عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2008, 08:21 PM   #1
عضـو لامـــــي نشيط
 

الصورة الرمزية قويماني
 

تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 42
آخـر مواضيعي
 

افتراضي عبد الله المغيرة هو أول صحافي نجدي وقد أصدر جريدته من إسطنبول

كتب الكثيرون عن أول صحافي نجدي باعتباره (سليمان الدخيل ت 1364هـ) ولعل الشيخ حمد الجاسر أول من اهتم بهذا الجانب فأشار إلى الدخيل كأول نجدي زاول مهنة الصحافة حيث أصدر جريدة الرياض في بغداد عام 1910م ثم مجلة الحياة عام 1912م وكان الجاسر من المهتمين بهذه الشخصية اهتماما لفت الأنظار إليها فكان نتاج الدخيل وحياته مجالا واسعا للباحثين حتى صدر عدد من الكتب حول الدخيل ونتاجه رغم أن الكتب والدراسات التي ألفها سعوديون عن الصحافة كالأستاذ عثمان حافظ والأستاذ محمد ناصر عباس وغيرهم لم تذكر سليمان الدخيل . ومازال هناك الكثير من الشخصيات الثقافية الفاعلة التي تنتمي إلى هذه البلاد لم تنل حقها من الدراسة والاهتمام خاصة الذين قضوا أكثر حياتهم خارج أرض الجزيرة العربية ومن هذه الشخصيات شخصية سيكون حديثنا عنها عبر الوثائق لأن الوثائق ستظل هي المصدر الأهم للتاريخ لأنها تتضمن مصداقية وموضوعية لا تتحقق في غيرها من المصادر التاريخية، فبينما كنتُ أقرأ أحد الكتب التاريخية الجديدة التي اتخذت من وثائق الأرشيف العثماني أساسا لمادتها وهو كتاب من إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز اسمه (مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني) لمؤلفه سهيل صابان؛ لفت نظري في هذا الكتاب معلومة في غاية الأهمية تصحح بعض المفاهيم السابقة حول تاريخ الصحافة والصحافيين من أبناء هذه البلاد؛ هذه المعلومة جاءت عند الترجمة للشيخ عبد الله بن عبد المحسن المغيرة (من أهالي نجد) حيث وردت الإشارة إلى قيامه بإصدار صحيفة عربية أثناء إقامته في اسطنبول في أواخر القرن الثالث عشر الهجري؛ ورغم أن المؤلف رجح أن هذه الصحيفة لم تستمر في الصدور إلا عدة أعداد إلا أن هذه المعلومة كافية لاعتبار هذه الشخصية من أوائل أهل نجد النابهين الذين عملوا في الصحافة خارج الجزيرة العربية متقدما على الدخيل والثنيان والزهير وغيرهم بزمن غير قصير فهل يكون أول صحافي نجدي خارج الجزيرة العربية؟! ويظل هذا الأمر احتمالا قائما حتى يتم اكتشاف شخصية مجهولة أخرى من أبناء هذه الجزيرة البارزين في كل مكان في العالم فمازال المجال خصبا للباحثين والمهتمين بهذا الشأن . ولا بد من تسليط الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بهذه الشخصية من خلال ما ذكر حولها في الوثائق العثمانية من خلال كتاب سهيل صابان أو المصادر الوثائقية الأخرى. وكان مما اطلعتُ عليه حول هذه الشخصية صورة وثيقة تحتوي نبذة عن حياته نشرتها مجلة المنهل في عددها لشهر ذي القعدة عام 1388هـ يرجح أنها بخط يده. (مرفق صورتها) نسبه ومولده: اسمه عبد الله بن عبد المحسن المغيرة ـ ومن المعروف أن آل مغيرة قبيلة من بني لام من طيء قحطان ـ من مواليد بلدة (أشيقر) من أعمال الوشم في نجد عام 1274هـ هكذا جاء في الوثيقة في حين ترجم الزركلي له في الأعلام باسم عبد الله بن المغيرة (هكذا) بدون ذكر لاسم أبيه ولم يؤرخ لمولده، أما الشيخ البسام في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون) فجعل مولده في عام 1260هـ، في حوطة بني تميم ونسبته إلى حوطة بني تميم خطأ وقع فيه الزركلي والبسام نقلا عن جريدة أم القرى و أشار الاستاذ عبد الله المنيف في مقدمة تحقيقه لسوابق عنوان المجد إلى هذا الخطأ والصواب كما ذكر أنه من أهل أشيقر كما جاء في الوثيقة المخطوطة بيده، وقد أفادني الأخ عبد الله بن بسام البسيمي مؤلف كتاب (كتاب وعلماء أشيقر) أنه يعمل