عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2009, 01:17 AM   #1
عضو لامـــــي مميز
 

الصورة الرمزية المظهري اللامي
 

تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 1,712
آخـر مواضيعي
 

افتراضي ولامٍ ومعهم من عقيلٍ حمايل ( الخلاوي )

راشد الخلاوي عصره ونسبه وشعره (2-7)

اسم منيع خلا من تاريخ عمان في القرن التاسع والخلاوي مات وابنه صغير






كنا ذكرنا إن منهجنا في هذه الدراسة هو التركيز على الدلالات المأخوذة من نصوص الشاعر والابتداء بالعصر الأقرب وهو عصر دولة بني جبر العقيليين في القرن التاسع والعاشر الهجري إلى أن نصل إلى دولة بني عصفور العقيليين في القرن السابع والثامن الهجري وندرس جميع الدلائل والقرائن التي ترد بين اخذ ورد وقد انطلقنا من قصيدة مبارك الأعرج التي تؤكد ان عصر الخلاوي فيما قبل القرن العاشر، وأشرنا إلى أن الخلاوي لم يمتدح منيع بانتسابه إلى بني جبر أوأجود ولم ينعته بانه غريري أو من أولاد المضا كما فعل شعراء بني جبر بل نجده يكرر مدحه بالمنيعي وينسب قومه في المنيعية، وكذلك لم نجد في قصائد الخلاوي ذكراً لأحداث مؤثرة على مصير المنطقة في مطلع القرن العاشر الهجري من غزو البرتغاليين او العثمانيين وبالتالي نجزم بأنه لم يعاصر هذه الأحداث، ومن هنا لا يكون راشد الخلاوي من أهل القرن العاشر وننتقل للبحث في القرن التاسع الهجري.

10- يقول راشد الخلاوي من قصيدته الدالية:

على شان سلطاني عقيل كميتها
زمان القسا يشفي قراه الولايد

نقول والله المستعان أن الخلاوي قد نسب منيع في بني عقيل وجعله سلطانها وفارسها وبتتبع الأسر الحاكمة في تلك المنطقة نجد بني جبر وبني جروان وبني مانع بن عصفور وكلهم ينتسبون في بني عقيل إلا ان السيطرة على إمارة بني عقيل كانت في بني جبر من قبل منتصف القرن التاسع الهجري إلى منتصف القرن العاشر والتي بدأت بزامل بن جبر ثم سيف بن زامل الذي قضى على آخر ولاة بني جروان، وطالما الخلاوي لم ينسب منيع في بني جبر فلا يلزمنا ان ننسبه فيهم ما لم نجد الحجة الدامغة ونكتفي انه منيع بن سالم المنيعي من بني عقيل، الا ان حكم بني جبر لا يمنع وجود إمارات أخرى لبني عقيل في بعض القرى او البلدان وليس بالضرورة أن سيطرة أسرة بني جبر على مقاليد الحكم تعني إلغاء إمارة أسرة أخرى على مناطق معينه.

11- ليس هناك ما يثبت ان منيع بن سالم كان شيخ هجر أو حاكم الاحساء سوى هذه الأبيات:

فلولا منيعٍ سور هجر وبابها
وابنا عقيلٍ عصبةٍ من قرايبه
لك الله ما سنعت لسهيل ناقتي
ولولاه ما نوخت (يبرين) شاربه

بينما نجد أبيات أخرى للخلاوي فيها يحدد مكان منيع في منطقة الخرج الثليما والسيح ووادي حنيفه

عسى سربهم مرعاه باطراف حاجر
ومن فوق وادي السيح ترعى ركايبه
سحاب الحيا اسقاه واروى وعله
وخشم الثليما فاض واروى شعايبه


وكذلك نجد أبيات أخرى يذكر فيها جو الثليما ويحدد أسماء القبائل التي تنزلها ويذكر يبرين:


فلا جيت في جو الثليما بنزله
وقد لم جال الماء رجال القبايل
وتجمعوا لك من ظفير وغيرهم
ولامٍ ومعهم من عقيلٍ حمايل



12- في البيتين أعلاه ذكر الخلاوي قبيلة الظفير مع بني لام وبعض حمايل بني عقيل وانهم يقطنون الثليما (الخرج) ولم يذكر ابن بسام في تحفة المشتاق ما يفيد في النصف الأخير من القرن التاسع ولا العاشر ما يفيد ان الظفير كانوا قريباً من وادي حنيفه بل يذكر الظفير وقد استوطنوا القصيم وبقت لام في نفس تحديد الخلاوي بالقرب من وادي حنيفه.


