عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2012, 10:24 PM   #1
عضــو لامـــــي
 

الصورة الرمزية ولد الأشراف
 

تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 25
آخـر مواضيعي
 

افتراضي آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م.




أرجوا التكرم بعدم وضع رد حتى أضع القسم الأخير من البحث (المصادر).

توضيح:

هذا بحث موسع يغطي الحدث الرئيسي وماسبقه وماتبعه من أحداث ، ويستند الى أكثر من سبعين مرجع تاريخي (الكثير منها معاصر للأحداث) ، وسوف أكتب مختصر لهذا البحث ان شاء الله لاحقا ، مع إبقاء هذا البحث الموسع كمرجع للباحثين الراغبين بالمزيد من التفاصيل.



تمهيد:


يسلط هذا البحث الضوء على الحدث الأهم بتاريخ العراق في الحقبة العثمانية وذلك عندما قام حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب بأول إعلان لإستقلال العراق بأكمله بعد احتلاله لمدينة البصرة عسكريا و إرساله لعرض سياسي للخليفة العثماني موقع من قبل وجهاء وشيوخ العراق ، وماترتب على ذلك من أحداث ومعارك ضخمه ، وعلى الرغم من أهمية هذا الحدث تاريخيا وتميزه ، وذلك بعدم قيام أي شخصية تاريخية أخرى في العراق بفعله قبله أو حتى بتكراره بعده ، فإ نه لم يلقى اهتمام كبير (يوازي حجمه التاريخي وأهميته) من المؤرخين المعاصرين لنا ، وربما يرجع سبب ذلك لكون مملكة المنتفق دولة سقطت بالحرب العالمية الأولى وبالتالي لاتوجد فائده إعلاميا أو حتى ماديا لدى الكثير من الباحثين لمناقشة أبرز أحداثها مقارنة بالدول القائمة والتي غالبا ماتتركز عليها جهود معظم الباحثين .

يذكر مملكة المنتفق و قبائلها والأسرة الحاكمه فيها (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) ، المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ويقارن أهمية اتحاد قبائل المنتفق (اكبر اتحاد للقبائل والعشائر شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) بالقبائل الأخرى في العراق كما يقارن أهمية أسرة المشيخة فيه (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) بأسر المشيخة الأخرى بالعراق ، وذلك عند بداية حديثه في قسم المنتفق من نفس الكتاب، ج:3 ، ص:590 (((مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))). ويذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك ، في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) ، اتساع مملكة المنتفق وحدودها (الشمالية والشرقية) وذلك عن حديثه عن حاكم مملكة المنتفق (مابين عام 1668م – 1703م) الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب وعن نفوذه ومناطق حكمه بالعراق وخارجه ويقارن هذا النفوذ بنفوذ الحكام الأتراك في بغداد وشمال العراق ويبين أن الأمير مانع يفوقهم نفوذا ، ص: 150 (((ولم يدر في خلد أي باشا غريب أن يأمل نفوذا شاملا مثل نفوذه. فقد امتلك قسما من عربستان، وكان مسيطرا على ما بين دجلة وعربستان من سهول وأهوار، وأطاعته بدرة وجصان ومندلي، وقد غطت سطوته يومئذ على سطوة الحويزة، اما على الفرات فقد استولى على العرجة والسماوة والرماحية))). علما بأن الأمير مانع بن شبيب حاكم مملكة المنتفق كان قد انتزع مدينة البصرة من العثمانيين ثلاث مرات أخرها لمدة تقارب الأربع سنوات ولم تستطع الدولة العثمانية أن تستردها منه الا بعد تعاونها مع الدولة الصفوية ضده في سابقه تاريخيه بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية ، الذين اضطرا للتعاون ضده وذلك للحد من نفوذه. يذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل ، في كتابه تاريخ الجزيرة العربية ، حدود مملكة المنتفق (الجنوبية والغربية) في نفس الفترة التي ذكرها ستيفن لونكريك ، , ج1 ، ص: 39 (((وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات , فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب))). وهذه صورة توضح حدود مملكة المنتفق في تلك الفترة مع علم مملكة المنتفق:


