الـــــــخــــــيـــــــــــل
سجل لمشاهدة الروابط
قصص عن الخيل
جبريل علية السلام وحيزوم يوم بدر :
حيزوم فرس جبريل علية السلام ، مقدم الملائكة يوم بدر ووازعهم ، وفي حديث مسلم عن ابن عباس رضي الله
عنهما : بينما رجل من المسلمين يومئذ ، يعني يوم بدر ، يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة
السوط فوقه وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم ، فنظر إلى المشرك أمامه قد خرّ مستلقيا ، فنظر إليه ، فإذا هو
قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط ، فاخضر ذلك أجمع ، فجاء الأنصاري فحدّث رسول الله (ص) فقال :
( صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة ) .فقتلوا سبعين وأسروا سبعين .
تسمية الأرسان الخمسة :
عندما جاء سيل العرم في اليمن وانهار سدّ مأرب ، هربت الخيل العربية واختفت ، وبعدها بزمن ظهر منها خمس
أفراس في وسط الجزيرة العربية في منطقة نجد ، فرآها مجموعة من أهل المنطقة بالبادية جافلة متوحشة لايستطيع
أحدا الاقتراب منها ، وكانت ترد على نبع ماء مساء لتشرب بعد مرعى يومها ثم تولي هاربة ، وكان يراقبونها
ويبحثون عن فكرة للحصول عليها ، فوجدوا الفكرة وقام بتنفيذها بتطويق وإحاطة منبع الماء ( المارد ) بحاجز كبير
واسع المساحة وترك منفذا مفتوحا وتواروا عن أنظارها ، فلم وردت الخيل جفلت وخافت وترددت من الدخول مع هذا
المنفذ ، ولكن هذا التردد لم يدم طويلا فقد اشتدّ عليها العطش فدخلت ، ثم قاموا بعجل في إغلاق المنفذ ليتم تطويقها
وبعد ذالك قاموا باستئناسها حتى امتطوها ، ثم عادوا بها وفي طريقهم وعند بلوغ الجوع منهم مبلغة ولم يجدوا ما يأكلونه
قرروا أن يتراهنوا على احد الأفراس ويأكلوها وذالك بإقامة سباق بينهم ومن تأخرت منهن وقع عليها ذالك ، فأقيم
السباق فرفض صاحب المتأخرة ذبحها ، ثم عادوا الكرّة ثانية وتأخرت أخرى فرفض أيضا ذالك ، فبينما هما في هذا
الوضع إذا بقطيع من الضباء فرجا من الله ولحقوا بها وامسكوا مايكفيهم وأنجى الله الخيل وأصحابها من الهلاك ،
وكانت كل فرسا تحمل صفة بها وسميت كل منها على هذه الصفة ، ونسبت كل منها لأسم صاحبها وهي كالتالي :
- الكحيلة : وسميت بذالك لتكحيلة عينها القوية ، وكان صاحبها اسمه العجوز ، فصارت كحيلة العجوز .
- الصقلاوية : وسميت بذالك لصقا لت شعرها ، وكان صاحبها اسمه جدران ، فصارت صقلاوية جدران .
- الشويمة : وسميت بذالك لشامات كانت فيها ، وكان صاحبها سيّاح ، وصارت شويمة سيّاح .
- العبية : وسميت بذالك لصفة سلوكية وليست شكلية كالسابقات وهي عندما كانوا في السباق وقعت عباءة خيّالها
وصاحبها واسمه شراك فعلقت عباءتة في ذيلها المنتصب عاليا إلى نهاية السباق ، وسميت بعبية شراك .
أما الخامس فعليه اختلافات ، فقد دخل بين عدد من الفروع القوية من هذه الأرسان .
