سجايا وأحاديث عن قبيلة طيء / ينقلها لكم رشيد الكثيري
كانت قبيلة طيّء ككل قبائل العرب التي عاشت في الجزيرة العربية ، بدوية ، راحلة متنقلة كانت أو مستقرة ، اهتمت بأنسابها فكان النسب يُتوارث في زعامة القبيلة والفروع القوية المتحدرة منها ، حيث لا يمكن الإحاطة بكل نسب أفراد القبيلة عامة .
وكانت قبيلة طيّء في الجاهلية من القبائل العربية الهامة والمتميزة بمكانتها بين القبائل في الجزيرة العربية وهي من جماجم العرب ، وكان لها صلاتها مع الفُرس ، ولها شهرتها لدى الروم والسريان ، حتى أنهم أطلقوا عليها اسم ( العرب ) لمنعتها وعزتها وسعة نفوذها وتجاوزها حدود غيرها ، ولهذا اختار كسرى الفرس إياس بن قبيصة الطائيّ لتولي الحكم أكثر من مرة في الحيرة ، من أجل جذب قبيلة طيّء خلف زعامة إياس لتكون حلفاً قوياً يعتمد عليه لمواجهة القبائل العربية الأخرى التي تتحدى حدود إمبراطوريته وفرض سطوته وسيطرته على جيرانه ، وردّ غزوات الروم المتكررة على أطراف مملكته .
وعرف كسرى أهمية إياس بن قبيصة وقدَّره حق قدره وتيّمن به بعد أن هزم الروم لمّا نزلوا بأرض النهروان .
وكانت مواطن قبيلة طيّء متعددة ، في اليمن قبل انهيار سد مأرب ، وبعد الانهيار أقامت في بلاد الحجاز في جبلي أجأ وسلمى ، وتنقلت إلى بلاد ما بين النهرين ، وبلاد الشام ومصر ، وتوسع انتشارها هذا بعد الفتح الإسلامي لهذه البلاد .
وقال عبد الله بن خليفة الطائي ، يعبِّر عن ذلك ويفخر " نحن طيّء السهل ، وطيء الرمل ، وطيء الجبل الممنوع ذي النخل ، نحن حُماة الجبلين إلى ما بين العُذيب والعين ، نحن طيّء الرماح وطيء البطاح وفرسان الصباح ".
أيام طيّء :
كان لقبيلة طيء أيامها بين قبائل العرب في الجاهلية وهي :
يوم ظهر الدهناء ، بينها وبين قبيلة أسد بن خزيمة في أرض تيماء ، وكانت النصرة فيها لطيء ، ويوم النـِّسَـار ، وفيه تحالفت طيء مع أسد وغطفان وضبة وعدي على بني عامر وهزموهم ، ويوم الجفار ضد قبيلة تميم ، ويوم اليحاميم ويُعرف بـ قارات حُوق وهو بين بطون قبيلة طيّء بعضها ببعض ، ويوم أوارة الثاني وهذا من الأيام التي لم تكن لطيّء بل عليها مع قبيلة لخم بقيادة عمرو بن المنذر اللخمي .
|