عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2008, 10:32 AM   #6
كثيري
 

الصورة الرمزية alkether
 

تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 246
آخـر مواضيعي
 

إرسال رسالة عبر MSN إلى alkether
افتراضي

الكتاب : الأنساب
المؤلف : الصحاري
مصدر الكتاب : الوراق

---

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبار طيء بن أدد وانتشار ولده قال الخليل: أصل طيء من طاء، وأصله الواو، فقلبوا الواو ياء فصارت ياء ثقيلة، وكان الأصل فيه طوي. وقال ابن الكلبي: نقول إنما سمي طيء طيئا لأنه أول من طوي المناهل، ويقال طويت الشيء أطويه طيا. وكذلك طويت البئر أطويها بالحجارة وبه سميت الطوى. واسم طيئ جلهمة، وإنما سمي طيئا لأنه أول من طوى المناهل. وهو جلهمة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان، وقال بعض: هو جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان وكذلك هذا الاختلاف في نسب كندة.

(1/102)


--------------------------------------------------------------------------------

قال: كان طيئ - وهو جلهمة بن أدد - هو وابن أخيه مراد بن مالك بن أدد بواد باليمن يقال له طريف. وإنه نزل بطيء ضيف فأنزله وأكرمه وسقاه لبنا صريحا كثير الرغوة طيب الطعم، ثم أعقبه بالليل مثله، وإن الضيف خرج من طيء فنزل بابن أخيه مراد بن مالك، فسقاه لبنا رقيقا لا طعم له و لا زهومة، فقال الضيف: إني نزلت بإخوانكم هؤلاء فسقوني لبنا ما شربت مثله، و لا رأيت قط لبنا طيبا - طعما ولونا - مثله، وذقت ألبانكم فوجدتها لا دسم لها، و لا رغوة، و لا طعما. فقالوا له: ولم ذلك ترى؟ قال: لأنهم في أعلى الوادي، فهم يسرحون إبلهم مشرق الشمس، فنضرب أعطافها الشمس فتحس سخونتها وتصفو ألبانها وتدر أخلافها، ويطيب طعم ألبانها. ويبقى جلودها وأخلافها لاستقبالها الشمس واستدبارعا الصرد، وتسرحون أنتم مواشيكم فتستدبرها الشمس حتى تعود في أعطابها فلا تنفع بمرعاها، فاستعطبوا إخوتكم.

فرحل مراد إلى طيء في ولده فقال: يا عم، إنا قد اجتوينا شولنا ورأينا الضرر في أموالنا، فقد مسها جهد وضر فأعقبونا ترجع إلينا أنفسنا، وتصلح أموالنا. فقد مسها جهد وضر. قال طيء: لا يوقع بينهما تلاح وتدابر، وتناقلوا أشعارا أظنها في النسخ الشامية، ولم ينشدها أحد من رواة العراق، فقال أحد ولد

مراد بن مالك في ذلك:

إن كنتم إخوتنا فأعقبوا ... نعقبكم إن جاء يوم غيهب
ثم أقبلوا الحث و لا تنكبوا ... والحق يعلو نوره فيغلب
والضيم يشكوه مضيم مغضب ... والحر من ذات القناع يهرب


فأجابه حية بن فطرة بن طيء فقال:

إنا لكم لإخوة لم نبعد ... وما أستوت كف وكف في يد
إن التداني ليس بالتهدد ... والحر يأبى سبة المجلعد

وقال شاعر من مراد في ذلك: -

إن كنتم إخوتنا فانصفوا ... ننصفكم إن جاء يوم أكلف
إن الإخاء بالتأسي يعرف ... والحر من ذات الخمار يأنف

فأجابه حية بن قطرة فأنشأ يقول في ذلك شعرا: -

ليس أخونا من أتانا من عل ... يطلب ما كان لي من أول
تحطه جايزة من منزل ... فهاجرونا بالحروب نصطل

بحها حتى هلال الأعجل وقال العيثم بن عدي: فلما رأى طيء التفاني، ووقوع الشر بينهم، خرج عن الوادي في ولده حتى قطعوا جبلا يقال له بهلا، وكان طيء كاهنا فأنشأ يقول:
إمض ودع عنك جبال بهلا ...
تركت أهلا وأصبت أهلا
حتى يحل الحمي أرضا سهلا

ثم أخذ في طريق يقال له ويران في دار الجبل، وهو الطريق الذي قالت فيه العرب: لا تكلم رعيل بن كعب بن عمرو بن خلة بن مالك - وهو مذحج - في أدد بن أخ طيء في أناس من مذحج يسألون طيا الرجوع، فلما توسط رعيل الطريق قال: لا تمر ظعينة حتى تمر ظعينتي. فكف القوم حتى مرت ظعينته، وقالوا: لا تكلم رعيل. فذهب مثلا. قال الهيثم: ثم انحدر طيء في وداي يقال له الهرجاب بتهامة، فقال طيء: - هرجان هرجان. هرهان هرهان. ذهاب لا إياب. لا عتاب بعد عتاب.