--------------------------------------------------------------------------------
داحس والغبراء :
كان ( داحس ) حصان قيس ابن زهير ، و ( الغبراء ) فرس حمل ابن بدر ، فتواضعا الرهان عليهما مائة من الإبل
وكانت المسافة مائة غلوة ، وكان المضمار أربعين يوما ، فأجرياهما ، وكانت في طرف الغاية التي اجريا إليها
شعاب كثيرة ، فأمر حمل ابن بدر جماعة من أصحابه أن يكمنوا في تلك الشعاب ، وقال لهم : اذا جا داحس سابقا
فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء ، فلما أرسلوهما تقدمت ( الغبراء ) ، فقال حمل بن بدر لقيس : قد سبقتك فقال قيس :
رويدا حتى ترشح أعطاف الخيل ويخرجان من الجدد إلى الوعث ، فلما خرجا إلى الجدد تقدم ( داحس ) وجاء إلى
آخر الغاية وهو متقدما ، خرج عليه أصحاب حمل بن بدر فجأة وافزعوه وجفل وتغير اتجاهه واسقط فارسه ،
فأتيحت الفرصة ( للغبراء ) بالتقدّم لكسب السباق افتراء وظلم .
ثم عرفت الحقيقة بعد ذالك ، فحدث الخلاف بينهم ، وثارت الحرب بسبب ذالك بين ( عبس وذبيان ) .
--------------------------------------------------------------------------------
تسبى الكحيلة ولايردّها بليق :
كان هناك شيخا من شيوخ القبائل لديه فرسا أصيلة ومشهورة بالطيب من رسن الكحيلات ، فخطط على سرقتها احد
اللصوص من قبيلة أخرى ، فأتى إلى قبيلة الشيخ وطلب العمل راعيا لديهم ليبحث عن الفرصة المناسبة لسرقتها ،
وفي ذات يوم انتهز فرصة غياب الشيخ عن القبيلة ، ونسيان ربط قيدها من قبل أبناءه ، فقام بالاقتراب منها وامتطاها
ونطلق بها مسرعا فشاهدوه ولحق به ابنه ممتطيا حصان غير أصيل يسمى بليق ومجموعة من فرسان القبيلة وأيضا
لحق بهم الشيخ حيث كانت عودته على وقت الحدث وعلى مراء منه ، وكان ابن الشيخ فارسا جيدا وكان الأقرب إلى
اللص من الآخرين ، وكان الشيخ يراقب الوضع من خلفهم أثناء المطاردة ، فخاف الشيخ أن يلحق بليق بالكحيلة
فيقال ذالك لأن اللص ليس فارسا جيدا ولايعرف التحكّم بالفرس ، فصاح الشيخ بأعلى صوته للص قائلا : دونك
والغبط أي اسلك طريق الوحل ، فسمع اللص النصيحة وعمل بها ، فلم يستطيع بليق مجارات الكحيلة وخان صاحبه
فنجى اللص بالفرس ، وصاح الابن في وجه أبيه قائلا : لماذا فعلت هذا ياأبي فردّ عليه قائلا ( تسبى الكحيلة ولايردّها
بليق ) . وذهبت هذه المقولة مثلا .
--------------------------------------------------------------------------------
وثب على أمة فمات :
حكي الأوزاعي قال : كنا بالمأجل فجيء بفحل فقربت إليه أمة ليثبها (يشبيها ) فأبى ، فأدخلت في بيت مظلم وجللت
بعباءة وقرّبت إليه فوثب عليها ، فلما فرغ منها تشمم رائحتها فعرفها ، فعطف برأسه إلى إحليله ( ذكره ) فعض
عليه فقطعه فمات من ساعته .
--------------------------------------------------------------------------------
رؤيا مسلم بن عمر الباهلي بحصانه :
ذكر أن مسلما رأى في منامه أنه خرج من إحليل ( ذكر ) حصانه ( الحرون ) طائر فطار ، فأرسل إلى ابن سيرين
من قصّ عليه منامه ، فقال : إن صدقت رؤيا ه لينتجن خيلا جيادا لا يتعلق بها . فنتج الحرون ابنه البطان ، ونتج
البطان ابنه البطين ، فلم يرى مثلهما في الجاهلية ولا الإسلام .
