اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سقم المعادي
سجل لمشاهدة الروابط
الحلقة السادسة - الأخيرة
خامساً: كتاب تاريخ الأفلاج وحضارتها ومؤلفه
هذا الكتاب ألفه العم الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المفلح الجذالين، وأنا وأخي الشيخ عبدالعزيز تولينا كتابة الكتاب لأن العم كما ذكرنا في المقدمة لا يجيد الكتابة. والكتاب نتيجة جهد كبير قمنا به معه رحمه الله،
وما نحن إلا كتّاب ورواة لما يقول، وقد كنا أمناء – والله يشهد علينا - في نقل أقواله وآرائه واختياراته؛ لأننا لازمناه ملازمة تامة آخر عشر سنين من حياته رحمه الله (1405هـ - 1415هـ)، وذهب الكثير من آرائه وتعليلاته معه رحمه الله، فإن كان في كلامه صواب فالحمد لله، وإن كان في كلامه خطأ فهذا يمكن أن يقع فيه أي بشر، ويجب على الباحثين معاملته بلغة منصفة، بما له وما عليه، وما في كلامه من صواب أو قصور أو خطأ...
وبعد موته رحمه الله قد نسأل فنجيب مما عرفنا منه، مما هو مكتوب عندنا ولم ينشر، وأحيانَا نقول: لا نعرف، لأننا كنا رواة نعرف تعليل بعض آرائه وأحكامه واختياراته، ولا نعرف البعض الآخر.
وهو قارئ من الدرجة الأولى، وقد شغلت القراءة وقته أكثر سنوات حياته من بعد الثلاثين تقريباً، وكان أكثر أبناء جيله - في أول حياتهم - يعملون ويجمعون النقود ليشتروا القمح والتمر، أما هو فكان أكثر مصروفه في شراء الكتب من مكة.
كما أنه صاحب عقلية رياضية فذة، يتحدث الفصحى، ويحفظ الأشعار ويرددها، ذكي جداً، لا ينسى المعلومة ولا الرقم ولا القصة ولا المكان والزمان ولا الأحداث ولا الشخصيات بتفاصيلها وتسلسلها، ولو مر عليه أي من ذلك مروراً عابراً، ويعطيك إياه اذا سألته عنه ولو بعد سنوات طويلة ...
ويمكن الرجوع إلى كتابنا عنه الذي بعنوان: (المؤرخ الفرضي النسابة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مفلح الجذالين؛ حياته وآثاره). وهو قسمان: قسم عن حياته وسيرته، وقسم عن مراسلاته مع العلماء، وفيه ملاحق توثيقية لتلك المراسلات.
كما يمكن القارئ الكريم الاطلاع على الصفحات التالية من كتاب (المؤرخ الفرضي النسابة ..):
1. مكانته العلمية وعلاقاته بالعلماء والباحثين والإعلاميين في ص: (58 – 66)، وص: (80 – 86).
2. ما يتصل بقبيلة الدواسر من المراسلات ص (99) والإجابات : ص (191)
3. ردود الفعل عن كتاب تاريخ الأفلاج: ص (227، 303).
ولا حاجة لكي أتحدث عن ثقة العلماء والباحثين بآراء الشيخ عبدالله واختياراته ومؤلفاته، فهو موثوق جداً عند من وثق المؤلف نفسه بهم في كتابه هذا، ومنهم:
1. الشيخ حمد الجاسر حيث اعتمد على كتابات الشيخ عبدالله في الجمهرة، وفي مجلة العرب، وفي الرأي حول كتاب (إمتاع السامر)، وغيرها من المواضع مما هو موجود في المراسلات مع الشيخ حمد في كتاب : (المؤرخ الفرضي النسابة..)، ولمراسلاته مع الشيخ حمد انظر: ص : (100 - 131)، (281 – 287).
2. الشيخ عبدالله بن خميس، وقد أخذ من الشيخ عبدالله في معجم اليمامة منذ أكثر من 35 سنة، انظر كتاب: المؤرخ الفرضي : (ص: 61،81).
3. الأستاذ فائز البدارني الحربي، وقد أخذ من الشيخ عبدالله في تحقيقه لكتاب إمتاع السامر، في أكثر من (17) موضعاً. انظر كتاب: المؤرخ الفرضي: (ص:81).
فهل هؤلاء العلماء والباحثون والمحققون، يتجاهلون، أو يجهلون، أو لم يفهموا ما استطاع المؤلف فهمه، أولا يعرفون كيف يتعاملون مع المعلومة وتحقيقها وتمحيصها ؟! أو لا يقدرون العلماء ومنهجيتهم ومصداقيتهم ؟؟!!
سادساً: تصرفات من تولى الكتابة عن مؤلف تاريخ الأفلاج
هجم مؤلف كتاب قبيلة الدواسر في حاشية (ص:98) عليّ وعلى أخي الشيخ عبدالعزيز، واتهمنا بعدم الأمانة، حينما قال: (وربما أن تلك الملاحظات من تصرف من تولى الكتابة: وهما أبناء أخي المؤلف).