على الترجمة لهذه الشخصية في الجزء الثالث من كتابه. سيرة حياته: تشير أحد الخطابات المحفوظة في الأرشيف العثماني أنه هاجر إلى البصرة في عام 1295هـ /1878م ضمن من هاجر مع الأمير السعودي عبد الله بن عبد الله آل ثنيان1 . ويظهر أنه انتقل إلى الحجاز في سنة (1296هـ) وفي أثناء إقامته في مكة المكرمة قدم ابن ثنيان لأجل تأدية فريضة الحج وعرض أمير مكة في تلك الأيام (الحسين بن محمد بن عون) على ابن ثنيان الذهاب إلى اسطنبول لرغبة السلطان عبد الحميد في تقريب العرب وتعليمهم واستخدامهم في الوظائف الحكومية إضافة إلى ما سيلاقيه من اهتمام ورعاية كونه من بيت آل سعود فوافق ابن ثنيان ورافقه عبد الله المغيرة بحكم علاقته مع الأمير فتوجها إلى اسطنبول عن طريق مصر عام 1297هـ /1880م . عند وصول المغيرة إلى اسطنبول أدخل المدرسة وعمره آنذاك ثلاث وعشرون سنة و يظهر أنه استمر فيها لمدة ثلاث سنوات حيث تشير إحدى الوثائق إلى مكوثه في ضيافة السلطان لمدة ثلاث سنوات؛ وبعد تخرجه في هذه المدرسة أو خروجه منها عمل في دار الضيافة هناك بوظيفة (مهماندار): وهو الموظف المسؤول عن استقبال السفراء حين قدومهم إلى اسطنبول وتقديم الضيافة اللازمة والإكرام لهم وتعتبر من الوظائف الجيدة في البلاط السلطاني2؛ وظل كذلك مدة 12 سنة ؛ وقد قام أثناء إقامته في اسطنبول والتي يظهر أنها كانت خلال الفترة(1297هـ، 1312هـ تقريبا ) بإصدار صحيفة عربية ربما أنها لم تستمر في الصدور غير عدة أعداد ولا نعلم عن اسم هذه الصحيفة أوتاريخ صدورها أو توقفها شيئا كما لا ندري هل يوجد شيء من أعداد هذه الصحيفة في الأرشيف العثماني ؛ فهذه الصحيفة حتى وإن لم يصدر منها إلا عدد أو عددان تسجل تاريخا لأبناء هذه البلاد خارج أرضهم كما تعطي تصورا عن الفكر المتحفز لهذه الشخصية التي لم تنل حقها من قبل الباحثين في تاريخ الصحافة أو التراجم ؛ ويبدو أنه قام بإصدار هذه الصحيفة العربية اللسان لأهداف سياسية فقد كان ذو توجه سياسي معين سيظهر بصورة واضحة قبل الحرب العالمية الأولى. وتشير وثيقة المنهل إلى أنه نُقل إلى سورية مع حسين حلمي باشا3 في متصرفية الكرك لينتقل بعد ذلك مع عبد الله باشا4 المشير إلى جبل الدروز كما تنقل في جهات أخرى في سورية. انتقل بعد ذلك إلى مصر وذهب إلى السودان مع شركة المباحث وكان أثناء الحرب العالمية الأولى يتنقل بين اليمن وعدن ومصر، ليستقر بعد نهاية الحرب في مصر للبحث والتأليف فألف كتاب (تاريخ العرب القديم ) وكتاب (تاريخ الفاطميين ) .قال عنه الشيخ محمد نصيف: إنه قدم على الملك عبد العزيز في جدة بعد استيلائه على الحجاز و كانت له رحلات ونشاط علمي وإداري وأنه بعد مقابلته للملك عبد العزيز عاد إلى مصر وبقي فيها إلى أن توفي. مواقفه الساسية : لا شك أن تواجده في اسطنبول سنوات طويلة وعمله في خدمة الدولة العثمانية مدة طويلة يشير إلى إخلاصه وولائه لدولة الإسلام ضد أعدائها فالوثائق العثمانية تشير إلى أنه كان يقدم تقارير للباب العالي عن تحركات الإنجليز في الخليج وفي مسقط على وجه الخصوص بعد عام (1305هـ) رغم أنه في هذا التاريخ كان يعمل في دار الضيافة في اسطنبول!! وتفيد وثيقة مؤرخة في 2صفر 1306هـ أنه من الأشراف وأنه حصل على رتبة من الدولة العثمانية. لكننا نجد تبايناً في موقفه قبل الحرب العالمية الأولى فتشير الوثائق إلى أنه كان متأثرا بكتاب عبد الرحمن الكواكبي (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد)5 الذي كان قصد من تأليفه تحرير البلاد الإسلامية من وطأة الحكم العثماني وتحقيق نهضة الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في نطاق اتحاد فكري ذي روح ديمقراطية وكان يدعو العرب إلى الثورة على الدولة العثمانية 6ولا نعلم إن كان تأثره بهذا الكتاب الذي بدأ الكواكبي