و الله أحبك … 
     أحبك … والله أحبك ، أعترف بتقصيري في جنابك ، وبعدي عنك
 إلا أني أحبك … وأزعم أنك تحبني – هكذا أشعر – وأجزم بشفقتك عليّ … 
      يقتلني ما يؤذيك ، لئن أُطعن بالرمح أهون عليّ أن تصاب ببعوضه ! 
     أتمنى أن أراك في منامي إذ أراك حقيقة ، يا أبيض الوجه ، أبيض القلب ، أجمل من القمر  … أحبك 
 وكيف لا أحبك … وأنت رؤوف بي ولم ترني ، رحيم بي ولم أجتمع بك !! 
     ليتني فقدت أمي وأبي وكنت تحت قدميك ، ليتني حرمت بُنياتي وابني ومسست يديك … 
 ليتني حرمت دنياي كلها وعشت بصحبتك … 
     ليتني مسست قميصك ، وحملت حذاءك ، وشممت رائحتك وشربت بعد شربك
يا ليتني سمعت حديثك منك وجلست مجلسك ودخلت بيتك … صلى الله عليك وسلم … 
      كم أصابنا الذل والمهانة بوقوفنا واجمين وقد أسيء إليك … بأبي أنت وأمي يا رسول الله … 
       وهناك في أول لقاء مهول نراك وقد نسيناك نردد : نفسي نفسي … وتتوسل ناسياً نفسك : أمتي أمتي …  
       أرحنا أنفسنا وأجهدت نفسك ، بلغتنا الهداية وطمسناها وأوصلت الرسالة ومزقناها …
 أريقت مياه وجوهنا إذ عجزنا عن نصرتك ، نبوء لك بالأنانية تجاهك إذ أقللنا ذكرك  وجبنا عن حماية عرضك  … 
     قدمنا لذة بطوننا على الدفاع عنك وأهواءنا على محبتك … 
       رسموا الإساءة ويعيدونها ، وقد جهلوا أن إساءتهم منهم عليهم !!
        لا نعرف من رسم وصور ؛ لأن الله تعالى قال : ( إن شانئك هو الأبتر )   فبتر الله ذكرهم … 
      مساكين جهلوا رحمتك ، وعفوك ، وكرمك ، وتهلل وجهك لأجل غُليّمٍٍ يهودي ، دخل في دينك
 شفقة عليه من النار ، أدموك فاعتذرت لهم ، طردوك وعفوت عنهم ، رجموك فدعوت لهم …
( فذكر إنما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر ، إلا من تولى وكفر ، فيعذبه الله العذاب الأكبر ، إن إلينا إيابهم ، ثم إنا علينا حسابهم ) 
                               اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم اقطع ذكرهم
                                 وافضح سترهم وضيق عليهم أرضهم ، ومكنا منهم … 
                     اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما صلى عليه السابقون 
                            وعدد ما سيصلي عليه اللاحقون ، و إنا إلى الله راجعون …