--------------------------------------------------------------------------------
سابق ( أعوج ) الطير فورّد فارسه الماء :
سئل فارس أعوج عنه فقال : ضللت في بعض مفاوز بني تميم ، فرأيت قطاة تطير ، فقلت في نفسي : والله ماتطير
هذه القطاة إلا في طلب الماء ، فأتبعتها ولم أزل أغض من عنان أعوج حتى وردت معها الماء .
--------------------------------------------------------------------------------
رغبة عبدالعزيز بن مروان با( الخطّار ) :
الخطّار أبوه من خيل مضر ، وهو للبيد بن ربيعة ، وورد ذكره في خيل الصحابة رضوان الله عليهم ، فطلبه منه
عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر ، فأمتنع عليه ، وأغزاه أفريقية فمات بها ، فبعث به عامل افريقية موسى بن
نصير إلى عبدالعزيز ، من جملة خيل أهداها إليه ، وقد طالت معرفته وذيله وتغير الحصان ، فلما تأمل الخيل لم
يجد من يعرف ( الخطّار ) بينهم ، فقالوا : ابنة صاحبه تعرفه ، فبعث عبدالعزيز إليها ، فلما رأته عرفته وقالت لمن
أتاها به : ها أنا امرأة اخرجوا عني حتى أنظر إليه ، فلما خرجوا قطعت أذنيه وهلبت ذيله ، وقالت : والله لا يركبك
أحدا بعد أبي سويا ، وقالت لهم : هوهو ، فخذوه لا بارك الله لكم فيه ، فأتخذه عبد العزيز فحلا ، فنتج منه
( الذائد ) المذكور في قائمة خيل الجاهلية والإسلام .
--------------------------------------------------------------------------------
( العصا ) أنقذت صاحبها :
هي فرس لجذيمة الأبرش ، وخبره مع الزّبّا مشهور ، ولما غدرت به ، وكان قصير أحد أصحابة نصحه فيها فلم
يقبل نصحه ، فلما تحقق غدرها به وتمكنها منه ، ركب قصير العصا وركضها فنجت به ، وقيل أنها جرت به ثلاثين
ميلا ثم وقفت فماتت موضعها ، فبني عليها برجا ، وسمي ( برج العصا ) . وقد ورد ذكرها في خيل الجاهلية والإسلام.
--------------------------------------------------------------------------------
نفوق الضّاوي :
الضاوي هو ابن أعوج ، كان لأبن المحارثية الهلالي ، قال أبو المنذر : أخبرني أبومسكين عن أبية قال : سارت بنو
عامر ومعهم الضّاوي ، وقد كبر فسقط ومات ، فقالت عجوز منهم : أربعن يانساء بني عامر ، فقد رزيتن غرة من
غرر المجد ، إلا أن الضّاوي قد نفق ، فما بقيت امرأة من بني عامر إلا كسرت ربعة طيبها عليه .
--------------------------------------------------------------------------------
أجرأ من خاصي خصاف :
خصاف هو فحل خيل مشهور يضرب به المثل في الطيب ، فطلبه الملوك من صاحبه للتشبيه ( للتلقيح ) منه ،
فرفض ذالك ، وليتحاشى إلحاحهم قام بخصائه .
--------------------------------------------------------------------------------
أشأم من حميرة :
حميرة هي فرس لشيطان بن مدلج الجشمي ، وكان يتشاءم بها ، وذلك أن بني جشم قومه خرجوا يطلبون المرعى
قبل رجب ، فأقبل صاحب حميرة بها ، فرعاها عامة نهاره وحدها ، ثم رجع بها ، واتفق ذالك مع خروج بني أسد
وذبيان غازين ، فشاهدوا آثار حميرة فقالوا إن هذا لقريب منكم ، فاتبعوا أثرها حتى هجموا على الحيّ فغنموهم .
--------------------------------------------------------------------------------
إن جرجر العود فزده وقرا :
إذا وصل عمر ة من الخيل أو الإبل الثمان أو التسع سنوات أو تجاوزها فطال نابه فهو ( عود ) ، فلا ينقص قوته
أي يزاد إكرامه في الأكل وفي التعامل معه .
--------------------------------------------------------------------------------
الأمثل
الخيل أعلم بفرسانها :
أن الخيل تعرف وتميز بين الفرسان عند امتطائها وبين غيرهم .
