الغرب وبطولات حاتم الطائي
THE
ADVENTURES
HATIM TAI
A romance
TRANSLATED FROM THE PERSIAN
DUNCAN FORBES, A.M
LONDON
PRINTED FOR THE ORIENTAL TRANSLATION FUNDAND
هذا الكتاب بعنوان ( بطولات حاتم الطائي) هو مؤلَف فارسي في الأصل، وله طبعتين باللغة الفارسية، وحصل عليه المترجم الإنجليزي دونكان فوربز، عام 1828 في أحد أسواق بلاد فارس، فأخذه إلى لندن وترجمه هناك إلى الإنجليزية، وطبعه طبعة مبدئية في ذلك الحين، عبر المؤسسة الشرقية للترجمة والطباعة في لندن. والغلاف أعلاه يعود لطبعة حديثة من الكتاب أنجزت عام 1880 م.
يتكون الكتاب من 11 فصل، في 217 صفحة، وتتحدث جميعها عن قصص وروايات وأشعار وبطولات لحاتم الطائي، وهذا ما كتبه المترجم في التمهيد، في الصفحات الثلاث الأولى من الكتاب، عن حاتم الطائي:
"حاتم بن عُبيد بن سعد الطائي، رئيس قبيلة طيء، عاش في النصف الأخير من القرن السادس الميلادي، ولا يُعرف على وجه التحديد إن كان قد ولد في اليمن أو في الصحراء العربية (جبلي طي : حائل) ، غير أنه بالتأكيد، أصبح رئيس قومه المكونين من عدة آلاف من الطائيين العرب الذين اختاروه زعيماً لهم في الجبال التي أصبحت تحمل اسمهم، لأنه كان في جميع الأحوال على أعلى درجة من الفضائل ما جعله يحوز الإعجاب. ويقول المؤلف العربي (الميداني) من القرن الثاني عشر الميلادي، عنه: [كان متفتحاً محافظاً على الحرية، شجاعاً، حكيماً، يحرز المجد والإنتصارات دوماً].
ولا عجب أن يصبح حاتم بعد ذلك، موضوعاً مفضلاً في الشعر وقصص المجد لدى العرب. وفي الشرق، أصبح الوصف المرادف لإسم حاتم هو الرجل الكريم المتسامح، وإن أفضل وأعظم كلمة يمكن أن تمدح وتثني بها على رجل شرقي سخيّ هي : أنت حاتم اليوم !
ولو أردنا أن نقتبس ما جاء عن حاتم الطائي في الكتب العربية والفارسية لما انتهينا من ذلك، ولكن لنقرأ هذه القصة التي رواها المؤرخ الأغريقي هيربيلوت : [كان الإمبراطور اليوناني يبحث عن حصان أصيل حدد له مواصفات معينة، فقيل له: إن هذا الحصان موجود عند حاتم الطائي زعيم العرب. فأرسل الإمبراطور سفيراً إلى جزيرة العرب لمقابلة حاتم، وشراء الحصان منه. وعندما وصل السفير إلى بلاد حاتم، كان حاتم في وضع ماديّ سيء، ولم تكن لديه موارد لإكرام ضيوفه، ولكن وصول الضيف كان عيداً بالنسبة له، فقام بقتل حصانه، وطبخه وقدمه للضيوف. وبعد أن أكل السفير ومرافقوه وارتاحوا، قالوا لحاتم : إننا نريد شراء حصانك لملكنا، ونحن مستعدون للثمن الذي تريده.. فقال حاتم على الفور : لقد فات الأوان يا أصدقائي.. إن الحصان قد أكلناه للتو، لإنه لم يكن لديّ سواه لأذبح لكم !].
إن يد حاتم، كانت دائماً وأبداً مستعدة للعطاء ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ويُذكر أنه كثيراً ما كان يذبح من جماله الخاصة ويعطي المحتاجين. وذات مرة حلّت بالقرب من مدينته، قبيلة فقيرة مكوّنة من أربعين عائلة، فقام حاتم على الفور بذبح كل ثروته من الجمال وأطعم بها كل العوائل الأربعين في وقت واحد. لأنه لم يشأ أن ينام ناس بالقرب من مدينته وهم جوعى. أما في الحرب، فلم يكن شأنه بأقل من شأنه في التسامح الإستثنائي، وكان نجاحاته الحربية دائمة، ومؤكد أنه لو عاش في العمر أكثر لحقق في الشجاعة شهرة توازي شهرته في الكرم والتسامح.
وفاته : توفي في السنة الثامنة بعد مولد النبي محمد، (أي في عام 579) وتوفي في نفس السنة التي مات فيها كسرى أنوشران ملك فارس".
وأودّ أن اشير إلى أنهذا الكتاب لم يُترجم إلى العربية بعد، ونتمنى من أحد أبناء حائل المترجمين أن يروا إن كان بإمكانهم ترجمته، خاصة وأن عدد صفحاته قليل نسبياً، وهو يحتاج لمترجم من أبناء حائل يعرف أسماء الأعلام والأماكن ويحفظ لنا هذه السيرة، ولا أظن ذلك كثير على هذه المدينة التي كانت وطناً لنا منذ عشرات القرون، ورعتنا كما رعت الملايين من أجدادنا وأهلنا الذين عاشوا على أرضها الطيبة.
ولا ننسى أن نشكر ونثمن ما فعله أهلنا في توارن، من حماية لأثر هذا الرمز، وإن كانت الإمكانيات المتوفرة لديهم ليست كافية، لكنهم قاموا ويقومون بكل ما استطاعوا فعله في سبيل حماية ورعاية أرض حاتم، واستقبال ضيوفه حتى هذه اللحظة. ويمكننا أن نقول عن توارن أنها المكان الوحيد الذي كان وما زال يستقبل الضيوف بنفس الحفاوة والود الذي كانوا يُستقبلون به قبل 1470 سنة.
منقول للفائدة
|