وأقول :لسنا مؤرخين حتى نقول ونتصرف، هذا طعن منه في مؤلف كتاب تاريخ الأفلاج الذي وثق به العلماء الكبار – كما ذكرت –.
أما مؤلف كتاب قبيلة الدواسر بتزويره لكلام ابن بشر وفؤاد حمزة، وافتراءاته على ابن بسام، وتجاهله لتاريخ الدواسر العريق، وسرقاته من كتاب تاريخ الأفلاج، فهو من الذين لا ينظر لما يقولون.
وفي الختام
إن سعد المسعري في كتابه قبيلة الدواسر المنشور عام 1430هـ قد ظلم نفسه كثيراً وتجنى على العلم والعلماء، ونسب إليهم مالم يقولوه، وحرّف في كلام بعضهم وانتقص من تاريخ قبيلة الدواسر العريقة ليصل إلى أهداف خاصة لا علاقة لها بالعلم والبحث. وأخذ كثيراً من كتاب تاريخ الأفلاج وحضارتها، كما تبين من هذه الصفحات ولم ينسب إليه، وفوق هذا يتهجم عليه دون وجه حق.
في نظري أنه وقع ضحية لأهوائه ورغبته في الانتقام من كتاب تاريخ الأفلاج لأمر يعرفه هو، ويعرفه من حوله. وإن الذي يهمني هو الموقف المنصف من كتاب تاريخ الأفلاج من قبل الباحثين والعلماء، وهذا متحقق ولله الحمد، ونراه كثيرا في اعتماد كثير من العلماء والباحثين على كتاب تاريخ الأفلاج في المعلومات التي يأخذونها عن المنطقة
وسكانها، وقد ذكرت تفاصيل إفادة الباحثين والعلماء من كتاب تاريخ الأفلاج في كتاب: المؤرخ الفرضي الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مفلح الجذالين؛ حياته وآثاره. بالاسم وأرقام الصفحات.
والله من وراء القصد.
من مراجع البحث:
1. تاريخ الأفلاج وحضارتها، عبدالله بن عبدالعزيز المفلح الجذالين، الرياض، 1413هـ.
2. تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق، عبدالله بن محمد البسام، دراسة وتحقيق إبراهيم الخالدي، شركة المختلف بالكويت، 2000.
3. عنوان المجد في تاريخ نجد، للشيخ عثمان بن بشر، طبعة وزارة المعارف، 1391هـ.
4. قبيلة الدواسر؛ نسبها، فروعها، تاريخها، خيلها وإبلها، سعد بن ناصر بن محمد المسعري الدوسري. الطبعة الأولى 1430هـ.
5. قلب جزيرة العرب، فؤاد حمزة، طبعة عام 1423هـ.
6. من أخبار القبائل في نجد خلال الفترة (850 – 1300هـ)، فائز بن موسى البدراني الحربي، دار البدراني 1423هـ.
7. موسوعة دليل الخليج، تأليف ج.ج.لوريمر، مكتب الترجمة بديوان أمير دولة قطر ، الطبعة الثانية، 1976.
كتبة/
الدكتور: عبدالله المفلح الجذالين الكثيري
|
الجزء السادس مؤلف كتاب - تاريخ الافلاج - الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الجذالين رحمه الله .
قولك في الملاحظات الحلقة السادسة : هذا الكتاب ألفه العم عبدالله ، وأنا وأخي تولينا الكتابة لان العم كما ذكرنا في المقدمة لا يجيد الكتابة .,,,, ثم تحدثت عن نبذة من حياته وذكرت ( انه يمكن الرجوع إلى كتابنا الذي بعنوان – المؤرخ الفرضي النسابة الشيخ عبدالله ال مفلح الجذالين حياته وآثاره _ ثم في سطر 18 ذكرت انه موثوق به عند العلماء ومنهم الشيخ حمد الجاسر ، وعبدالله بن خميس وغيرهم ...ثم تساءلت هل هؤلاء لا يقدرون العلماء ومصداقيتهم ...) . ولي عدة وقفات مع هذا الكلام :
أولا : قولك : أن مؤلف كتاب تاريخ الأفلاج ، الشيخ عبدالله الجذالين رحمه الله موثوق به ، عند الشيخ حمد الجاسر وعند الشيخ عبدالله ابن خميس ،،،، ثم تساءلت هل هؤلاء لا يقدروا العلماء ومصداقيتهم ,,,؟ الخ ) .
قلت : وهو ثقة عندنا وله التقدير والاحترام عليه رحمة الله ، وليس معنى أن عند مناقشة رأيه ، ومخالفته في بعض آراءه ، التي تتعلق بقبيلتنا - قبيلة الدواسر- أن يكون غير ثقة !! ، فمنهج العلماء السابقين ، من عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، كانوا يتناقشون ويختلفون بالآراء ، ولم ينكر بعضهم على بعض ، كما أن العلامة ابن باز عليه رحمة الله ، خالف شيخه ابن إبراهيم رحمه الله ، في مسائل عديدة ، فهل معنى هذا أن الشيخ ابن باز لا يقدر شيخه ؟!!. وحتى العلامة حمد الجاسر رحمه الله ، كثير من الباحثين خالفوا آراءه ولم يغضبه هذا الأمر، بل كان ينشر الآراء المخالفة ، في مجلته ( مجلة العرب ) ويناقشها ، وهذا من قمة الإنصاف والأمانة فهل تقتدي به بارك الله فيك ؟!!.
