وكذلك الشاعر والراوي ناصر المسيميري أتى بها في أحد مؤلفاته حيث قال :
الشاعر الفارس الكريم رحمه الله بداح العنقري وبلدته ثرمداء , يقال سكنت قريبا منه باديه كثيرة في أيام الصيف من أجل الماء وقد أحب فتاة منهم واراد أن يتزوجها على سنّة الله ورسوله فأمر إحدى النساء أن تسأل الفتاة عن رأيها في بدّاح فقالت الفتاة هو شاعر كريم ولا فيه ما يعيبه فإذا رحلنا بعد أسبوع إلى الربيع فليلحق بنا ويطلبني من والدي ولا مانع عندي أخبرته المرسولة بقول الفتاة لكن الفتاة لم تكن صادقه فيما تقول وعلى مانقول ( تضحك عيه ) , رحل النزل من ديار العنقري وتوجهوا الى الفلاة وبعد فترة ركب فرسه وأخذ سيفه ورمحه وركب عبده على راحلة تحمل الماء والطعام , وصل العنقري الى مرابع خيمتها فنصب خيمته في طوارف النزل فقاموا بإكرام بداح العنقري وكانوا يقيمون الحفلات وليالي السمر والمحاظرات والعرضات وكان بداح جميلاً يجيد اللعب بالسيف والرمح والنساء يشهدن ما يحدث , فقالت الفتاة : ل تنظرن اليه هذا حضري زين تصفيح , أي زين لعب ورقص أما الفروسية والشجاعة فلا .
نقلت إليه هذه العبارات وعلم بأنها عندما طلبت منه اللحاق تريد الضحك عليه وأنها لا ترغب به زوجا , مكث العنقري عدة أيام وهو يطلب من الله أن تؤخذ ابلهم ويحصل عليهم غارة حتى يظهر فعله ويرد اعتباره .
وفعلاً صبّحوا من قبل الفضول من قحطان وأخذت جميع ابلهم وأشتد القتال وأنهزم بعض جماعتها وخافت على اخوانها فجاءت إليه وهو في خيمته فقالت : ابداح اليوم يومك , فقال : أنا زين تصفيح , ثم كررت عليه النخوة وأسرج فرسه ولحق بالابل وردها بعد أن أخذ قلائع الخيل , قيل أنها ثلاثين , مرّ عليها وأعطاها القلايع ثم ذهب الى خيمته وغسّل وغير ملابسه وجاء الى بيت والدها وكأنه لم يحضر المعركه وكان البيت ممتلىء بالرجال , سلّم العنقري وجلس وكان كل واحد يقول فعلت كذا وكذا لكن أخوة الفتاة يعلمون بأن العنقري هو الذي فعل وفعل وردّ الابل , دخلت بعدها الفتاة على الحظور وبيدها القلائع وألقت بها بين الحضور وأخذت الدلة وصبّت ثلاثة فناجيل للعنقري ثم أراقت القهوة على منارة النار وقالت هذا الي رد البل ..
عندها أخذ العنقري الربابه وغنى القصيدة المشهورة ( الله لحد ياما غزينا وجينا )
وبعدما فرغ بداح العنقري من قصيدة قالت له الفتاة : يابداح تراي موافقه على الزواج منك أمام الحظور , فقال ابداح : لكنني انا شمت عنك ولا أرغب الزواج منك ثم رحل وعاد إلى أهله , فصارت مثلاً يضرب شيمة عنقرية ....
إنتهى مارواه المسيميري ..
منقول ..
السؤال المحير لراوي هذه القصة : من المعروف أن الراوي ناصر بن عبدالله المسيميري المظهري الكثيـري , من الرواة المشهورين في الوقت الحالي ,
وهوالعارف بتاريخ الأنساب وأيام العرب ..
وملاحظتي عليه : إنه دائماً ينسب الكثران والفضول إلى قحطان مباشرة , وماكتب في القصة الواردة أعلاه خير دليل , عداك عن فخره دائماً بالشعر إنه من نسل قحطان , وهو المعروف لدى الجميع من زملائه الرواة والشعراء أنه كثيري من بني لام .. فــ ( إلى متى هذا التجاهل لـ بني لام ) ..؟