بسم الله الرحمن الرحيم
عمر محفوظ الصعيدي
كان السؤال يلح عليَّ وأنا أطوف حول الكعبة بجانب ولي العهد (آنذاك) حيث جمعتني الصدفة وحبل الطواف، فقد جئت متأخراً ودخلت في طواف القدوم وكان ذلك في عام 1420هـ اقتربت منه وهو يقبِّل الحجر الأسود وتحايلت في كيفية الوصول للحجر كي ألثمه حبا وعشقا وسُنَّة، طفت أكثر من سبعة أشواط كي ينتهي الموكب وأدخل أنا بقوة على الحجر وقد تم بالفعل، وبعد الطواف وتقبيل الحجر ذهبت إلى ماء زمزم للشرب منه والتروي فجاء في نفسي هذا السؤال لماذا يحب الناس هذا الأمير؟
وكنت أتمنى الإجابة منه ولكن هو يحب الفعل لا الكلام ويحب العدل لا الظلم، لا تهمه المظاهر ولا يتستر على فساد ولا يغلق بابه في وجه أحد قصده ولا تهمه الألقاب.
لماذا لا يحبك الناس وأنت ترفض أن يقال لك مولاي.. أتذكر أيها الملك عندما قلت لوكيل إمارة المدينة المنورة المهندس عبد الكريم الحنيني عندما أخذ يكرر مولاي، وبعد الانتهاء من كلمته قلت أيها الملك: (يا إخوان أحب أن أنقل لكم ولكل الإخوان أن الجلال للرب - عز وجل - والمولى هو الرب ولا أحب أحداً يناديني بمثل هذا، بل أحبّ الألفاظ إليَّ خادم الحرمين الشريفين) لماذا لا يحبك الناس؟ وأنت مجلس مواطنيك على كرسي الكرامة وتسمع شكواهم وتلبي حوائجهم.. لماذا لا يحبك الشعب؟؟ وأنت ترفض أن يقبِّل يدك إنسان مهما كان فسلمت يد من لا يقبل التقبيلا وسلمت للشعب النبيل نبيلا، جسدت في شخص كرامة مواطن تأبى العقيدة أن يكون ذليلا.. لماذا لا يحبك الناس؟ وأنت الذي علمتك الصحراء الرجولة والبساطة والصبر والتحمل والفروسية، فكان شعارك حين تتجول بين الناس: (لا أريد حراسة فالحامي هو الله).. لماذا لا يحبك الشعب وأنت من أول يوم بويعت فيه قلت: (كلكم سواسية لا فرق بين مواطن وآخر ولا بين قوي وضعيف ولا بين غني وفقير).
فبريشة الإنجازات المغموسة في مداد الصدق والعدل والإخلاص على صفحة التاريخ الناصع البياض، باسم العقيدة والوطن والصبر في العمل أضفت أيها الملك النبيل للوطن طفرة علمية وطفرة اقتصادية شهد بها المواطن في تحقيق النمو ورفع مستوى المعيشة بزيادة المرتبات ومحاربة الفساد، وبسياسة الحكومة التي ترسم سياستها بتلمس احتياجات المواطنين في سياسة التعليم والاهتمام بصحة المواطن والتصدي للإرهاب والمارقين بالعزم والنصح في الدين، فإن الحرية حق ولكن للنفوس الطاهرة المحبة لله ثم الوطن القائم على العدل والمساواة بين أبنائه. ويحضرني قول الصحافي أس روب في جريدة تايمز الأمريكية بتاريخ 25 فبراير 2005م: إن الملك عبد الله قد واجه التحديات بكل حكمة فاستعاد ثقة المخلصين من أهل البلد، حيث حارب الفساد بكل صوره وأشكاله فرفع شعار: (لن نسمح لأحد أن يقلل من شأن المرأة في أي مجال دون مخالفة الدين)؛ ولهذا أحبه الناس لأن الحب هو القائد العظيم الذي يقود القلوب نحو آفاق أوسع وأجمل، فأنت أيها الملك جعلت في قلوب شعبك كهرباء بها ترى قلوب محبيك المشعة بضوء الانتماء والولاء لله ثم الوطن،
لما حققته من عدل بين الناس أجمعين فأنت حققت العدل المثل والعدل القيمة والعدل الرجل الصالح، فهنيئا لك قلوب شعبك وهنيئا لشعبك بقلبك الطاهر الجميل.
جريدة الجزيرة الاربعاء 18/3/1429 هـ