--------------------------------------------------------------------------------
الخيل تجري على أعراقها ، وفي السباق تجري على جدود فرسانها :
إن اصدق الفراسة في المهر أن يتفرس في عتقه وجودته عند الجري ، فأنه يجري على ماجبل عليه ولايغير جريه
كما تتغير الأعضاء ، فان تغير جريه بعد ركوبة ، فانه من ضعف به ، أو استعجل عليه بالركوب قبل أوانه ، فهذا
يحسن جريه بعد أن يكون ثنيا, جذعا رباعيا ، أو عند ذهاب العلة ، إن كانت به ، أو اشتدت قوته إن كان من ضعف
--------------------------------------------------------------------------------
الخيل تجري على مساويها :
أي أن بعض الخيل يمكن تجري وتسبق وتكون في غاية الذراعة والجودة ويكون فيها عيوب ومساوئ .
--------------------------------------------------------------------------------
لا الإنسان في شئ ولا اليربوع في شئ مع القضاء :
خصاف أسم آخر لحصان كان لرجل من غسان ، وقيل هو سمير بن ربيعة الباهلي ، وكان اجبن الناس ، وكان
حصانه لايجارى ، وكان يقف يوم القتال في أخريات الناس ، فيكون أول منهزم ، فجاء سهم يوم فارتكز بين يديه
في الأرض وجعل يهتز ، فقال : ما اهتز هذا إلا وقد وقع في شيء ، فنزل وكشف عنه ، فإذا هو في ظهر يربوع .
ثم قال هذا المثل ، وبعدها أستقدم فكان أشد الناس قتالا وأشجعهم .
مــــــــــــــــنـــــــــــــــــــقــــــــــــ ـول
سلالات الخيول
عندما نتأمل في ما يقدمه لنا الجواد من خدمات ومنافع تحيط بنا من كل جانب، تغمرنا مشاعر هي مزيج من الدهشة والتواضع أمام هذا الكائن النبيل المعطاء. رغم أن معظم الدول استغنت حديثا عن الخيول في الأعمال الزراعية، إلا أن هذا الحيوان ما زال يمثل عنصرا فاعلا ومؤثرا في اقتصاديات الريف في كثير من الدول، ففي بعض الدول ما زالت قطعان الخيول ترعى في السهول بطريقة لم تتغير في نمطها وأهميتها منذ آلاف السنين. كما وفرت الخيول للإنسان الحركة والتجوال لأماكن بعيدة، وكانت وسيلته في خوض الحروب ، لكن وفي المقابل ساهمت الخيول أيضا في إرساء السلام والاستقرار، حيث استخدمت كوسيلة للانتقال والتبادل التجاري . وكان اهتمام العرب بخيولهم اهتماما شديدا ، وحرصوا كل الحرص على أن لا تختلط دماؤها بدماء غيرها من الخيول المهجنة ، وحافظوا على أنسابها يمكن للمرء أن يرصد قاسما مشتركا يربط بين كل سلالات العالم، ففي البدء كان تطور سلالات الخيول تدريجيا بالتعود على البيئة، ومن خلال علاقة النسب والتهجين بين السلالات المختلفة التي تقطن أقاليم معينة، فعندما بدأ الإنسان ترويض الخيول، ساهم في الإسراع بمسار التطور لبعض السلالات والأنواع.
الخيل في القرآن الكريم
{سورة العاديات}
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً {3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً {4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً {5} سورة العاديات 1ــ 5
تفسير الآيات
يقسم الله تعالى بالخيل اذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت وهو الصوت الذي يسمع حين تعدو ( فالموريت قدحا ) يعني اصطكاك نعالها للصخر وتقدح منه النار ( فالمغيرات صبحا ) يعني الإغارة وقت الصباح كما كان رسول الله (ص) يغير صباحا ويستمع الأذان فأن سمع وألا أغار وقوله تعالى ( فأثرن به نقعا ) يعني غبارا في مكان معترك الخيل ( فوسطن به جمعا ) أي توسطنا ذالك المكان كلّهن جمع .