سجل لمشاهدة الروابط

يذكر المؤرخ النجدي عبدالله بن محمد البسام التميمي (المولود عام 1858م والمتوفى بعنيزة عام 1927م ) ، في كتابه تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق ، وذلك عند حديثه عن قبائل المنتفق في البصرة ، وعند حديثه عن المنطقة الواقعه في وسط مملكة المنتفق (مابين البصرة وسوق الشيوخ) ، كما يذكر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ( آل سعدون الأشراف) ، ص: 338(((وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها . واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم))). يذكر خورشيد باشا (الذي اشترك بلجنة الحدود العثمانية الفارسية ما بين 1848م - 1852م وأصبح واليا لأنقرة لاحقا ) في تقريره الذي أعده للدولة العثمانية في تلك الفترة، وذلك عند حديثه عن عادات وتقاليد شيخ مشايخ المنتفق من أسرة آل سعدون الأشراف ، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس- ص: 59 ((( هناك عدد كبير من الشيوخ الثانويين تحت سيادة شيخ مشايخ المنتفق ، كل هذا العدد من الشيوخ تحت أمرة شيخ المنتفق ، وعن طريق كل منهم تصل تعليمات الشيخ الرئيسي الى افراد قبائلهم وعليهم ان ينفذوا هذه الاوامر طوعا لا اكراها ... وخلاصة القول يملك شيخ مشايخ المنتفق السلطة المطلقة على كل القبائل والعشائر التابعه له))). يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، انتشار قبائل اتحاد المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي)، وذلك في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، مجلد: 7 ،ص: 168 (((ان قبائل المنتفق من أعظم عشائر العراق. يمتدون من الحلة والديوانية والسماوة حتى البصرة وأراضي الحويزة، وكذا لواء العمارة غالبه منهم...ويرأس هذه القبائل أحد مشايخها مستقلا ويقال لأراضيهم (المنتفق).))). يذكر قبائل المنتفق المؤرخ والشاعر السعودي خالد الفرج ، المولود في الكويت عام 1898م والمتوفى عام 1954م، في كتابه الخبر و العيان في تاريخ نجد ،وذلك عند حديثه عن حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبد الله وعن أسرته ( آل سعدون الأشراف التي كانت تعرف في ذلك الوقت بـ آل شبيب) ، ص: 203 (((ورئاسة قبائل المنتفق ترجع إلى بيتهم من قديم، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابط التحالف والمجاورة والمصاهرات، إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))). ويذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، الوحدة العظيمة بين قبائل المنتفق والتي يرجع الفضل فيها الى آسرة آل سعدون الأشراف ، وهي الوحدة التي جعلت مملكة المنتفق وقبائلها وحكامها اللاعب الرئيسي في تاريخ العراق وجعلت معظم أحداث العراق مما يخصها ، في كتابه عشائر العراق ، ج4، قسم امارة المنتفق، ص27 - وذلك عند حديثه عن المنتفق وعن عشائرها وقبائلها وحكامها (((كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها))).

تعاملت الدولة العثمانية مع مملكة المنتفق بعدة سياسات الهدف منها هو القضاء عليها ومن هذا السياسات الحملات العسكرية الضخمه والمتتابعه لعدة قرون (التي لم يتعرض لمثل عددها وحجمها أي كيان في العراق تاريخيا ، سواء كان هذا الكيان قبيلة أو امارة )، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي في كتابه عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، وذلك عند حديثه عن مملكة المنتفق (امارة المنتفق) ومحاولات الدولة العثمانية التي لاتحصى للقضاء عليها ، ص: 122 ((( وقائع المنتفق كثيرة ، والتدابير المتخذة للقضاء على الامارة لاتحصى))) ، يذكر المؤرخ جعفر الخياط ، وذلك عند حديثه عن تفرد أسرة السعدون الأشراف في تاريخ العراق وتحكمها في مقدرات العراق ومصائره لعدة قرون ، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، ص: 29 (((لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين. وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين، بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال. وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب. وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان، ولذلك كان تصرفاتهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الإدارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها))). ومن السياسات التي استخدمها العثمانيون ضد مملكة المنتفق ، سياسة اللعب على وتر الإنشقاق بالأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) ، والمرحلة الأخطر والأكثر تأثيرا وهي مرحلة الإفراز منذ عام 1853م والتي تعني التنازل عن مناطق بكامل عشائرها وقبائلها للعثمانيين بموجوب وثائق يتم توقيعها وتم خلالها التنازل عن أكثر من نصف مساحة مملكة المنتفق ، يذكر الشيخ والمؤرخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م) ، مرحلة الإفراز وتدرج العثمانيين باقتطاع اراضي مملكة المنتفق ، ص: 28 (((وتم للعثمانيين ماارادوه في بلاد المنتفق وكانوا يعملون عليه منذ قرون تقريبا فقد جاؤا على البنيان بالهدم حجارة حجارة حتى اتوا عليه وقد تدرج العثمانيون ينقصون مملكة المنتفق من السماوة والعمارة ومن أنحاء البصرة)))، وأخيرا مرحلة مابعد سقوط مملكة المنتفق الأول - بمعركة كون الريس ضد الدولة العثمانية - منذ عام 1881م والتي تسببت في انقسامها بعد سقوطها الى قسمين متصارعين قسم يمين الفرات وقسم بمنطقة الجزيرة مابين الفرات ودجلة وعلى نهر الغراف.

