يقول أبو العتاهية
لكل أمر وجهان
محمود و مذموم
و يقول ابن الرومي
تقول هذا مجاج النحل تمدحه
و إن تشأ قلت ذا قيء الزنابير
مدح و ذما و ما جاوزت وصفهما
و الحق قد يعتريه سوء تعبير
التبعية نوعان محمود و مذموم
و أما المذموم
فهو الشخص الذي يطلق عليه مصطلح الإمعة
الإمَّعَة : بكسر الهمزة وتشديد الميم : الذي لا رأي له ، فهو يتابع كل أحد على رأيه ، والهاء فيه للمبالغة .
و يقول ابن المنظور
أمع : الإمَّعَة والإمَّعَ ، بكسر الهمزة وتشديد الميم : الذي لا رأي له ولا عزم فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شيء ، والهاء فيه للمبالغة .
بمعنى مَنْ ينطبق عليه وصف الإمَّعة الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وحذَّر منه ؛ حيث قال :
(لا تكونوا إمَّعة تقولون : إن أحسن الناس أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمنا ؛ ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا فلا تظلموا )
---
و أما التبعية المحمودة و هي تعتبر نوع من أنواع التنظيم و العمل الجماعي للوصول إلى هدف تتطلع إليه الجماعة لتبلغه فإن تعذر عليها تزيد الجهد و الإمكانيات للوصول له و إن تعذر تحاول أن تغير الطريقة و السبيل للوصول إليه ( الهدف )
فإن تعذر الوصول إلى ذلك الهدف يجب البحث عن هدف بديل أو مشابه له فإن تعذر كما يقول علماء النفس البحث عن حيل عقلية حتى لا تصاب الجماعة بالإحباط و التململ و الذي بالنهاية يؤدي إلى اكتئاب على المستوى الشخصي و على المستوى الجماعي ..
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
و إذا تفرقن تكسرن أحادا
و عليه لا يمكن أن يكون للسفينة قائدان أو ثلاثة أو أربعة
يقول الشاعر الأفوه الأودي في بعض من أبياته
والبيتُ لا يُبْتَنَى إلا لهُ عَمَدٌ =ولا عِمادَ إذا لمْ تُرْسَ أَوْتادُ
فإنْ تجمَّعَ أَوتادٌ وأعمدَةٌ =وساكنٌ، بلغوا الأمرَ الذي كادوا
وإنْ تجمَّعَ أقوامٌ ذَوُو حَسَبٍ=اصطادَ أَمْرَهُمُ بالرُّشْدِ مُصْطادُ
لا يَصْلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُمْ =ولا سَراةَ إذا جُهَّالُهُمْ سادُوا
تُلفَى الأمورُ بأهلِ الرُّشْدِ ما صَلَحَتْ =فإنْ تَوَلَّوا فبالأشرارِ تَنْقادُ
إذا تَوَلَّى سَراةُ القومِ أَمْرَهُمُ =نَما على ذاك أَمْرُ القومِ فازْدادُوا
أمارةُ الغَيِّ أنْ تَلقَى الجميع لدى الـ =إبرامِ للأمرِ، والأذنابُ أكتادُ