأخذ عنه كثير من زملائه وأقرانه ومَن دونهم ، إلا أن المنية وافته قبل إكمال رسالته.
فقد أصيب بداء السل ، ولازمه حتى توفي في 13/10/1344هـ.
وقد حزن الناس لوفاته ، وكان شيخاه الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن سليم أشد الناس حزناً عليه حتى من والده وإخوانه.
رحم الله الشيخ محمد العجاجي رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته .
زوجته وذريته:
تزوج الشيخ محمد العجاجي -رحمه الله- من آل جربوع ( آل جربوع أسرة كريمة في بريدة وحائل اشتهر منها الكثير من التجار والعلماء، وتنتسب إلى آل غفيلة، من سنجارة، من قبيلة شمر الطائية العريقة) ورزق الشيخ محمد -رحمه الله - منها بولدين فاضلين هما : العم الشيخ عبدالله بن محمد العجاجي -رحمه الله-، والعم الشيخ عبدالرحمن بن محمد العجاجي -رحمه الله-.
صلى الله وسلم على نبينا محمد على آله وصحبه وسلم...