ثانيا : لماذا الغضب والانفعال ، عند مناقشة الآراء التي تخص قبيلتنا ، والتي كتبها أناس لا ينتمون للقبيلة ، فلم يكن عمك يغضب إذا نوقش حسبما عرف عنه ؟!! وإذا كان باحثوا قبيلة الدواسر لا تريدهم أن يناقشوا هذه الآراء ، فمن تريد أن يناقش وينافح عن قبيلته ؟!! وهل من لا ينتمي لقبيلة الدواسر سوف يكون احرص على تاريخ القبيلة !!
ثالثا : الأخ عبدالله في ملاحظاته هداه الله ، يحاول جاهدا تضليل القراء !!، وإفهامهم أننا لم نقدر مؤلف تاريخ الافلاج !! ويكرر ذلك بطرق مختلفة معروفة مقاصدها . فهذا الأسلوب واضح في جميع ملاحظاته وافتراءاته ، وأحب أن أوضح ، أن القراء على درجة كبيرة من الوعي ، فهم يدركون أن مناقشة الآراء ، لا تعني عدم التقدير، ونحن في زمن الحوار ، وعدم الإقصاء وتكميم الأفواه . الأمر الآخر ما ذكرته في كتابي ، واضح للعيان وموجود في ص 98 في الحاشية ، وقد التزمت المصداقية والحياد ، وأطلب من القراء مراجعة الصفحة ، ليطلعوا على ما كتبته فقد ابتدأت بالايجابيات التي تميّز بها عليه رحمة الله في كتابه ، ثم بينت الملاحظات التي عليه بشكل مختصر جدا لا تتجاوز ستة اسطر في الحاشية ، كما اني ذكرت أن معظم الملاحظات على كتاب تاريخ الافلاج ، لا تتعلق بالشيخ عبدالله رحمه الله ، فالمعني بها من تولى الصياغة والكتابة ، وهما الأخ عبدالله المقصود بهذا الرد ، و أخيه .
رابعا : لقد أثنيت على كتاب - تاريخ الافلاج – وما تميز به في جوانب مضيئة ، و ذكرت ذلك في الحاشية ص98 ، ، وقد ذكرته أيضا من ضمن المراجع انظر ص402 ، ولكن الاخ عبدالله في ملاحظاته وافتراءاته ، لا يفرق بين أن تتفق مع الكتاب في شئ ، وتختلف في شيئا اخر، وهذه مشكلة مزمنة لدية ، أتمنى أن يجد لها حل .
خامسا : قولك للقراء : يمكن الرجوع لكتابنا الذي بعنوان – المؤرخ الفرضي النسابة الشيخ عبدالله الجذالين رحمه الله – لمن يريد الاطلاع على حياته وسيرته .
قلت : لا يحسن بك تضليل القراء وإرجاعهم ، إلى كتاب صدر قرار من الجهات المختصة بمنعه ، بسبب كثرة الملاحظات والافتراءات فيه ، وقد تمت الإشارة إلى ذلك سلفا ، لان الكتاب ليس ترجمة فقط ، بل فيه تضليل للتاريخ وانساب قبائل الافلاج . ولتعلم هداك الله للطريق الصحيح ، أن الشيخ عبدالله رحمه الله ، لا يحتاج إلى كتابك ، فهو غني عنه ، لما سببه هذا الكتاب ، من زرع الفرقة والعصبية بين قبائل الافلاج !! .
وفي الختام يتضح مما سبق أن عبدالله بن محمد المفلح الجذالين ، افتراءاته كثيرة على قبيلة الدواسر، وتدخله المستمر في أنسابهم ، بالغمز واللمز ونشر الآراء الشاذة ، والتقليل من مكانة العلماء وتهميش آراءهم ، وصياغة الحقائق التاريخية بما يخدم أهدافه ، وكان الأولى به والأجدر، الانشغال بتحقيق نسبه ودراسة خلاف العلماء فيه ، والابتعاد عن الخوض في انساب القبائل الأخرى في الافلاج . إن الحكيم الذي يستفيد من تجارب الماضي ، فكتابه الذي ألفه ، وٌمنع من الجهات المسئولة وفقهم الله ، بسبب تجاوزاته و افتراءاته والملاحظات الكثيرة عليه ، يعطي مؤشرا أن هذا المجال لا يجيده ، واللبيب من استفاد من تجاربه وأخطاءه ،،،
اسأل الله التوفيق والسداد ،,,,
الباحث : سعد بن ناصر المسعري الدوسري .
مؤلف كتاب قبيلة الدواسر .