عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-2010, 07:00 AM   #5
عضو لامـــــي مميز
 

الصورة الرمزية سقم المعادي
 

تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 84
آخـر مواضيعي
 

افتراضي

الحلقة السادسة - الأخيرة



خامساً: كتاب تاريخ الأفلاج وحضارتها ومؤلفه

هذا الكتاب ألفه العم الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المفلح الجذالين، وأنا وأخي الشيخ عبدالعزيز تولينا كتابة الكتاب لأن العم كما ذكرنا في المقدمة لا يجيد الكتابة. والكتاب نتيجة جهد كبير قمنا به معه رحمه الله،
وما نحن إلا كتّاب ورواة لما يقول، وقد كنا أمناء – والله يشهد علينا - في نقل أقواله وآرائه واختياراته؛ لأننا لازمناه ملازمة تامة آخر عشر سنين من حياته رحمه الله (1405هـ - 1415هـ)، وذهب الكثير من آرائه وتعليلاته معه رحمه الله، فإن كان في كلامه صواب فالحمد لله، وإن كان في كلامه خطأ فهذا يمكن أن يقع فيه أي بشر، ويجب على الباحثين معاملته بلغة منصفة، بما له وما عليه، وما في كلامه من صواب أو قصور أو خطأ...

وبعد موته رحمه الله قد نسأل فنجيب مما عرفنا منه، مما هو مكتوب عندنا ولم ينشر، وأحيانَا نقول: لا نعرف، لأننا كنا رواة نعرف تعليل بعض آرائه وأحكامه واختياراته، ولا نعرف البعض الآخر.

وهو قارئ من الدرجة الأولى، وقد شغلت القراءة وقته أكثر سنوات حياته من بعد الثلاثين تقريباً، وكان أكثر أبناء جيله - في أول حياتهم - يعملون ويجمعون النقود ليشتروا القمح والتمر، أما هو فكان أكثر مصروفه في شراء الكتب من مكة.

كما أنه صاحب عقلية رياضية فذة، يتحدث الفصحى، ويحفظ الأشعار ويرددها، ذكي جداً، لا ينسى المعلومة ولا الرقم ولا القصة ولا المكان والزمان ولا الأحداث ولا الشخصيات بتفاصيلها وتسلسلها، ولو مر عليه أي من ذلك مروراً عابراً، ويعطيك إياه اذا سألته عنه ولو بعد سنوات طويلة ...

ويمكن الرجوع إلى كتابنا عنه الذي بعنوان: (المؤرخ الفرضي النسابة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مفلح الجذالين؛ حياته وآثاره). وهو قسمان: قسم عن حياته وسيرته، وقسم عن مراسلاته مع العلماء، وفيه ملاحق توثيقية لتلك المراسلات.

كما يمكن القارئ الكريم الاطلاع على الصفحات التالية من كتاب (المؤرخ الفرضي النسابة ..):

1. مكانته العلمية وعلاقاته بالعلماء والباحثين والإعلاميين في ص: (58 – 66)، وص: (80 – 86).
2. ما يتصل بقبيلة الدواسر من المراسلات ص (99) والإجابات : ص (191)
3. ردود الفعل عن كتاب تاريخ الأفلاج: ص (227، 303).

ولا حاجة لكي أتحدث عن ثقة العلماء والباحثين بآراء الشيخ عبدالله واختياراته ومؤلفاته، فهو موثوق جداً عند من وثق المؤلف نفسه بهم في كتابه هذا، ومنهم:

1. الشيخ حمد الجاسر حيث اعتمد على كتابات الشيخ عبدالله في الجمهرة، وفي مجلة العرب، وفي الرأي حول كتاب (إمتاع السامر)، وغيرها من المواضع مما هو موجود في المراسلات مع الشيخ حمد في كتاب : (المؤرخ الفرضي النسابة..)، ولمراسلاته مع الشيخ حمد انظر: ص : (100 - 131)، (281 – 287).
2. الشيخ عبدالله بن خميس، وقد أخذ من الشيخ عبدالله في معجم اليمامة منذ أكثر من 35 سنة، انظر كتاب: المؤرخ الفرضي : (ص: 61،81).
3. الأستاذ فائز البدارني الحربي، وقد أخذ من الشيخ عبدالله في تحقيقه لكتاب إمتاع السامر، في أكثر من (17) موضعاً. انظر كتاب: المؤرخ الفرضي: (ص:81).

