من اخبار الحمقى والمغفلين1
كان في سجستان شيخ يتعاطى النحو، وكان له ابن فقال لابنه: إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك، وفكر فيه بجهدك، حتى تقومه ثم أخرج الكلمة مقومة
فبينما هما جالسان في بعض الأيام في الشتاء والنار تتقد وقعت شرارة في جبة خز كانت على الأب وهو غافل والإبن يراه، فسكت ساعة يفكر ثم قال: يا أبت أريد أن أقول شيئاً فتأذن لي فيه ؟
قال أبوه: إن حقاً فتكلم
قال: أراه حقاً، فقال: قل، قال: إني أرى شيئاً أحمر
فقال الأب: وما هو ؟
قال: شرارة وقعت في جبتك، فنظر الأب إلى جبته وقد احترق منها قطعة
فقال للابن: لِمَ لَمْ تعلمني سريعاً ؟
قال: فكرت فيه كما أمرتني، ثم قومت الكلام وتكلمت فيه فحلف أبوه بالطلاق أن لا يتكلم بالنحو أبداً
|