وعلى الرغم من السياسات العثمانية والتي تسببت في هجرة الكثير من القبائل من مملكة المنتفق الى ولاية بغداد أو الى عربستان (حيث شكلوا ثقلا عدديا كبيرا هناك ولكنهم فقدوا وحدتهم ) و سياسة الإفراز ، إلا ان اتحاد قبائل المنتفق حافظ على كونه أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول في العراق ، يذكر قبائل اتحاد المنتفق بعد هذه الفترة الكسندر أداموف ، القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابه ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها (((إن اتحاد المنتفق، أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة ما يقارب من (50) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب... (إنه) اتحاد مخيف، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر))). يذكر هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه عرب الصحراء ، وذلك عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وأسرة المشيخة في اتحاد قبائل المنتفق – أسرة السعدون الأشراف وعند حديثه عن قبائل اتحاد المنتفق وعن شهرة اسم المنتفق في المجتمع العربي وعن بادية العراق (((وتاريخ تحالف المنتفق يرتبط ارتباطاً لا ينفصم بالسعدون ، واسم المنتفق ذاته كما يستخدم في العراق يشير فقط إلى العائلة الحاكمة وإلى عبيدها وأتباعها والذين يعتبرون جزءاً لا يتجزأ منها. ولا يوجد أحد من رجال القبائل في العراق يدعو نفسه منتفقي مع أنه قد يستخدم الكلمة عندما يكون في مكة أو دمشق حيث لا تعرف قبيلته الصغيرة في حين أن شهرة المنتفق على كل لسان في المجتمع العربي. ومكانة السعدون والتي تتمتع بأهمية سياسية كبرى في جنوب ما بين النهرين تعتمد بشكل رئيسي على أصولهم وبشكل جزئي على الجهل التركي الرسمي أو تجاهلهم بعلاقتهم بالقبائل. كما لا يجب أن يغرب عن البال أن السعدون يرتبطون بالنظام الاجتماعي للصحراء ولم يخضعوا لتأثيرات المحلية التي خضعت لها قبائل العراق ، والتي كانت مثلهم من المهاجرين من الجزيرة العربية والذين سبقوهم بالهجرة وهم لذلك أكثر اتصالاً بتقاليد وعادات ما بين النهرين. وقد حافظ آل السعدون على السمات التي تميز بدو الجزيرة العربية ، فهم من السنة ومن أهل البعير أي الإبل وديرتهم هي منطقة الحماد غربي الحي أو جنوب الفرات حيث حفروا أو أعادوا حفر الآبار في منازلهم القبلية المعتادة وإليها يعودون بعد هطول المطر المبكر وحيث يتمتعون بسلطتهم كزعماء مستقلين للصحراء))).