فهل هؤلاء العلماء والباحثون والمحققون، يتجاهلون، أو يجهلون، أو لم يفهموا ما استطاع المؤلف فهمه، أولا يعرفون كيف يتعاملون مع المعلومة وتحقيقها وتمحيصها ؟! أو لا يقدرون العلماء ومنهجيتهم ومصداقيتهم ؟؟!!

سادساً: تصرفات من تولى الكتابة عن مؤلف تاريخ الأفلاج
هجم مؤلف كتاب قبيلة الدواسر في حاشية (ص:98) عليّ وعلى أخي الشيخ عبدالعزيز، واتهمنا بعدم الأمانة، حينما قال: (وربما أن تلك الملاحظات من تصرف من تولى الكتابة: وهما أبناء أخي المؤلف).

وأقول :لسنا مؤرخين حتى نقول ونتصرف، هذا طعن منه في مؤلف كتاب تاريخ الأفلاج الذي وثق به العلماء الكبار – كما ذكرت –.

أما مؤلف كتاب قبيلة الدواسر بتزويره لكلام ابن بشر وفؤاد حمزة، وافتراءاته على ابن بسام، وتجاهله لتاريخ الدواسر العريق، وسرقاته من كتاب تاريخ الأفلاج، فهو من الذين لا ينظر لما يقولون.

وفي الختام
إن سعد المسعري في كتابه قبيلة الدواسر المنشور عام 1430هـ قد ظلم نفسه كثيراً وتجنى على العلم والعلماء، ونسب إليهم مالم يقولوه، وحرّف في كلام بعضهم وانتقص من تاريخ قبيلة الدواسر العريقة ليصل إلى أهداف خاصة لا علاقة لها بالعلم والبحث. وأخذ كثيراً من كتاب تاريخ الأفلاج وحضارتها، كما تبين من هذه الصفحات ولم ينسب إليه، وفوق هذا يتهجم عليه دون وجه حق.

في نظري أنه وقع ضحية لأهوائه ورغبته في الانتقام من كتاب تاريخ الأفلاج لأمر يعرفه هو، ويعرفه من حوله. وإن الذي يهمني هو الموقف المنصف من كتاب تاريخ الأفلاج من قبل الباحثين والعلماء، وهذا متحقق ولله الحمد، ونراه كثيرا في اعتماد كثير من العلماء والباحثين على كتاب تاريخ الأفلاج في المعلومات التي يأخذونها عن المنطقة
وسكانها، وقد ذكرت تفاصيل إفادة الباحثين والعلماء من كتاب تاريخ الأفلاج في كتاب: المؤرخ الفرضي الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مفلح الجذالين؛ حياته وآثاره. بالاسم وأرقام الصفحات.
والله من وراء القصد.







من مراجع البحث:
1. تاريخ الأفلاج وحضارتها، عبدالله بن عبدالعزيز المفلح الجذالين، الرياض، 1413هـ.
2. تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق، عبدالله بن محمد البسام، دراسة وتحقيق إبراهيم الخالدي، شركة المختلف بالكويت، 2000.
3. عنوان المجد في تاريخ نجد، للشيخ عثمان بن بشر، طبعة وزارة المعارف، 1391هـ.
4. قبيلة الدواسر؛ نسبها، فروعها، تاريخها، خيلها وإبلها، سعد بن ناصر بن محمد المسعري الدوسري. الطبعة الأولى 1430هـ.
5. قلب جزيرة العرب، فؤاد حمزة، طبعة عام 1423هـ.
6. من أخبار القبائل في نجد خلال الفترة (850 – 1300هـ)، فائز بن موسى البدراني الحربي، دار البدراني 1423هـ.
7. موسوعة دليل الخليج، تأليف ج.ج.لوريمر، مكتب الترجمة بديوان أمير دولة قطر ، الطبعة الثانية، 1976.



كتبة/

الدكتور: عبدالله المفلح الجذالين الكثيري
سقم المعادي غير متواجد حالياً