{سورة الأنفال}
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ
سورة الأنفال آية 60
تفسير الآية
أمر الله سبحانه وتعالى بأعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة ,وقال عقبه بن نافع رضي الله عنه : سمعت رسول الله ( ص ) يقول وهو على المنبر ( ألا إن القوّه الرمي ألا إن القوّه الرمي ) . وروى الإمام أحمد وأهل السنن عنه قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ارموا واركبوا وأن ترموا خير من أن تركبوا ) . وقوله تعالى : ( ترهبون ) أي تخوفون ( به عدوّ اللّه وعدوّكم ) أي من الكفّار .
{سورة آل عمران}
بسم الله الرحمن الرحيم
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ {14}
سورة آل عمران آية 14
تفسير الآية يخبر الله سبحانه وتعالى عمّا زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين فبدأ بالنساء لأن الفتنه بهن أشد، وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال وحاصلها أنه المال الجزيل كما قاله الضحاك وغيره ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : ( القنطار اثنا عشر ألف أوقيه ، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض ) ، وحب الخيل على ثلاث أقسام : تارة يكون ربطها أصحابها معدة لسبيل الله متى احتاجوا إليها غزوا عليها ، فهؤلاء يثابون ، وتارة تربط فخرا ونواء لأهل الإسلام ، فهذه على صاحبها وزر ، وتارة للتعفف واقتناء نسلها ، ولم ينس حق الله في رقابها ، فهذه لصاحبها ستر ، وأما المسومة فعن أبن عباس رضي الله عنهما : فالمسومة الراعية ، والمطهّمة الحسان ، والأنعام يعني الإبل والبقر والغنم ، أما الحرث يعني الأرض المتخذة للغراس والزراعة ،أما قوله تعالى ذالك متع الحيوة الدنيا أي إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة ، وقوله تعالى والله عنده حسن المآب أي حسن المرجع والثواب .
{سورة النحل }
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {8}
سورة النحل آية 8
تفسير الآية
هذا صنف آخر مما خلق تبارك وتعالى لعباده ، يمتن به عليهم ، وهو الخيل والبغال والحمير التي جعلها للركوب والزينة بها ، وذالك أكبر المقاصد منها ، ولما فصلها من الأنعام ، أفردها بالذكر ، استدل من استدل من العلماء ممن ذهب إلى تحريم لحوم الخيل بذالك على ما ذهب أليه فيها ، كالإمام أبي حنيفة رحمه الله ومن وافقه من الفقهاء بأنه تعالى قرنها بالبغال والحمير وهي حرام ، كما ثبتت به السنة النبوية ، وذهب إليه أكثر العلماء .
{سورة الحشر }
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلارِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {6}
سورة الحشر آية 6
تفسير الآية
يقول تعالىمبينا ما الفيء وما صفته وما حكمه ، فالفيء كل مال أخذ من الكفار من غير قتال ولا ايجاف خيل ولا ركاب ، كأموال بني النضير هذه فإنها مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولاركاب ، أي لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة بل نزل أولئك من الرعب الذي ألقى الله في قلوبهم من هيبة رسول الله (ص) ، فأفاءه الله على رسوله ، ولهذا تصرف فيه كما يشاء فرده على المسلمين في وجوه البر والمصالح التي ذكرها الله عز وجل .