محتويات البحث:

1- مقدمة.
2- نبذة عن الأمير ثويني بن عبدالله.
3- نبذة موجزه عن أسرته (آل سعدون) وعن مملكة المنتفق وعن اتحاد قبائل المنتفق.
4- مملكة المنتفق والعثمانيين من 1668م الى 1775م.
5- الغزو الفارسي الكبير للعراق 1775م – وموقف العثمانيين والدول العربية منه.
6- مملكة المنتفق تقف وحدها أمام الجيوش الفارسيه وتبيدها بمعركتين ثم تحرر البصرة.
7- البصرة تعود لحكام مملكة المنتفق.
8- دور الأمير ثويني في وصول سليمان باشا للحكم في بغداد.
9- تأسيس مدينة سوق الشيوخ للسيطرة على تجارة المنطقة.
10- توتر الأوضاع بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية – هجوم بني كعب.
11- دخول ثويني لشرق الجزيرة العربية عسكريا عام 1785م – 1200هـ.
12- أول معاهدة تاريخيه للدولة السعودية الأولى مع دولة خارج الجزيرة العربية – مع مملكة المنتفق.
13- دخول ثويني لنجد عسكريا عام 1786م – 1201هـ.
14- ثويني يطرد الأتراك من البصرة تمهيدا لإعلان استقلال العراق.
15- أول إعلان لإستقلال العراق في العهد العثماني.
16- موقف الدولة الفارسية وبريطانيا العظمى من إعلان ثويني لإستقلال العراق.
17- رد فعل الخليفة العثماني.
18- أول ملحمة تاريخيا في سبيل إستقلال العراق بأكمله – معركة أم الحنطة.
19- محاولة ثويني لإستقلال العراق مره أخرى والتحالف مع الأكراد.
20- خروج ثويني من العراق.
21- صعود حمود بن ثامر للحكم و إخراج الخزاعل من السماوة.
22- تعيين ثويني بمجلس الحكم العثماني في بغداد و إبقاؤه قيد الإقامة الجبرية.
23- ماقبل سقوط دولة بني خالد ومابعده من أحداث سياسيه وهجرات.
24- عودة ثويني للحكم و إستعادته للأحساء عسكريا - الحملة العثمانية الأولى داخل الجزيرة العربية.
25- إغتيال ثويني وقصائد رثاء قيلت فيه.
26- صعود حمود بن ثامر للحكم- وماواجهه في بداية حكمه.
27- آل سعدون- بعد دخولهم بغداد عسكريا- يفرضون نفوذهم على كامل العراق مابين 1813م – 1817م.
28- أمثال شعبية أرتبطت بحاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله.
29- خاتمه.
30- ملحق: السياسات العثمانية تجاه آل سعدون منذ القرن التاسع عشر وسقوط مملكة المنتفق في الحرب العالمية الأولى.
31- المصادر.







1- مقدمة:

إن أهم حدث في تاريخ العراق في العهد العثماني هو أول إعلان تاريخي لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م من قبل الأمير الشريف ثويني بن عبدالله حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها وهو الأعلان الذي أرسل للخليفة العثماني وحمله قاضي البصرة الذي كاد يعدم في قصر الخليفة ، وقد طلب الخليفة العثماني من والي بغداد أن يرسل له رأس حاكم مملكة المنتفق وذلك بعد أن أمر بتجهيز حمله ضخمه ضده ، و قد أيدت هذا الأعلان الكثير من قبائل العراق وتبعته ملحمة كبرى فاصله – كان عدد جنود الطرفين في ساحة المعركة يقارب 70 ألف مقاتل - استخدمت الدولة العثمانية فيها أقصى قوتها العسكرية ضد مملكة المنتفق والتي بدورها استخدمت فيها المدافع ضد الدولة العثمانية. وقد كان هذا الحدث مدعوما بتحالف بين ثلاث أطراف:

1- مملكة المنتفق (المشهورة لدى الكتاب المتأخرين بامارة المنتفق) والتي كانت دولة تضم معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق بالأضافة للمسيحيين واليهود والصابئة في جنوب العراق.
2- قبائل الخزاعل.
3- قبيلة العبيد.

ويهدف هذا التحالف لطرد العثمانيين من العراق بأكمله ، وأن يصبح العراق دولة ذات حكم عربي ، وتنصيب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله حاكما عليها . وسوف نتحدث في هذا البحث عن الأحداث التي سبقت هذا الإعلان والأحداث التي صحبته والتي تلته , وهي الأحداث المشتركة بين عدة دول كبرى : دولة الخلافة العثمانية والدولة الفارسية وبريطانيا العظمى . ودول أقليمية أصغر وهي : الدولة السعودية الأولى في قلب الجزيرة العربية ، ودولة بني خالد في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية ، ومملكة المنتفق في نصف العراق الأسفل ، ودولة عمان ، وتحالف قبائل الخزاعل و قبيلة العبيد في ولاية بغداد.