ثم امتنع طيء من الرجوع، فسمى طيا لطية المراحل مراغما لقومه. فارتحل طيء لوجهته، وتخلف مراد. حتى إذا انتهى طيء إلى مضيق الوادي متقدما بولدة فجاز ساير، وقض الله صخرة من أعلى الوادي فسدت الطريق بين طيء ومراد، وتخلف عن طيء من ولده اعلا وانيم وطبيان وبذول ورضا، فانتسبوا في ولد زاهر بن عامر بن عربيان بن مراد، وسمت العرب ذلك الموضع ضيقة، وقال مراد عند انصرافه عن طيء:

لو كان أأسى طيء ما أمسى ... مغتربا يزجر طيرا نحسا

لو كان في أهل طريق بأسا وأنشد الهيثم لطيء:

اجعل مرادا كحديث ينسى ... لكل حيض مصبح وممس

قال ومضى طيء حتى أتي بئرا بناحية حصن، فأقام هناك بها. وسرح إبله. ثم أن ولده انتشى لهم المرعى، فرجعوا إلى طيء فأخبره أنهم قد أصابوا قرية من قرى عاد، يقال لها إحليلا، فانتشروا إلى وراء ذلك إلى فضاء من الأرض، فأقاموا بها

قال وأقبل جمل أذب أخشب، فضرب في أبلهم فأقام، فلما كان ذهاب هياج الإبل رجع عنهم إلى وطنه. فلما كان من قابل أقبل أيضا فضرب في الإبل، ثم رجع.

فلما كان في العام الثالث عاودهم على عادته، فرأوا في سنامه ووبره عثاكيل التمر، وفي بعره النوى، فقال طيء. لولده إن هذا البعير ليجيء من مكان مخصب، انظروه إذا انصرف، وتبعه أولاده فليركب رجلان منكم في طلبه. فلما انصرف البعير لم يبق شيء من ولده إلا تبعه، وقفا أثره أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيء، والحارث بن فطرة بن طيء، على جملين، فكان يرعى النهار ويرعيان معه حتى المساء، ثم مضى ويمضيان معه، ويجعلان الصوى والآكام والانهار ليعلما بهلا السبيل والقصد، فمضى حتى دخل باب أجا، وكان عليه باب من حديد مصراعاه عرضهما خمسة أذرع، فنزعهما عبد الملك بن مروان، ووسضع الباب فجعله تسعة أذرع حين بلغة تعريض الطرماح ابن عدي بن حاتم الطائي على الحسين بن علي بن أبي طالب أن يأتي به الجبلين، وخاف عبد الملك أن يجعله بعض من يناويه حصنا.

قال فدخل الجمل باب أجأ فدخلا معه، فإذا بحصن ونخل وعيون، وإذا الأرض خلاء ليس بها سفر، وإذا التمر قد غطى كرانيف النخل، فجالا ونظرا ثم انصرفا إلى طيء فأخبراه، فرحل طيء في جميع ولده حتى نزل الجبلين، فبينما طيء ذات يوم جالس ومعه ولده إذ أقبل عليه رجل من بقايا جديس بن عامر بن سام بن نوح، ممتد الخلق، قد كاد أن يسد الأفق، يقال له الأسود بن غفار. فقال لطيء من أدخلكم بلادي وأرومتي وميراثي من آبائي؟ اخرجوا من بلادي وإلا فعلت بكم وفعلت.

فقال طيء البلاد بلادنا لقد دخلناها وما فيها أحد، بل بخلت أنت بخلا فادعيتها. فقال لتخرجن منها أو لأفعلن بكم الأفاعيل. قال له طيء فاضرب لنا أجلا. ففعل وانصرف الجبار.

فقال طيء لجندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء، وأمه جديلة بنت سبيع من حمير - وقال آخرون جديلة بنت يسلع من حضرموت، وقالوا جديلة بنت أنمار أخت بجيلة، وإليها ينسب فطرة بن طيء،

وكان طيء لجند مكرما مؤثرا يا بني قاتل عن مكرمتك. قالت له أمه بالله لا تتركن بنيك وتعرض ابني للقتل، لا والله لا يفعل. قال ويحك، إنما خصصته بذلك. فأبت عليه. قال وكان طيء يحب جندبا دون إخوته، ويخبئ له الحيس والطعام الطيب.