{سورة ص }
بسم الله الرحمن الرحيم
وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ {30} إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ {31} فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ {32} رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ {33}
سورة ص آية 30 - 33
تفسير الآيات
يقول تعالى مخبرا أنه وهب لداود سليمان أي نبيا كما قال عز وجل : ( وورث سليمن دواود ) أي في النبوة وإلا فقد كان له بنون غيره فانه قد كان عنده مائة امرأة حراير . وقوله تعالى ( نعم العبد انّه أوّاب ) ثناء على سليمان بأنه كثير الطاعة والعبادة والإنابة إلى الله عز وجل . وقوله تعالى : ( إذ عرض عليه بالعشيّ الصّفنت الجياد ) أي إذ عرض على سليمان عليه السلام في حال مملكته وسلطانه الخيل الصافنات قال مجاهد وهي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة والجياد السراع ، وقال ابن جرير كما رواه أنها كانت عشرين فرسا ذات أجنحة ، وقوله تعالى : ( فقال إني أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب ) ذكر غير واحد من السلف والمفسرين أنه اشتغل بعرضها حتى فات وقت صلاة العصر حتى صلاها بعد الغروب وذالك ثابت في الصحيحين ، وقوله تعالى : ( ردّوها علىّ فطفق مسحا بالسّوق والأعناق ) قال الحسن البصري : لا ، قال : والله لاتشغليني عن عبادة ربي آخر ما عليك ، ثم أمر بها فعقرت وكذا قال قتادة ، وقال السدي : ضرب أعناقها وعراقيبها بالسيوف . وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبا لها وهذا القول اختاره ابن جرير قال لأنه لم يكن ليعذب حيوانا بالعرقبة ويهلك مالا من ماله بلا سبب سوى أنه أشتغل عن صلاته بالنظر إليها ولاذنب لها .
سجل لمشاهدة الروابط
الخيل في الشعر الفصيح:
ـحبيب بن أوس أبو تمام الطائي
مـامـقـرب يـخـتــال فــــي أشـطـانــه=مـــلآن مـــن صـلــف بـــه وتـلـهـوق
بـحـوفـر حــفــر وصــلــت اصـلـتــي=وأشـاعــر شــعــر وخــلــق اخــلــق
ذو ألـــوق تــحــت الـعـجــاج وانــمــا=مـــن صـحّــة افــــراط ذاك الألــــوق
صــافــي الأديــــم كـانـمــا الـبـسـتـه=مــن سـنــدس بـــردا ومـــن اسـتـبـرق
امـلـيـسـة امـلـيــدة لــــو عـلّــقــت=فـــي صهـوتـيـه الـعـيـن لـــم تتـعـلّـق
مـسـودّة شـطـر مـثـل مــا اســود الـدّجـى=مـبـيـض شـطــر كابـيـضـاض الـمـهـرق
صفي الدين الحلّي الطائي
اذا افـتـخـر الأقـــوام يــــوم بـمـجـدهـم=فـانـك مــن قــوم بـهـم يـفـخـر الـمـجـد
تـعــود مـتــن الـصـافـنـات صـغـيـرهـم=الــى ان تـسـاوي عـنـده الـسـرج والـمـهـد
.........................................
سجل لمشاهدة الروابط
البحتري الطائي
يـهــوي كـمــا هـــوت الـعـقـاب اذا رأت=صـيــدا وينـتـصـب انـتـصـاب الأجــــدل
مــتــوحــش بـدقـيـقـتـيـن كــانــمــا=تـريــان مـــن ورق عـلـيــه مــوصّــل
تـتـوهـم الــجــوزاء فــــي أرســاخــة=والــبــدر فــــوق جـبـيـنـه المـتـهـلـل