ويتضمن هذا البحث الحديث عن حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله وانجازاته السياسية والعسكرية والإقتصادية ، وحتى على المستوى الأدبي قصائد كبار المؤرخين والعلماء التي قيلت فيه من معاصريه والأمثال الشعبية المتعلقه به ، بالإضافة الى الولاة والقضاة الذين قام بتعيينهم والآثار العمرانية التي خلفها ، ويتضمن الحديث عن آثاره العمرانية الحديث عن مدينة سوق الشيوخ التي أسسها عام 1780م ، والتي لم تكن أي مدينة في جنوب أو وسط العراق تضاهيها تجاريا في تلك الفترة ، ويشمل الحديث عنها الحديث عن من زارها من الرحالة وماذكروه عنها ، والحديث عن التعاملات التجارية التي ربطته بالدول الكبرى بالبصرة والإتفاقية الطبية بينه وبين الممثلية الفرنسية في مدينة البصرة ، بالاضافة لمعاهدته مع الدولة السعودية الأولى ( كأول معاهده للدولة السعودية الأولى مع دولة أخرى خارج الجزيرة العربية تاريخيا حسب علمنا) ، بالإضافة الى الحديث عن موقف بريطانيا العظمى والدولة العثمانية والخليفة العثماني والدولة الفارسية من إعلانه لإستقلال العراق.

ويناقش هذا البحث في نهايته بشكل موجز بعض أهم الأحداث في عهد حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها الأمير الشريف حمود بن ثامر وخصوصا أهم حدث في عهده عندما استطاع دخول بغداد عسكريا عام 1813م بعد تدميره للحملة العثمانية الموجه ضده وأسره ثم قتله لوالي بغداد ، وماتبع ذلك من فرضه لنفوذ آل سعدون الأشراف على كامل العراق مابين 1813م – 1817م ، علما بأنه سوف يتم مناقشة عهد الأمير حمود بن ثامر بشكل موسع في بحث مستقل لاحقا.

أخيرا ، يتنقل هذا البحث بين أحداث تاريخية مهمه في العراق والجزيرة العربية في فتره تاريخية شهدت تحركات سياسية وعسكريه بين دول مختلفة بالمنطقه وخارجها ويخرج البحث عن الصورة النمطية للنظر للتاريخ من خلال الاحداث للقبائل بشكل منفصل الى النظر للتاريخ من خلال الدول التي كانت تسيطر على هذه القبائل في المنطقة وتحركات هذه الدول وحكامها سياسيا وعسكريا واقتصاديا. والدول في الفترة التي يغطيها هذا البحث هي الدولة العثمانية بشكل مباشر والدولة العثمانية الممثلة بالمماليك حكام ولاية بغداد وشمال العراق ، والدولة الفارسية وبريطانيا العظمى وهولندا ومملكة المنتفق ودولة بني خالد ودولة الأشراف بالحجاز ودولة عمان والدولة السعودية الأولى ودولة بني كعب ودولة المشعشعون. وهذه خريطة توضح الدول الإقليمية في عهد الأمير ثويني بن عبدالله:

سجل لمشاهدة الروابط


2- نبذة عن الأمير ثويني بن عبدالله:


