ملف [ الكثير ] في بطون الكتب

( ال كثير والظفير وبني خالد )


مما لا شك فيه إن قبيلة ( آل كثير اللامية الطائية ) انطلقت من وسط الجزيرة العربية منتشرة خلال قرون ليست بالقليلة عبر هجرات متوالية الى أماكن عديدة , وهذا الموضوع محاولة متواضعة مني لتتبع هجرة أحد أقسام القبيلة وهم ( آل كثير في الكويت ) الذين هم أنفسهم ( ال كثير الظفير ) الذين ارتبطوا في فترة من الزمان ارتباطا وثيقا مع قبيلة الظفير الكريمة حتى اعتبروا فخذا من أفخاذها , مع الأخذ بعين الاعتبار وجود عدد من العوائل من (ال كثير) اللامية الطائية في الكويت لا ينطبق عليهم هذا الوصف أي ليسوا ممن ارتبط بالظفير لا سكنا ولا نسبا .
لقد حاولت أن أتتبع التسلسل الزمني التاريخي لخروج ( آل كثير) اللاميين الطائيين من نجد الى ان وصلوا للظفير , مستعينا بالمراجع والكتب التي كانت مصدر سلسلتي ( آل كثير في بطون الكتب ) , فتوصلت الى ما يلي :

- بدء هجرة بادية بني لام من نجد باتجاه الشرق كان بعد حدوث المجاعات فيها وأشهرها المسمى جرمان سنة 1674م ( تاريخ نجد / سنت جون فليبي) أي سنة 1083 هـ تقريبا .

* آخر ذكر لـ (ال كثير ) في نجد جاء في أحداث سنة 1150هـ ( تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق / عبدالله بن محمدالبسام ) أي سنة 1737 م تقريبا .

- (ال كثير ) لم يسارعوا في الهجرة من نجد مع الدفعات الاولى من بني لام بل بقوا بعدها في نجد ما يزيد على ستين عاما .

- ( ال كثير الظفير) - كما أحب أسميهم - جاءوا ككتلة واحدة الى الظفير في عهد " نايف ابن سويط " الذي عاش في فترة حكم ابن رشيد ( قبيلة الظفير / بروس انغام) , والمعروف ان دولة ابن رشيد تأسست في 1249 هـ /1834م , واستمرت خمسون عاما تقريبا , فيكون التاريخ المفترض لبدء انضمام (ال كثير) للظفير تم في الفترة بُعيد ( 1249هـ ـ 1834م ) , ويؤيد استنتاجي هذا ما ذكرته الليدي آن بلنت في كتابها في احداث شباط 1879م ( 1296هـ) أي بعد 47 سنة من بدء التاريخ المفترض لمجيئ (ال كثير) للظفير , ان رفاقها في الرحلة عندما قابلوا الكثيريون أقارب محمد العروج أول مرة ظنوا أنهم من الظفير بسبب أنهم يتحدثون لهجة الظفير .

- وهنا سؤال يطرح نفسه .. هناك فترة زمنية منذ آخر ذكر لـ آل كثير في نجد وحتي مجيئهم للظفير , اى أكثر من 100 سنة تقريبا , أين كان ال كثير في تلك الفترة ؟؟ انها الفترة التي انتقلوا فيها من نجد الى الاحساء قبل ان ينتقلوا شمالا الى ديرة الظفير , يؤيد ذلك ما ذكره "ابن بشر" في كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد ) في حوادث 1248 هـ (1832م) أن "الامام تركي بن عبدالله نزل الاحساء وأقام فيه قريب شهر , وتزوج فيه بنت هادي بن مذود رئيس عربان ( آل كثير ) وظهر بها معه الى الرياض " , وهذا يعني ان ( ال كثير) في تلك الفترة كانوا مستقرين في الاحساء قبل انتقالهم شمالا وانضمامهم للظفير بدليل وجود رئيسهم ابن مذود فيها , ثم وجود ذرية ابن مذود مع الظفير فيما بعد , ولا يعني هذا ان جميع (ال كثير) بالاحساء ارتحلوا شمالا , ولكن بعض الأسر بقى في الاحساء وانضم لبني خالد ولازالوا معهم حتى الوقت الحاضر وبعض الاسر انقسمت , قسم ارتحل الى الشمال وقسم بقى في الاحساء .

ويبدو انه في تلك الفترة حدث ارتباط قوي بين قبيلة بني خالد حكام الاحساء في ذلك الوقت وبين ال كثير اللاميون فاعتبرت قبيلة ( ال كثير ) فرع من قبيلة بني خالد والدليل ماذكره "لوريمر" في كتابه "دليل الخليج" من ان ( كثير) فرع صغير من بني خالد وانهم يقيمون في المنطقة الواقعة الى الكويت بين قبيلة الظفير , فهو يقول انهم من بني خالد ولكنهم يقيمون بين الظفير , فهو يظنهم من بني خالد لسبق وجودهم في الاحساء وعيشتهم مع بني خالد , وكذلك "الليدي آن بلنت" في كتابها عندما اعتبرت انهم فرع من بني خالد .

الخلاصة : أن (ال كثير الظفير ) خرجوا من نجد قبل ما يقرب من مائتين وثمانين سنة نتيجة القحط باتجاه الاحساء والتحقوا ببني خالد , ثم ان قسما صغيرا منهم استقر هناك , والقسم الاكبر توجه شمالا والتحق بالظفير , وبعد أن أنعم الله تعالى على الكويت بالازدهار قاموا بترك حياة البداوة واستقروا فيها .



أسأل الله تعالى أن يمن علينا وعلى جميع المسلمين بنعم الأمان والاستقرار ويحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين
وأرجو أن أكون وفقت في ما كتبت والسلام عليكم ورحمة الله .