صـافــي الأديـــم كـأنـمـا عـنـيـت لـــه=بـصـفــاء نـقـبـتـه مــــداوك صـيـقــل
مـلــك الـعـيـون فـــان بـــدا أعطـيـنـة=نـظـر المـحـب الـــى الحـبـيـب المـقـبـل
امرؤ القيس
تذكّرت من يبكي علـي فلـم اجـد=سوى السيف والرمح الرديني باكيا
واشقـر خنديـد يجـر عنـانـة=إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
وقال أيضاً
وأنت اذا استدبرتـة سـد فرجـة=بضافي فويق الأرض ليس بأعزل
له ايطـل ظبـي وساقـا نعامـة=وارخاء سرحان وتقريـب تتفـل
كميت يزل اللبد عن حـال متنـة=كمـا زلـة الصفـواء بالمتـنـزل
مكـر مفـر مقبـل مدبـر مـعـاكجـ=لمود صخر حطة السيل من عل
وقال أيضاً
له كفل كالدعس لبّده النـدى=إلى حارك مثل الغبيط المذأب
عنترة
تـنـسـى بـلائــي اذا مــاغــارة لـحـقــت=تـخــرج مـنـهـا الـطّــوالات السّـراعـيـف
يخـرجـن مـنـهـا وقـــد بـلــة رحائـلـهـا=بـالـمـاء تركـضـهـا الـشّــمّ الـغـطـاريـف
وقال أيضاَ
يـدعــون عـنـتــر والــرمــاح كـأنـهــا=أشـطــان بـئــر فـــي لـبــان الأدهـــم
وقال أيضاً
ا
لـخـيـل تـعـلــم والــفــوارس انــنــي=فـرّقــت جمـعـهـم بـضـربــة فـيـصــل
والـخـيـل سـاهـمــة الــوجــوه كـأنـمــا=تـسـقـي فـوارسـهــا نـقـيــع الـحـنـظـل
وقال أيضاً
ولـــه عـسـيــب ذو سـبـيــب ســابــغ=مـثـل الــرّداء عـلــى الـغـنـيّ المـفـضـل
وقال أيضاً
لاتعـجـلـي اشــــدد حــــزام الأبــجــر=انــي اذا الـمــوت دنـــا لـــم أضـجــر
وقال أيضاً
هـــلا سـألــت الـخـيـل يـابـنـة مـالــك=ان كـنــت جـاهـلـة بـمــا لـــم تعـلـمـي
شداد بن معاوية (والد عنترة):
فـمــن يـــك سـائــلا عـنــي فــأنــي=وجـــروة كالـشّـجـا تــحــت الــوريــد
أقــوتــهــا بــقــوتــي ان شــتــونــا=والـحـفـهـا ردائــــي فــــي الـجـلـيـد
المتنبي:
ويـنـصـب لـلـجـرس الـخـفـي سـوامـعــا=تـخـلـن مـنـاجــاة الـضـمـيـر تـنـاديــا
وينـظـر مــن ســود صـــوادق بـالـدجـى=يـريـن بعـيـدات الشـخـوص كـمــا هـــي
وقال أيضاً
وعـيـنـي عـلــى أذنـــي أغـــرّ كـأنــه=مــن اللـيـل بــاق بـيـن عيـنـيـه كـوكــب
لــه فضـلـه عـلـى جسـمـه فــي ايـهـابـه=تـجـئ عـلـى صـــدر رحـيــب وتـذهــب
شقـقـت بـــه الظـلـمـاء ادنـــي عـنـانـه=فيـطـغـى وارخـيــه مــــرارا ويـلـعــب
وأصــرع كـــل الـوحــش قفـيـتـة بـــه=وانـــزل عـنــه مـثـلـه حـيــن اركـــب
وقال أيضاً
الـخـيـل والـلـيـل والـبـيــداء تـعـرفـنـي=والسـيـف والـرمــح والـقـرطـاس والـقـلـم
وقال أيضاً
أعــز مـكـان فــي الـدنـى ســرج سـابــح=وخـيـر جـلـيـس فـــي الـزمــان كـتــاب
القعقاع بن عمرو :
لــم تـعـرف الـخـيـل الـعــراب سـواءنــا=عـشـيّـة أغـــواث بـجـنــب الــقــوادس
عـشـيّــة رحــنــا بـالـرّمــاح كـأنـهــا=عـلـى الـقـوم الــوان الطـيـور الـرّســارس
ابن عباس رضي الله عنه
اذا مـالـخـيــل ضـيـعــهــا انــــــاس=ربـطـنـاهــا فــشــاركــة الــعــيــالا
