عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-2009, 04:38 AM   #1
عضو لامـــــي مميز
 

الصورة الرمزية المظهري اللامي
 

تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 1,711
آخـر مواضيعي
 

افتراضي قتـل بني لام لـ أمراء المدينة

المدينة المنورة في العصر المملوكي
عبد الرحمن مديرس المديرس

ط1/1422هـ

ص 78-81
العلاقة مع القبائل المجاورة:

لقد قامت القبائل العربية المحيطة بالمدينة والقريبة منها بدور مهم في الأوضاع السياسية فيها، فقد تدخل بعضها لدعم الفئات المتنازعة على السلطة، كما انضم بعضها لأشراف مكة في مهاجمة المدينة، وقام بعضها الآخر بمهاجمة المدينة طمعا في الحصول على المغانم. وحين نتتبع نمط العلاقات القبلية مع المدينة منذ العهد الفاطمي نرى أنه من أبرز المشكلات التي واجهت أمراء المدينة ومكة كانت غارات القبائل وقطعهم طرق الحاج طمعا في النهب والسلب. ومن أبرز الطرق التي تعرضت لتلك الغارات: طرق الحج المصري والشامي والعراقي، كما تعرضت الطريق بين مكة والمدينة لغارات القبائل؛ ففي عام 545هـ/1150م خرجت قبيلة: "زعب ومن انضم إليها على الحجاج بالغرابي بين مكة والمدينة فأخذوهم ولم يسلم إلا القليل". وفي العصر الأيوبي تعرضت المدينة لهجوم قبلي كبير عام 590هـ/1194م تحت قيادة قبيلة زعب أيضاً، منتهزين فرصة وجود أميرها جماز بن قاسم بن مهنا الحسيني في الشام فهاجموها في جمادى الآخرة من ذلك العام بقصد السلب والنهب، فخرج إليهم أخوه هاشم - الذي كان نائبه على المدينة - وقاتلهم فقتل في تلك المعركة، غير أن ابن الأثير لم يحدد نتيجة المعركة وهل دخلت الأعراب المدينة.

و في ظل الصراع بين بعض أمراء المدينة والقبائل اغتيل أحد أمرائهم وهو قاسم بن جماز على يد قبيلة بني لام سنة 624هـ/1227م. كما اغتال بنو لام أيضاً أمير المدينة شيحة بن هاشم بن قاسم سنة 647هـ/1249م.

في أوائل العصر المملوكي حاول السلطان المملوكي الظاهر بيبرس استخراج الزكاة من سائر الجهات، فأرسل إلى الحجاز سنة 665هـ/1266م الأمير شكال بن محمد الذي طلب الدعم والمساندة من أمير المدينة جماز بن شيحة فلم يستجب له، فاتجه إلى بني خالد لدعمه في استخراجها من قبائل الحجاز فلم يستجيبوا له مما حدا به إلى أن يطلب من السلطان إعفاءه من منصبه. وفي سنة 666هـ/ 1267م حاول أمير المدينة جماز بن شيحة استعادة سلطته التي فقدها على يد ابن أخيه مالك بن منيف بن شيحة؛ فاستعان لذلك بصاحب مكة محمد أبي نمي وببعض القبائل غير أن تلك المساندة لم تفلح في إعادته، وبعد انسحاب حلفائه تنازل مالك لعمه عن الإمارة طواعية كما أسلفنا.
وقد تعرضت المدينة لهجمات بعض القبائل التي ساندت بعض الأشراف، ففي عام 750هـ/ 1349م ساندت القبائل طفيل بن منصور الذي عزل بابن عمه سعد بن ثابت بن جماز، فانتقم طفيل بأن هاجم المدينة بمساندة تلك القبائل ونهبها كما نهب ما كان بها للحجاج. في سنة 777هـ/1375م تعرضت القبائل القاطنة شمال المدنية للحجاج وقطعت عليهم الطريق ونهبتهم كما قتلت أعداداً منهم. وفي ظل الصراع على الإمارة بالمدينة عُزل جماز بن هبة بن جماز بن منصور من منصبه سنة 811هـ/1408م بعد أن تولى الإمارة عدة مرات فانتقم بأن أخذ حاصل المدينة وخرج إلى البرية فتعرضت له قبيلة مطير واغتالته سنة 812هـ/1409م. وقد استعانت السلطنة المملوكية ببعض القبائل التي لم تُذكر أسماؤها ضد أمراء مكة والمدينة، فقد أرسل السلطان المملوكي جقمق عام 846هـ/1443م إلى جماعة من عرب نجد يطلبهم إلى القاهرة: "ليولي كبيرهم إمرة المدينة لكونهم من أهل السنة قمعاً للرافضة وأن يمشوا إلى مكة والمدينة ليخلصوا أهلها من الشيعة والرافضة"، ويتضح من النص السابق أن السلطان المملوكي قد بدأ عهده بمحاولة التخلص من أمراء المدينة من الإمامية وأمراء مكة الزيدية المخالفين له في المذهب، عن طريق بعض قبائل نجد المناهضين لهم، غير أن محاولته لم يكتب لها النجاح نظراً لتدخل بعض أهل النفوذ في دولته لصالح أمراء مكة والمدينة، فقد أشار السخاوي إلى ذلك بقوله: "لكن لم يتم له ما رامه لغرض بعض أهل الدولة" وربما يشير بذلك إلى مصالح بعض حاشيته في عدم عزلهم أو مناهضتهم. في عام 890هـ/1485م تعرضت قبيلة بلي لقافلة يتقدمها أحد الأشراف كانت متجهة من المدينة إلى جدة، فأخذت ثيابهم وأمتعتهم وأحمالهم . ورغم ذلك فإنه بالنسبة للقبائل المجاورة تعد المدينة سوقا لهذه القبائل ترتاده للبيع والشراء وبخاصة شراء المواد الغذائية والملابس والأسلحة. مهما يكن من أمر، فيمكن أن نوضح أثر الأوضاع السياسية وانعكاستها في الأوضاع العامة للمدينة المنورة (الاقتصادية، الاجتماعية، الدينية، العلمية).



مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة


المظهري اللامي غير متواجد حالياً