السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي
بينما كنت أتمشى وأنا غارق في الهموم
إذا بريشة تتهادى وتتهاوى أمام ناظري بين تيارات الهواء ونسماته
وكانت تسقط ببطأ شديد .. فهي ريشة .. كما تعلمون
انتظرتها
حتى هوت بجانبي
فدار حديث بيني وبين نفسي يختص بصاحبة الريشة ( الحمامة بالطبع )
فقلت
لماذا تلك الحمامة طرحت ريشتها البيضاء
ألم تعلم أن هذه الريشة ستثير فيني كثير من معزوفات الحزن
لقد تذكرت بها عزتنا بإسلامنا ومبادئنا وتقاليدنا وسماتنا
حين تتلاشى أمام الحرية والغزو الفكري
فتتهاوى بعد ما كانت شامخة
ألم تعلمي هذا أيتها الحمامة
وتذكرت بها كلمة ( حب وعشق )
وقفت فيها كثيرا
حين ينهار
فيتحول من شموخ حب
إلى ذل حب
ألم تعلمي هذا أيضا أيتها الحمامة
وتذكرت بها السعادة والفرح .. حين تنكمش أمام جبروت التعاسة
فيتواضع ويصغر حتى يصل إلى الحضيض
بعدما كان عاليا
ألم تعلمي هذا أيضا أيتها الحمامة
أو أنى تذكرت بها انكسار النفس حين تتحطم آمالها على بوابة اليأس
فيتألم القلب وييأس من الحياة ويسقط متهاويا
ألم تعلمي هذا أيضا أيتها الحمامة
ألم تعلمي أيضا
أن النفس .. كما هي الريشة .. تلعب بها الأحوال والمواقف .. كما يلعب الهواء بالريشة
والكثير الكثير أيتها الحمامة
في هذه اللحظة .. انتهى خطابي مع نفسي إلى تلك الحمامة
فأصبحت الآن وحدي مع الريشة
فوجدت من التأمل شيء جميل
في منظر تلك الريشة
فوجدت من بياضها ما أعجبني
فأخذت أمررها على خدي
لعلها تنفض شيء من همومي
فأعجبتني نعومتها وهي تمر على خمائل خدي
فأصبحت امرر وأمرر
فنظرت إليها مرة أخرى
فتبدل لونها من لون ابيض .. إلى لون ابيض فيه نقاط سوداء
أصابني الذهول من ذلك المنظر !!
كل ذلك من اثر تلك الهموم على خدي
كيف لو دخلت إلى قلبي ونفضت هناك
ماذا ستجني !!
وقلت بصوت صامت
(( سلام الله على تلك الحمامة ))
فيا ليتني أجد دائما حمامة .. تجول على سماءي .. لكي انتظرها تسقط ريشه
ابحثوا عن حمامة .. ولكن ابحثوا عن حمامة بيضاء
وانتظروا أن تسقط منها ريشة
لكي تروا .. ما رأيت
وتدركوا ما أدركت
تحياتي للجميع