كما أن ذكر يبرين يثير تساؤلاً قد يكون له علاقة بما يروى من أبيات تنسب للخلاوي وولده الذي قال:

عنينا وعنيناك يا ناق فاصبري
الى بارقٍ ما تنثر الماء مخايله

فأجابه والده بقوله:

لولاه ما زارت عمان مطيتي
ولا رقت رملٍ طويلٍ تهايله
مشروبنا من ماء منيع وزادنا
ولا نلبس الا من فصايل جمايله
وان كان شح اليوم عنا بماله
ذكرناه باللي قد مضى من فعايله


ولم نجد في تاريخ عمان في القرن التاسع الهجري من اسمه منيع سواء من ملوك بني نبهان أو ممن جاء بعدهم، واشك في ان تكون هذه الأبيات للخلاوي فهي تتناقض مع ما تناقله الرواة وتعارفه الناس بان الخلاوي توفي وابنه يوم ذاك طفل وترك له سلاحاً في دحل الهدسي بالصمان وقال راشد الخلاوي معمياً:

عن طلحة الجودي تواقيم روحه
عليها شمالي النسور يغيب
وعنها مهب الهيف رجمٍ وفيضه
وحروري ان كان الدليل نجيب


وعندما أصبح شابا أخبرته والدته بأبيات أبيه واستطاع ان يهتدي للدحل ويستخرج السلاح وقال لو ان والدي قال هذا البيت لا أصبح الوصف واضحاً:

وترى دليله مروةٍ فوق جاله
خيمة شريفٍ في مراح عزيب


وللأستاذ عبد الله الشايع بحث رائع في تحديد هذا الموضع.

13- في قصيدة الخلاوي البائية المسماة بالروضة نجد هذا البيت:


ألا قبح الله (الغراميل) كلها
وأخزى (لزيد) ابن الرواني وصاحبه


وقد رسمت كلمة (الغراميل) ولم أجد للغراميل معنى إلا أنها جمع لمفرد غرمول وهو المرتفع الرملي والسياق المعنوي للبيت ينفي هذا المعنى ولاشك أن الكلمة مصحفة حيث أن موقعها يجب أن يدل على أسماء لأشخاص أو قبائل ولم أجد ما يحتمل صحته من ذلك سوى أن تكون مصحفة عن (الصراغيل)، وهنا يبرز تساءل هل لها علاقة ب (صرغل) ويكتب أحيانا (سلغر) ابن ملك هرمز الذي سانده أجود الجبري في استرداد ملكه سنة 874ه أو أن المقصود بالصراغيل هم دولة (السلغريين) والتي ستنطق كما نطقت السابقة (الصرغليين) أو (الصراغيل) وهم حكام هرمز في عهد أولاد مانع بن عصفور؟ وتقديم الحروف على بعضها حين نطقها متعارف عليه عند العرب كنطقهم للصاعقه صاقعه.

كذلك نجد (زيد ابن الرواني وصاحبه) وهنا نتساءل من عساه يكون زيد وصاحبه؟

هل كان الخلاوي يقصد راشد بن مغامس ومعه وزير له يسمى زيد. أو كان يقصد زامل بن جبر أو سيف بن جبر الذي أسس الدولة الجبرية ومعهم وزير او شاعر اسمه زيد؟ أو أن عدوهم اللدود الذي غدر بهم هو زيد؟
وقد دون ابن بسام في سنة 948ه وفاة الشيخ العالم العلامة شهاب الدين أحمد بن يحيى بن عطوه التميمي والذي ذكر انه حصل بينه وبين بعض العلماء منافرة وردود ومن ضمن من سجل على رد ابن عطوه الشيخ القاضي عثمان بن القاضي علي بن زيد قاضي أجود بن زامل العقيلي العامري ملك الاحساء والقطيف. ومن هنا يكون عندنا (علي بن زيد) هو قاضي (أجود) وربما يكون هو شاعر الدولة الجبرية والمعروف ب (ابن زيد) والذي قصائده تدل على تمتعه بنصيب وافر من العلم وقرب لغتها من اللغة الفصيحة (وسيكون لنا معه وقفات إن شاء الله تعالى) كما يرد الاحتمال أن والده (زيد) قد صحب (سيف) أو (زامل). وبالتالي قد يكون هو المعني بقول الخلاوي.



الرياض
سعد بن عبد الله الحافي
المظهري اللامي غير متواجد حالياً