في نشر أجزاء منه في الصحف المصرية عام 1318هـ هو السبب الرئيس في تغيير مواقفه السياسية أم لا؟! ولكن ربما أن تغير اتجاهه الفكري والسياسي بدأ في هذا العام 1318هـ . وتشير إحدى الوثائق المؤرخة في 25/12/1320هـ /1902م إلى أنه يمتلك عدة مئات من هذا الكتاب أثناء توجهه إلى جيبوتي ثم إلى مسقط ليتجه بعد ذلك إلى أمير دارين في جزيرة تاروت (محمد عبد الوهاب الفيحاني)7 فيجتمع به ثم ينطلقان من دارين إلى الأحساء والقطيف ثم الكويت لتوزيع الكتاب على الأهالي بغية التمرد على الدولة العثمانية كما كان يعمل مع الفيحاني على قيام أهالي نجد بالتمرد أيضا على الدولة العثمانية؛ وتشير الوثائق أيضا أنه استمر على أعماله المنافية للدولة العثمانية المحرضة للعرب على الاستقلال بأنفسهم وعدم الخضوع لسلطة الأستانة حتى عام 1332هـ /1913م وكانت الدولة العثمانية تعتقد أنه يعمل لصالح الإنجليز نظرا لعلاقاته معهم؛ وهكذا نرى التباين بين تقديم التقارير عن تحركات الإنجليز في الخليج وبين اتهامه بالعمالة للإنجليز بعد ذلك، ويبدو أنه بعد نهاية الحرب العالمية واستقراره في مصر رأى في شخصية الملك عبد العزيز تحقيقا لأحلامه القومية والإسلامية فقدم إلى هذه البلاد لمقابلة الملك عبد العزيز في جدة بعد استيلائه على الحجاز فقابل الملك واجتمع به ويبدو أن هذه المقابلة كانت في عام 1344هـ أو ما بعدها . ثقافته واهتماماته ومؤلفاته : لعل قيامه بإصدار صحيفة عربية في وقت مبكر في قلب عاصمة الخلافة الإسلامية (استانبول) يعطي انطباعاً عن عمق ثقافته وسعة اطلاعه إضافة إلى نشاطه الإداري والعلمي فهو يُعدُ من المؤرخين النجديين المتميزين، وقد وصفته جريدة أم القرى ''بالمؤرخ النجدي'' و ''بالعالم الفاضل والرحالة النجدي الشهير'' مما يؤكد مكانته العلمية، كما تمت الإشارة إلى قيامه برحلات متعددة في الشرق والغرب من نجد إلى العراق ثم إلى الحجاز فتركيا ثم من الشام إلى مصر إلى السودان وجيبوتي إلى عدن ومسقط، وله مؤلفات خطية قيمة تبحث في التاريخ العام والخاص ظلت كلها مخطوطة وقد أهدى أكثرها إلى الملك عبد العزيز آل سعود، كما ذكر الزركلي ومنها كتاب (تاريخ العرب القديم) ألفه في عام 1340هـ وقد وصف الأستاذ عبد الله المنيف هذا التاريخ بالنادر في تواريخ أهل نجد وذلك لاهتمامه بالتأريخ لما قبل القرن العاشر الهجري ومخطوطة هذا التاريخ تقع في 422 صفحة ويعمل الأستاذ المنيف على تحقيقها وإخراجها ومن كتبه أيضا كما جاء في وثيقة المنهل كتاب (تاريخ الفاطميين) وذكر لي الأستاذ المنيف أن هذا المؤرخ ذو ثقافة واسعة واطلاع جيد وأنه يجيد عددا من اللغات الأجنبية. وفاته : ذكر الزركلي أنه توفي في الطائف عام 1355هـ اعتماداً على جريدة (أم القرى) الصادرة في 18/10/1355هـ فيكون عمره عند وفاته إحدى وثمانين سنة؛ وقد أشارت أم القرى إلى أنه أصيب بمرض في آخر أيامه ولكنه ظل محافظاً على حواسه وتفكيره فإذا زاره زائر اعتدل وتنقل معه في مختلف فنون الحديث فهل يعني هذا عودته إلى المملكة واستقراره في الطائف في آخر حياته؟ إذا سلمنا بعودته إلى مصر بعد لقائه الملك عبد العزيز عام 1344هـ تقريبا حسب ما قاله الشيخ محمد نصيف مع عدم الأخذ برأيه في كون وفاة المغيرة كانت في مصر. ـــ هوعبد الله بن عبد الله بن ثنيان والده من حكام الدولة السعودية الثانية وقد تولى الحكم خلال الفترة (1257 ـ 1259هـ ) وأما ابنه عبد الله فقد توجه إلى البصرة ثم توجه إلى اسطنبول قبل 13ربيع الآخر 1295هـ /1878م وعين هناك عضوا في مجلس الشورى في الدولة العثمانية في 21شوال 1302هـ وخصص له راتب 5000 قرش، وحصل على بعض الأوسمة وعلى رأسها الباشوية ؛التحق ابنه أحمد بالعمل مع الملك عبد العزيز ومثله في المهمات الدبلوماسية . ـــ المعجم الموسوعي
قويماني غير متواجد حالياً