بسم الله الرحمن الرحيم
الحـ2ـلــقة / من نساء بني لام يصنعن التاريخ
هذه قصة لابنت جدنا اوس بن حارثة بن لام الطائي وصاحبة القصة هي بهيسة
والتي أنقذة العرب من حرب كانت من أكبر حروب العرب وهي حرب ضروس كانت بين عبس وذبيان استمرت أربعون عاماً.
القصة يا إخوان من أجمل القصص وهو موقف مشرف من ابنة جدنا يحق لنا الفخربه نحن أبناء بني لام.
وإليكم القصة.
قال الحارث بن عوف يوما لخارجة بن سنان المرى : اتراني اخطب الى احد فيردني ؟ فقال له : نعم ! قال : ومن ذاك ؟ قال: اوس بن حارثة بن لام الطائي ، فقال الحارث لغلامه : ارحل بنا، ففعل ، وركبا حتى اتيا اوس بن حارثة بن لام الطائي فوجداه في فناء منزله فلما أن رأى الحارث بن عوف قال: مرحبا بك يا حارث، ثم قال: وبك، قال: ما جاء بك؟ قال: جئتك خاطباً، قال: لست هناك. فانصرف ولم يكلمه ودخل أوس على امرأته مغضبا، وكانت من عبس، فقالت: من رجل واقف عليك فلم يطل، ولم تكلمه؟ قال: ذاك سيد العرب الحارث بن عوف.
قالت: فمالك لم تستنزله؟ قال: إنه استحمق! قالت: وكيف؟ قال: جائني خاطبا! قالت: أفتريدأن تزوج بناتك؟ قال: نعم، قالت:فاذا لم تزوج سيد العرب فمن.
قال: قد كان ذلك،
قالت: فتدارك ما كان منك.
قال: بماذا؟
قالت: تلحقه فترده.
قال: كيف وقد فرط مني؟.
قالت: لقيتني مغضبا بأمر لم تقدم فيه قولاً، فلم يكن عندي فيه من الجواب إلا ما سمعت، عد ولك عندي كلما أحببت، فإنه سيفعل.. فركب في إثرهما.
قال خارجة بن سنان: فوالله إني لأسير مع الحارث إذ حانت مني إلتفاتة فرأيت أوساً، فأقبلت على الحارث -وما يكلمني غماً- فقلت له : أوس بن حارثة في إثرنا.
قال: وما نصنع به؟ إمض. فلما رآنا لا نقف عليه، صاح: حارث، أربع عليّ ساعة، فكلمته بذلك الكلام، فرجع مسروراّ.
ودخل أوس منزله، وقال لزوجته: أدعي لي فلانة -يقصد أكبر بناته-. فأتته، فقال: يا بنية، هذا الحارث بن عوف سيد من سادات العرب، قد جاءني خاطبا وقد أردت أن أزوجك منه، فما تقولين؟ قالت: لا تفعل؟ فإني امرأة في وجهي ردة -قبح-، وفي خلقي بعض العهدة -العيب-، ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، وليس بجارك في البلد فيستحي منك، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني.
وقال مثل ذلك للوسطى فأجابت مثل الكبرى...
فنادى الصغرى فعرض عليها الأمر،
فقالت:أنت وذاك (يعني بسم الله).
فقال: قد عرضت ذلك على اختيك فابتاه
فقالت : ولم يذكر لها مقالتيهما لكني والله الجميلة وجها ، الصناع يداً،الرفيعة خلقاً، الحسيبة أباً ، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير.
. فقال: بارك الله عليك.
ثم خرج إلى الحارث فقال: زوجتك يا حارث إبنتي بهيسة بنت أوس . قال: قبلت. فأمر أمها أن تهيأها، وتصلح من شأنها. ثم أمر ببيت فضرب لهما . ثم بعث بها إليه... قال الراوي خارجة بن سنان:فلما أدخلت عليه بهيسة، لبث هنيهة ثم خرج فقال: أفرغت من شأنك قال: لا والله. قال خارجة بن سنان: كيف؟ قال: لما دخلت عليها قالت: مه، أعند أبي وإخوتي؟ هذا والله ما لا يكون.. فأمر بالرواحل وارتحلوا..
ولما ساروا ما شاء الله، قال الحارث لخارجة: تقدم، قال خارجة: فتقدمت ثم عدل الحارث بزوجته عن الطريق.. وما لبث أن لحق بي، فقلت: أفرغت؟ قال لا والله قلت: ولم؟ قال: قالت لي: أكما يفعل بالأمة الجليبة أوالسبية الأخيذة، لا والله! حتى تنحرالجزر وتذبح الغنم، وتدعو العرب، وتعمل ما يعمل لمثلي فقلت: والله اني أرى همة وعقلا وأرجو أن تكون منجبة
. وسكت الحارث قال خارجة: فرحلنا حتى وصلنا ديارنا، فأحضر الإبل والغنم، ثم دخل عليها. وسرعان ما خرج علي فقلت: أفرغت؟ قال: لا. قلت: ولم؟ قال: دخلت عليها فقالت: والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا أراه فيك؟ قلت: وكيف؟ قالت: أتفرغ للنساء، والعرب تقتل بعضها بعضا ً!!و المقصد : كانت الحرب في بدايتها بين عبس وذبيان قلت: فيكون ماذا؟؟ قالت أخرج إلى القوم فأصلح بينهم، ثم ارجع إلى أهلك فانهم لن يفوتوك ما تريد. فقال الحارث: أخرج بنا يا خارجة، فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهم بالصلح فاصطلحوا على أن يحتسبوا القتلى، عن كل رجل دية فحملنا 3000 بعير في 3 سنين، وانصرفنا لأجمل الذكر، فمدح زهير بن أبي سلمى الحارث بالقصيدة مشهورة:
يا لله.... يا لله
والله يا إخوان القصة أروع من أن أعلق عليها .
أخي لك أن تتصور فتاة عذراء يدخل عليها زوجها ليلة زوجها ليلة زفافها وزجها سيد من سادات العرب فتطرده أربع مرات لماذا يا ترى ؟ّّّ!!
تدفعه في كل مره إلى مكارم ومفاخر أكبر حتى إذا سطر اسمه في الأمجاد العربية الخالدة طاب اللقاء وطاب المبيت.
الله أكبر..الله أكبر.. يا نساء بني لام.
إخواني الأفاضل في ختام هذه الحلقة والتي أرجو أن تنال إعجابكم وإستحسانكم أود أن أذكركم بالحلقة الثالة وهي الحلقة الختامية والتي سوف نختمها بنصيحة عظيــــــــــــمـة وهي خاصة بالشباب.
أتمنى أن تكون معنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.