يعتبر الأمير ثويني بن عبدالله أحد أشهر حكام مملكة المنتفق تاريخيا ومن أقواهم ، وبالنظر الى تاريخه وتأثيره السياسي والأقتصادي والعمراني على تاريخ المنطقة وماقام به ، فهو يعتبر أبرز شخصية عربية ظهرت بالعراق بالفترة الممتدة لأكثر من ثلاث قرون والتي سبقت الحرب العالمية الأولى وهو أحد أبرز الشخصيات التي ظهرت في منطقة العراق والجزيرة العربية في القرن الثامن عشر الميلادي ، وبالإضافة الى كونه حاكم مملكة المنتفق فهو شيخ مشائخ اتحاد قبائل المنتفق ( أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول في العراق تحت مشيخة واحدة محصوره في أسرته التي كانت تعرف بـ آل شبيب في تلك الفترة وعرفت لاحقا بــ آل سعدون على اسم عمه الأمير سعدون بن محمد – الملقب بــ سعدون الكبير). وقد كانت تحركات الأمير ثويني بن عبدالله السياسية والعسكرية ذات تأثير كبير على تاريخ المنطقة ، وفترة حكمه تخللها العديد من المعارك الضخمه والمشهورة مع الدولة العثمانية والدولة الفارسية ومعارك أصغر مع دولة بني كعب في عربستان ودولة بني خالد في شرق الجزيرة العربية والدولة السعودية الأولى في قلب الجزيرة العربية . يذكر العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، مناطق حكم حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله وذلك عند حديثه عن بداية عهده بالحكم وعن كرمه ، قسم المنتفق ، ص: 401 (((وكان لما تولى ثويني بن عبد الله رئاسة المنتفق كما تولاها من قبله أبوه وجده وأبو جده. وجه في بادئ الأمر سطوته ونفوذه نحو الأعراب المنبثين من جنوبي بغداد إلى حدود الكويت. وكان يعد من أجود العرب في زمانه وأسخاهم. فاستتب له الأمر كما أراد))). وقد كان الأمير ثويني بن عبدالله واحدا من كرماء العرب وماقصده أحد في حاجة إلا قضاها له ، يذكر كرمه وشجاعته المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر له) ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، ص: 213 ((( وكان أحد أجواد العرب مااناخ في بابه احد الا بلغ الارب ، وكان له في حكومته الأولى ايام ، شاهدة بانه الصارم الضرغام))) ، وقد كناه المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر له) بـ (أبي فرحان) وذلك في أحد أبيات أحد قصائده في الأمير ثويني بن عبدالله:

وهل ك (أبي فرحان) يبرز عصره
فإن يك منّى مثله كذب العصر

وكان لقبه (أبوقريحه) ، وقد وضع المؤرخ خير الدين الزِّرِكْلي (المولود عام 1893م)، في كتابه الأعلام وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين يقع في ثمانية مجلدات ، لقب الأمير ثويني بن عبدالله (أبوقريحة) كعنوان للترجمة الخاصة به ، في المجلد الثاني في الصفحة 102.

يذكر الأمير ثويني بن عبدالله المؤرخ والشاعر السعودي خالد الفرج ، المولود في الكويت عام 1898م والمتوفى عام 1954م، في كتابه الخبر والعيان في تاريخ نجد ، وذلك عند حديثه عن سليمان باشا والي بغداد (في القرن الثامن عشر) وعن المساعدة التي قدمها له حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله ، ويذكر المؤرخ في نفس النص بعض القبائل والحواضر التابعه للأمير ثويني بن عبدالله وهم عرب المنتفق وشمر العراق وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير ، ص: 203 ((( وساعده على ذلك عرب المنتفق وشمر العراق ، وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير ومتولي كبرهم ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع الشبيبي ، وهو هاشمي النسب ، ورئاسة قبائل المنتفق ترجع الى بيتهم من قديم ، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابطة التحالف والمجاورة والمصاهرات الى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق ، وكادت تستقل بحكمه))). ولعل أبرز مايميز الأمير ثويني بن عبدالله عن بقية حكام مملكة المنتفق الأقوياء هو أنهم كانوا دائما يكافحون عن استقلال دولتهم ومناطق حكمهم في نصف العراق الأسفل ( مملكة المنتفق) عن الاتراك والفرس بينما الأمير ثويني بن عبدالله سعى لإستقلال العراق بأكمله تحت حكمه (وأرسل بذلك خطابا يحوي عرضا سياسيا للخليفة العثماني موقعا من وجهاء وشيوخ العراق) وسعى لطرد الأتراك منه بشكل كامل كما طرد الفرس منه سابقا وهو ماسوف يتم تفصيله في هذا البحث . ينقل المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ج: 3 ، وصفا لشخصية الأمير ثويني بن عبدالله من قبل هويل المعاصر له وذلك عندما اتخذ الأمير ثويني مدينة البصرة كعاصمة لدولته بعد أن انتزعها من العثمانيين وقبل اعلانه لاستقلال العراق عام 1787م ، ص: 628 ((( الشيخ رجل في متوسط العمر، شجاع جدا وكثير التصرف. ذكاؤه وحكمته، العدل والاعتدال الذي أدار به الحكم في البصرة جعلته محبوبا من قبل قومه وأدت الى احترام الجميع له))).

