أحداث مهمة بتاريخ قبائل بني لام
سنة 369 هجرية:
في هذه السنة سار أبو تغلب( وهو فضل الله بن ناصر الدولة بن حمدان ) ومعه بنو عقيل( عقيل بن عامر بن صعصعة في هوازن ) إلي الرملة وكان بها ابن الجراح (دغفل بن المفرج بن الجراح وهو جد ربيعة أبو آل فضل ) والفضل (وهو قائد جيوش العزيز صاحب مصر فجمع الفضل العساكر من السواحل وكذلك جمع ابن الجراح ما أمكنه جمعه وتصاف الناس للحرب فلما رأت عقيل كثرة الجمع انهزمت ولم يبقي مع أبي تغلب إلا نحو سبعمائة رجل من غلمان ابنه , ولحقه الطلب فوقف يحمي نفسه وأصحابه فضرب على رأسه فسقط واخذ أسيراً إلى أبن الجراح فقتلة .
سنة 370 هجرية:
في هذه السنة سيرت العساكر من مصر لقتال المفرج بن الجراح . وسبب ذلك ان أبن الجراح عظم شأنه بأرض فلسطين وكثر جمعه وقويت شوكته، فجهز العزيز بالله العساكر وسيرها وجعل عليها القائد ( بلتكين التركي ) فسار إلي الرملة واجتمع إلية من العرب قبائل قيس وغيرها جمع كثير وكان ابن الجراح جمع يرمون بالنشاب ويقاتلوت قتال الترك ، فالتقوا ونشبت الحرب بينهما وجعل ( بلتكين ) كميناً فخرج على عساكر ابن الجراح من وراء ظهورهم عند اشتداد الحرب فانهزموا واخذتهم سيوف المغيرين ومضى ابن الجراح إلي انطاكية فاستجار فاجاره .
سنة 379 هجرية:
في هذه السنة خرج ابن الجراح الطائي على الحجاج بين سميراء وفيد ، ونازلهم فصالحوه على ثلاثمائة ألف درهم .
سنة 386 هجرية:
في هذه السنة جهز الحاكم بن العزيز بالله ( أبو منصور نزار بن المعز ابي تميم معد بن العلوي صاحب مصر ) يار ختكين للمسير إلي حلب لحصارها وسير معه العساكر الكثيرة فسار عنها حسان بن المفرج بن الجراح فلما رحل من غزة إلي عسقلان كمن له حسان وولده واوقع به وبمن معه وأسره وقتله وقتل من الفرقين قتلى كثيرة وحصر الرملة وملكوا الرملة وما والاها ومعظم ذلك مع الحاكم بن العزيز بالله وأرسل يعاتبهما وسبق السيف العذل وقد ضمن لهما ثم ان الحاكم جهز عسكراً إلي الشام واستعمل عليها علي بن جعفر فلما وصل إلي الرملة أزاح حسان عن تلك الأرض وكان المفرج والد حسان قد توفي مسموماً وضع الحاكم عليه من سمه فمبوته ضعف أمر حسان بن المفرج .
سنة 414 هجرية:
اجتمع حسان بن المفرج بن الجراح أمير طئ و صالح بن مرداس أمير بني كلاب وسنان بن عليان وتحالفوا على أن يكون حلب إلي عانة لصالح ومن الرملة إلي مصر لحسان بن المفرج ودمشق لسنان فسار حسان إلي الرملة فحصرها وبها ( انو شيكين ) فسار عنها إلي عسقلان واستولي عليها حسان بن المفرج .
سنة 427 هجرية:
في هذه السنة سار حسان بن المفرج بن الجراح في خمسة آلاف فارس من العرب والروم نجدة لمن في ( الرها ) فسمع ابن وثاب ( هو شبيب بن وثاب النميري صاحب حران ) بقربه فسار اليه مجداً ليلقاه قبل وصوله فخرج من الرها من الروم إلي حران فقاتلهم أهلها وسمع ابن وثاب الخبر فعاد مسرعاً فوقع على الروم فقتل منهم كثيراً وعاد المنهزمون إلي الرها .
سنة 462 هجرية:
في هذه السنة أقبل ملك الروم القسطنطينية في عسكر كثيف إلي الشام ونزل على مدينة منبج ونهبها وقتل أهلها وهزم محمود بن صالح وبني كلاب وابن حسان ابن المفرج الطائي ومن معهما من جموع العرب .