فلما أبت عليه أمه أن يلحقه العادي حين أمره طيء فخالفته وبخلت بابنها. فأمر طيء عند ذلك عمرو بن الغوث بن طيء وقال يا عمرو دونك الرجل. فأنشأ عمرو عند ذلك يقول لضمهرة بن خارجة أخ جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء شعرا

يا ضمر أخبرني ولست بكاذب
... وأخوك صاحبك الذي لا يكذب
هل في القضية أن إذا استغنيتم
... وأمنتم فأنا البعيد الأجنب
وإذا الشدائد بالشدائد مرة
... أشجتكم فأنا الحبيب الأقرب
وإذا تكون كريهة أدعى لها
... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
تبا لتلك قضية وإقامتي
... فيكم على تلك القضية أعجب
ولجندب رعي البلاد وسهلة
... ولي الحزونة والمحل الأجدب
ومن البلية أن شاة بيننا
... فيدي بقرنيها وإنك تحلب
هذا وجدكم الصغار بأسره
... لا أم لي إن كان ذاك و لا أب


قال فقال طيء لعمرو بن الغوث بن طيء يا بني هذه أكرم دار على وجه الأرض. قال: لن أفعل إلا علي ألا يكون لولد جندب فيهما حقض يعني الجبلين. قال ذلك لك. قال فمضى عمرو بن الغوث في طلب العادي فوجده يخترق رطبا وهو يقول: تطأطئ أجنى جناك قاعدا، مالي أرى حملك ينزوا صاعدا وقال العادي حين أبصر بعمرو:

يا طالب الظبي أصبت أثره ...
إن أنت لم تحرم لصيد خطره
أنصف رام إن أنذره


قال الهيثم بن عدي الطائي: ولم أصب هذا الشعر عند رواة العراق.

قال: فأقبل العادي ومعه قوس من حديد ونشاب حديد له نصال عظام، وهي التي يقال لها: العقارية.

فقال لعمرو: إن شئت صارعتك، وإن شئت راميتك، وإن شئت سايفتك.

قال عمرو: الصراع أحب إلي

قال: أرى معك قوسا. قال: إني أكسرها - وكانت قوس عمرو متى شاء جعلها ومتى ردها - فأهوى بها إلى سفح الجبل. فظن أنه قد كسرها، فاعترض العادي بقوسه ونصاله الجبل فكسرها. فلما رأى ذلك عمرو وأخذ قوسه فركبها.

فقال استعن بقوسك والرمي أحب إلي. فذكر الأسود غدرته بطسم

فقال: من ير يوما يريه. فذهبت مثلا. ورماه عمرو ففلق قلبه،

فقال الأسود - وهو يجود بنفسه: أما أن أكون عادتها. قال له: أين هي؟ قال: شرقي غربي طلل طلل طلل - يردد ذلك حتى مات وانصرف عمرو بن الغوث بن طيء وهو يقول:

قلت الحارس العادي لما ...
رأيت بجندب عنه ازورارا
فقلت له ودمع العين يجري ...
على الخدضين ينحدر انحدارا
سأكفيك الذي حاذرت منه ...
فأرخ الذيل واحتلب العشارا

وأقام طيء وولده منذ ذلك الحين بالجبلين وسميا أجأ وسلمى فنزلوا بهما واطمأنوا، وصار قرار ولد طيء الجبلين، فهما اليوم بلادهم، ولهم أيضا قرى خارج الجبلين، وأكثر مالهم من القرى خارجا لبني جديلة والغالب على الجبلين بنو الغوث بن طيء.

قال سامة بن لؤي بن الغوث بن طيء في ذلك شعرا:

حلفنا لا نفارق بطن سلمى ...
وأجأ مابقينا في الليالي
بحيث الشعب أنزلنا ابن غوث ...
وطاح الغوث منها بالنهال
رمينا قلب عادي بسهم ...
كأن قتيره رهج النصال

وكان طيء بن أدد قد عاش وعمر إلى أن بلغ ولده وولد ولده خمسمائة رجل، حتى أدركه سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء وأنشد الهيثم بن عدي لطيء أدد في ذلك:

أنا من القوم اليمانينا ...
إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ثوبنا بظريف حبنا ...
ثم تفرقنا مغاضبينا
لينة كانت لنا شطونا ...
إذ سامنا الضيم بنو أبينا

فتفرقت من رجلين الغوث بن طيء وفطرة بن طيء، وبنو فطرة هم بنو جديلة أمهم، وبها يعرفون بنو جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء


يتبع
alkether غير متواجد حالياً