وقد كان لهذا الحاكم حتى على الصعيد الإقتصادي تأثير واضح في المنطقة وذلك عندما أسس أول مدينة أقتصادية في تاريخ المنطقة في القرون المتأخرة (والتي بنيت لتكون مركزا تجاريا وعاصمة لمملكة المنتفق) وهي مدينة سوق الشيوخ والتي كانت أحد أبرز مدن العراق منذ تأسيسها من قبله عام 1780م وحتى عام 1831م عندما ضربها الطاعون الذي اجتاح المنطقة بأكملها ولم يبقي من سكان المدينة وقتها سوى 4 آلاف نسمة ، وقد اتاحت هذه المدينة له ولأسرته التحكم في تجارة القبائل في مناطق حكمهم (جنوب ووسط العراق) وخارج مناطق حكمهم أيضا وهو ماسوف يتطرق له هذا البحث أيضا. يذكر مدينة سوق الشيوخ ، أ.د. عماد محمد العتيقي ، وذلك عند حديثه عن الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن سيف بن أحمد بن محمد العتيقي (في عام 1820) ، مقالة عبدالرحمن بن عبدالله بن سيف العتيقي – صاحب الختمة العتيقية (((كان المترجم كما ذكر أعلاه يمتهن التجارة ويدير نشاط أسرته من الكويت. وكان أخوه سيف يدير فرع الشركة في الهند وابن أخيهما عبدالعزيز بن منصور يدير فرع الشركة في سوق الشيوخ وهي مركز تجارة أهل الكويت ونجد في العراق))). ويذكر أهمية مدينة سوق الشيوخ في تلك الفترة التاريخية ، عبدالكريم محمد علي ، في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ , ص: 28 ((( ولما كانت المدينة على حافة نجد الشرقية , فقد اصبح سوقها مركزا تجاريا وتموينيا لعرب نجد. فأزدهرت التجارة والتبادل والمقايضة في هذه المدينة ازدهارا عظيما لم تبلغه اية مدينة اخرى في جنوب العراق او وسطه , وبنيت في وسط المدينة الأسواق المسقفة الطويلة المزدحمة بمئات الدكاكين السلعية والحرفية , كما شيدت مباني الخزن والتوزيع الكبيرة الواسعة ( الخانات التجارية) في وسط الأسواق وأطرافها , التي تمتلأ بالخزين من البضائع المستوردة من اسواق البصرة , ومن الهند وتركيا والشام والخليج العربي وايران ))). يذكر الكسندر أداموف ، القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابه ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها ، وذلك عند حديثه عن مدينة سوق الشيوخ والطاعون الذي اجتاحها ، ص: 55 ((( وعندما اجتاح الطاعون في 1831 العراق بأجمعه وجه أول ضربة لرفاهية هذا المركز التجاري العربي الصرف))).

يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري - المعاصر للأمير ثويني بن عبدالله - ترجمة للأمير الشريف ثويني بن عبدالله وذلك عند حديثه عن نسب الأمير ثويني بن عبدالله ومشيخته لاتحاد قبائل المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، مختصر الشيخ أمين الحلواني , ص: 280 ((( وثويني هذا هو ابن عبدالله بن محمد بن مانع القرشي الهاشمي العلوي الشبيبي تولى مشيخة المنتفق كما تولاها أبوه وجده أجواد العرب وشجعانها ))) ، حيث عرف المؤرخ تسلسل نسبه بــ القرشي (نسبة لقبيلة قريش) والهاشمي (نسبه لبني هاشم) والعلوي (نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يعرف نسله بالأشراف) والشبيبي (نسبه إلى أسرته آل شبيب التي عرفت لاحقا بـ آل سعدون ، وهي الأسرة الحاكمه في نصف العراق الأسفل - مملكة المنتفق - والتي كانت تضم معظم مناطق جنوب ووسط العراق)، والأمير ثويني بن عبد الله المذكور هو ابن أخ الأمير سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب الذي عرفت باسمه لاحقا الأسرة الحاكمه في مملكة المنتفق، وفيما يلي نذكر سلسلة نسب الأمير ثويني بن عبدالله :

