.. شـجـاعـة بـحــــــــار ..

بسم الله الرحمن الرحيم



في هذه الحياة .. ومع التقدم بالعمر , نمر بمراحل عده .

ففي البداية نكون مسئولين من الأهل و بعد ذلك نكون مسئولين عن الأهل

وبين هذه وتلك تكون مرحلة الشاب خالد .

فهو في ريعان شبابه ويكسب ماله من كده .. وهو لا مسئول لا من ولا عن أهله

إذ انه حر طليق يذهب أين ما شاء ومتى ما شاء .. ولا يعكر صفو مزاجه شيء .

يحضا بكثير من الصحبة .. و يحضا أيضا بإعجاب الكثير من الحسناوات .

يمشي في الأسواق والشوارع بسعادة و إعجاب بنفسه .



ولكن ..



حين يرى رجل وامرأته فأنه يصاب بحالة غريبة ..

ينقبض قلبه .. و يسكن كل الوجود ولا يسمع سوى همسات ذلك الزوج ..

ويكف بصره عن كل والوجوه ولا يرى سوى ابتسامتها .

ولكن .. سرعان ما تزول هذه الحالة ويعود إلى لهوه و سعادته .


كانت لـ خالد عاده يوميه لا يتخلف عنها أبداً .

يذهب إلا البحر كل يوم .. لـ يرى الشمس وهي تغرب ويأكل ( الأيس كريم )

تشدهـ أشعة الشمس حين تسقط على سطح البحر وتتبلور أمواجه وكأنها ثغر إحدى معجباته .

ويشدهـ منظر طائر النورس حين يكفخ بجناحيه باتجاه الشمس وكأنه يرسم أبسامة وداع في وجهها .

ويشدهـ لون البحر حين يصفر ثم يحمر عند الغروب . فـ الأصفر لون الغيرة والأحمر لون الحب
الذين لم يجربهما بصدق .

وبينما هو جالس يفكر .. ولسان حاله يقول إلى متى ؟

شاهد قارباً على الشاطئ .. فـ هم ليركبه ويغير من حاله .

أطلق أشرعة الأمل .. وانطلق المركب فوق أمواج الحياة

نحو مستقبل يتمنى أن يكون الأفـــضــــل .

مرت الأيام و طالت الرحلة .. المئونة تكاد أن تنقضي ولم يلوح أي برق للتغير .

تهطل عليه أمطار يأس لم يرها على اليابسة .

يسطو عليه قراصنة البحر لـ يسلبوا ما تبقى لديه من مئونه .

يتعرض لـ أعاصير شديدة و أمواج تحطم قاربه .

ويتمسك بما بقي من قاربه من ألواح علها توصله إلى بر النجاهـ .

ومع بزوغ الشمس و زوال الظلام .. يرى جزيرهـ .

يأخذ بالتجديف بيده ليصل إلا اليابسه .

نسي الأمل والتغير الذي يرغب فيه و هم لإنقاذ نفسه .

حتى وصل ورمى تعبه على ظهر هذه الجزيرهـ .. وغط في نوم عميق .




وإذا بـ بائع ( الايس كريم ) يوقظه .. ويسأله إن كان يريد ( ايس كريم ) كـ العاده .

وإذا بـ القارب في محله .. و الناس من حوله

وما كان هذا إلا مجرد تفكير عمــــيق .



فـ هل سيتحلى خالد بشجاعة البحار و يبحر فعلياً ؟

أم انه سيضل سجين للهوه و تفكيره فقط ؟


في الصحيحين وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )





من خرابيطي :ward



..