سنة 513 هجرية:
في هذه السنة سار جوسلين صاحب تل باشر بجمع من الفرنج من طبرية فكبس طائفة من طئ يعرفون بني خالد فأخذهم وأخذ غنائمهم وسألهم عن بقية قومه من بني ربيعة ( ربيعة جد آل فضل ) فأخبروه أنهم وراء الحزن بوادي السلالة بين دمشق وطبرية فقدم جوسلين وأصحابه وواعد أصحابه بأنهم الصبح يكبسون علي بني ربيعة فوصلهم الخبر بذلك فأرادوا الرحيل فمنعهم أميرهم من بني ربيعة وكانوا وكانوا في مائة وخمسين فارساً فوصلهم المائة والخمسون من الفرنج معتقدين ان جوسلين قد سبقهم أو سيدركهم فأضل الطريق وتساوت العدتان فاقتتلوا وطعنت خيول آل ربيعة فجعلوا أكثرهم رجاله( دون خيول ) وظهر من أميرهم شجاعة وحسن تدبير وجودة رأي وهو أمير ربيعة ( مرا بن ربيعة بن حازم الطائي ) فقتل من الفرنج سبعون واسر اثنا عشر من مقدميهم بذل كل واحد في فداء نفسه مالاً جزيلاً وعدة من الأسرى ، وأما جوسلين فإنه ضل الطريق وبلغه خبر الهزيمة فسار إلي طرابلس .
سنة 601 هجرية:
في هذه السنة سارت جموع من طئ وزبيد برئاسة آل ربيعة بن حازم الطائي يريدون أخذ قبائل قيس وهم ( عقيل بن عامر بن صعصعة ) فلما بلغ قيس، مسيرهم خافوا مخافة عظيمة فبعثوا الي ألأمير محمد بن أحمد بن أبي العيوني حاكم الاحساء بمجموعة وعساكره وسار لا يلوي على شئ حتى بلغهم والتقوا في لينه فغار عليهم فتطاردوا قليلاً فقتتلوا واسروا خلقاً كثيراً وأخذوا ما لا يعد ورجعوا سالمين. وفيها كانت واقعة المصارع ببدر بين أبوعزيز قتادة صاحب مكه وسالم بن قاسم بن جماز صاحب المدينة حيث رحف قتادة وحاصر المدينة ومني بها واشتد الحصار الي ان جاء المدد الي سالم بن قاسم من بني لام من طئ فاقتتلوا وهلك من الفرييقين خلق كتير وانهزم ابو عزيز قتادة ومن معه الي مكه .
سنة 658 هجرية:
سار الأمير نور الدين علي بن مجلي نائب حلب متوجهاً الي الساجور ليقيم على الفرات هو ومن معه من عسكر حلب لحفظ الفرات لئلا يعبر منها أحد من التتار قاصداً الشام ووصل الي الأمير شرف الدين عيسي بن مهنا ( أمير آل فضل بن ربيعة ) وأقام عنده فبلغ نواب التتار ذلك فجهزوا اليهم جماعة من عرب خفاجة لكسبهم فحشدوا وتوجهوا نحوهم فوصل الخبر الأمير نائب حلب وكان يقظاً فركب اليهم والتقاهم وكسرهم اقبح كسرة واخذ منهم الفا ومائتي جمل .
سنة 678 هجرية:
أمر المنصور قلاوون بتجهيز عسكرا الي دمشق لقتال الملك الكامل شنقر الأشقر ومقدمهم الأمير علم الدين سنجر الحلبي وخرجوا من مصر إلي جهة الشام فصار عسكر دمشق الذي بالرملة كلما تقدم العسكر المصري منزلة تأخر هو منزلة إلي أن وصل أولهم الي دمشق في يوم الأربعاء ثاني صفر خرج الملك الكامل من دمشق بنفسه بجمع من عنده من العسكر وضرب دهليزه بالجسور وخيم هناك بجميع الجيش واستخدم المماليك وانفق الاموال وجمع خلقاً عظيماً وحضر عنده عرب الأميرين ابن مهنا وابن حجي وهما ( عيسي بن مهنا أمير آل فضل بن ربيعة و أحمد بن حجي أمير آل مرا بن ربيعة ) ونجدة وحلب ونجدة حماه مقدمها الملك الافضل نور الدين علي اخو صاحب حماه ورجاله كثيره من جبال بعلبك ورتب العساكر والاطلاب بنفسه وصف العساكر ميمنة وميسرة ووقف هو تحت عصائبه وسار العسكر المصري أيضا بترتيب هائل وعساكر كثيرة مرتبة والتقي الجيشان في يوم الأحد سادس عشر صفر وقت طلوع الشمس في المكان المذكور وتقاتلا أشد قتال وثبت كل من الطائفتين ثباتاً لم يسمع بمثله الا نادراً لا سيما الملك سنقر الاشقر فانه ثبت وقاتل قتالاً شديداً واستمر المصاف بين الطائفتين الى ما بعد النهار ولم يقتل من الفرقين الا نفراً يسير جدا واما الجراح فكثيرة فلما كان من بعد النهار خامر أكثر عسكر دمشق على الملك الكامل سنقر وغدروا به وانضافوا الي المعسكر المصري وكان لما وقع العين على العين قبل أن يلتحم القتال انهزم عساكر حماة وتخاذل عسكر الشام على الكامل فمنهم من دخل بساتين دمشق واختفى بها ومنهم من دخل دمشق راجعاً ومنهم من ذهب الى طريق بعلبك فلم يلتفت الملك الكامل لمن ذهب منه من العساكر وقاتل فلما انهزم عنه من ذكرنا في حال القتال ضعف أمره ومع هذا استممر يقاتل بنفسه ومماليكه إلي أن رأي عيسي بن مهنا آل فضل الهزيمة على الملك الكامل أخذه ومضي به الرحبه وأنزله عنده ونصب له بيوت الشعر وأما الأمير شهاب الدين بن حجر فانه دخل دمشق بالأمان ودخل في طاعة الملك قلاوون .