نقـاسـمـهـا المـعـيـشـة كــــل يـــــوم=ونـكـسـوهــا الـبــراقــع والـــجـــلالا
حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه
لــيـــس عــنـــدي الا ســـــلاح وورد=قـــارح مــــن بــنــات ذي الـعـقـالـي
أتــقــي دونــــة الـمـنـايـا بـنـفـســي=وهــو دونــي يغـشـى صـــدور الـعـوالـي
أبو العتاهية
جـــاء المـشـمّـر والأفــــراس يـقـدمـهـا=هـونـا عـلـى رسـلـه منـهـا ومــا انبـهـرا
وخـلـف الـريـح حـسـرى وهـــي جـاهــدة=ومـــرّ يخـتـطـف الأبـصــار والـنـظــرا
اسحاق بن خفاجة
وأشــقــر تــضــرم مــنــه الــوغــى=بـشـعـلـة مــــن شــعـــل الــبـــاس
مــــن جـلّـنــار نــاضـــر لــونـــه=وأذنـــــــــه مـــــــــن ورق الآس
يـطـلــع لـلـغــرّة فـــــي شــقـــرة=حـبـابــة تـضـحــك فــــي كـــــاس
أبو العلاء المعري
وقــد أغـتــدي والـلـيـل بـيـكـي تـأسـفـا=علـى نفسـه ، والنـجـم فــي الـغـرب مـائـل
بـريـح أعـيـرت حـافــرا مـــن زبـرجــد=لـهـا التّـبـر جـســم واللّـجـيـن خـلاخــل
الخنساء
وخـيــل قـــد زحـفــت لـهــا بـخـيــل=فــــدارت بــيــن كبـشـيـهـا رحــاهــا
ونــرفـــع فــضـــل سـابــغــة دلاص=عــلــى خـيـفـانـة خــفــق حـشـاهــا
فـقــد فـقـدتــك رعــلــة فـاسـتـراحـت=فـلـيــت الـخـيــل فـارسـهــا يــراهــا
عمر بن ربيعة
تشـكّـى الكمـيـت الـجـري لـمــا جـهـدتـه=وبــيّــن لــــو يسـتـطـيـع أن يتـكـلـمـا
لـذلــك أدنـــي دون خـيـلــي ربــاطــه=وأوصـــي بـــه ألأ يــهــاب ويـكـرمــا
فـقـلـت لـــه ان نـلــق للـعـيـن قــــرّة=لـهــا ن عـلـيـنـا أن تــكــلّ وتـسـأمــا
الأسعر الجعفي
أمــــــا اذا اسـتـقـبـلـتـه فــكــأنــه=بـــاز يكـفـكـف أن يـطـيــر وقــــد رأى
أمـــــا اذا اسـتـدبــرتــه فـتـســوقــه=رجــل قـمـوص الـوقــع عـاريــة الـنـسـا
أمـــــا اذا اسـتـرضـتــه مـتـمــطّــرا=فتـقـول هــذا مـثــل سـرحــان الـغـضـى
ولـقـد علـمـت عـلــى تجـنـبـي الـــردى=أنّ الـحـصـون الـخـيـل لامـــدر الـقــرى
انــي وجـــدت الـخـيـل عـــزّا ظـاهــرا=تنـجـي مــن الـغـمّـى ويكـشـفـن الـدجــى
ويـبـتـن بالـثـغـر الـمـخــوف طـلائـعــا=ويـثـبـن للصـعـلـوك جـمّــة ذي الـغـنــى
يخـرجـن مــن خـلــل الـغـبـار عـوابـسـا=كـأصـابـع الـمـقـرور أقـعــى فاصـطـلـى
تأبط شراً
ويسـبـق وفــد الـريـح مــن حـيـث ينتـهـي=بمـنـخـرق مــــن شــــدّة الـمـتــدارك
اذا خــاط عينـيـه كــرى الـنـوم لــم يــزل=لــه كـالـئ مــن قـلـب شـيـحـان فـاتــك
ويـجـعــل عـيـنـيـه ربـيـئــة قـلــبــه=الــى ضـربـة مــن حــدّ أخـلـق صـائــك
اذا هــزه فـــي عـظـيـم قـــرن تهـلّـلـت=نـواجــذ أفـــواه الـمـنـايـا الـضّـواحــك
وقال أيضاً
وخـيـل طـواهــا الـقــود حـتّــى كـأنـهـا=أنبـيـب سـمـر مــن قـنـا الـخــط ذبّـــل
صبـبـنـا علـيـهـا – ظالـمـيـن – سيـاطـنـا=فـطـارت بـهــا أيـــد ســـراع وأرجـــل