الأمير ثويني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير عبدالله (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير محمد (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير مانع الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير مانع الاول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الاول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الشريف حسن ( مؤسس اتحاد قبائل المنتفق ومملكة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الأمير كبش (امير المدينة المنورة) بن الأمير منصور (امير المدينة المنورة) بن الأمير جماز (أمير المدينة المنورة + أمير مكة المكرمة 687هـ + أول من سك عمله باسمه في مكة من أمراء المدينة المنورة) بن الأمير شيحة (أمير المدينة المنورة+أمير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الأمير هاشم (أمير المدينة المنورة) بن الأمير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الأمير مهنا الاعرج (أمير المدينة المنورة) بن الأمير الحسين (شهاب الدين) (امير المدينة المنورة) بن الأمير مهنا الأكبر (أبو عمارة) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير داود (أبو هاشم) (امير المدينة المنورة) بن الأمير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الأمير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله (الاعرج) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين – رضي الله عنه – ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.


3- نبذة موجزه عن أسرته (آل سعدون) وعن مملكة المنتفق وعن اتحاد قبائل المنتفق:


تعتبر أسرة السعدون (التي كانت تعرف بـ آل شبيب سابقا) أبرز أسرة ظهرت بالعراق في الأربع قرون السابقة للحرب العالمية الأولى ، فقد أسست دولة عربية في العراق وهي مملكة المنتفق والمشهوره لدى الكتاب المتأخرين بامارة المنتفق مابين 1530م – 1918م ( التي كانت تشمل كل الجنوب العراقي – باستثناء مدينة البصرة التي تبادلت السيطرة عليها مملكة المنتفق و العثمانيين - ومناطق واسعه من وسط العراق وكانت تشمل في عصرها الذهبي (مابين 1668م – 1853م) مايقارب نصف العراق وكل البادية العراقية الممتدة من شمال الأحساء وعلى حدود نجد الشمالية وصولا الى شمال السماوة) ، يذكر المؤرخ والنسابة يونس الشيخ إبراهيم السامرائي ، في كتابه القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق , مناطق حكم آل سعدون (مملكة المنتفق) وهي لواء السماوة ولواء المنتفق (قلب مملكة المنتفق تاريخيا وماتبقى منه يسمى محافظة ذي قار حاليا) وأبو الخصيب ولواء العمارة ولواء البصرة ، ص: 177 (((آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا إلى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق، وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم إلى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الإنكليزي بقيادة أعجمي السعدون.... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط ، عند حديثه عن تفرد أسرة السعدون الأشراف في تاريخ العراق وتحكمها في مقدرات العراق ومصائره لعدة قرون ، وذلك في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة ، ج:1، ص: 29 (((لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين. وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين، بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال. وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب. وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان، ولذلك كان تصرفاتهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ، تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الإدارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها))). وقد تقاسمت أسرة السعدون النفوذ بالعراق مع الدولة العثمانية (في جنوبه وأجزاء من وسطه لأسرة السعدون وفي شماله وأجزاء من وسطه للدولة العثمانية بالأضافة للصراع المستمر حول مدينة البصرة بين الطرفين) مماادى إلى الأصطدام بين الطرفين في الكثير من المعارك .. حيث اتبعت الدولة العثمانية العديد من السياسات للقضاء على مملكة المنتفق وحكامها آل سعدون الأشراف (آل شبيب سابقا) ، يذكر المؤرخ الشيخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون، ص: 23 (((وموقف آل سعدون في نصف العراق وفي كل بادية العراق جلب اهتمام الباب العالي وحول اتجاهه إلى هدم تلك الامارة فكانت مهمة القواد والولاة الاتراك ضعضعة الامارة السعدونية ومناوئتها. كل بدوره وحسب دائرة اختصاصه هذا بالحركات العسكرية وهذا بالتحفظات السياسية وهذا بالشروط المالية وهذا باقتطاع اطراف بلاد الامارة وانترائها من آل سعدون))).


ولد الأشراف غير متواجد حالياً