سنة 680 هجرية (هزيمة التتار):
في هذه السنة من يوم الخميس رابع عشر من شهر رجب ركب السلطان ورتب العسكر فجعل في الميمنة الملك المنصور صاحب حماه والأمير بدر الدين بيسري والأمير علاء الدين طيبرس الوزيري والأمير عزالدين أيبك ، الأفرم والأمير علاء الدين كشتغدي الشمس ومضي فيهم وجعل في رأس الميمنة الأمير شرف الدين عيسي بن مهنا وآل فضل وآل مرا أبناء ربيعة(( قال المقريزي في السلوك الجزء الأول ص 691 حضر جماعة كبيرة من آل مرا وآل فضل تكون زهاء أربعة الآف فارس شاكين السلاح علي الخيول المسومة وعليهم القز غندات الحمر من الآطلس المعدني واليباج الرومي وعلي رؤوسهم البيض مقلدين سيوفهم وبأيديهم الرماح وأمامهم العبيد تميل علي الركائب وترقص بتراقص المهاري وبأيديهم الجنائب ووراء هم الظعائن والحمول ومعهم مغنية تعرف بالحضرميه سافرة في الهودج وهي تغني :
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ليالي لا قينا جذام iiوحميرا
ولما لقينا عصبة تغلبية يقودون جردا للمنية ضمرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ببعض أبت عيدانه ان iiتكسرا
سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
فقال رجل هكذا يكون ورب الكعبة فكان كما قال فان الكسرة كانت أولاً على المسلمين ثم كانت النصرة لهم واستمر القتال بالتتار .. أنتهي كلام المقريزي )) تابع عربان الشام ومن انضم اليهم وجعل في الميسرة الامير سنقر الاسقر ومن معه من الامراء والأمير بدر الدين بيليك الأيدمري والأمير بدر الدين بكتاش أمير سلاح والأمير علم الدين سنجر الحلبي والأمير بجكا العلائي والأمير بدر الدين بكتوت العلائي والأمير سيف الدين صيرك ومضافيهم وجعل في رأس الميسرة التركمان بجموعهم وعسكر حصن الأكراد وجعل في الجاليش وهو مقدمة القلب الأمير حسام الدين طرناطي نائب السلطنة بديار مصر ومن معه من مضافه والأمير ركن الدين أياجي الحاجب والأمير بدر الدين بكتاش بن كرمون والمماليك السلطانيه فاشرقت كراديس التتار وهم كعساكر المسلمين ولم يعتوا منذ عشرين سنة مثل هذه العده ولا جمعوا مثل جمعهم هذا فان أبغا عرض من سيره صحبة أخيه منكوتمر فكانوا خمسة وعشرين ألف فارس منمنجه فالتحم القتال بين الفريقين بوطاه حمص قريباً من مشهد خالد بن الوليد يوم الخميس رابع عشر من رجب من ضحوة النهار إلي آخره فصدمت ميسرة التتار ميمنة المسلمين صدمة شديده ثبتوا لها ثباتاً عظيماً وحملوا على ميسرة المسلمين فانكسرت الميسرة وانهزم من كان فيها وانسكر جناح القلب الايسر وساق التتر خلف المسلمين حتى إنتهوا الي حمص وأرسلوا خيولهم ترعي في مرج حمص واما ميمنة المسلمين فإنها ثبتت وهزمت ميسرة التتار حتى انتهت إلي القلب الا الملك المنصور قلاوون فإنه ثبت تخت الصناجق ولم يبق معه غير ثلاثمائة فارس والكوسات تضرب وتقدم شنقر الأشقر وبيسري وطيبرس الوزير وامير سلاح وايتمس السعدي ولاجين نائب دمشق وطرنطاي نائب مصر والدواداري وأمثالهم من أعيان الأمراء إلي التتار وأتاهم عيسي بن مهنا آل فضل فيمن معه فقتلوا من التتار مقتلة عظيمة فكانت النصرة للمسلمين .( المقريزي السلوك الجزء الأول ص 692-693-694 )
يتبع