عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2010, 07:35 AM   #5
دعم فني
 

الصورة الرمزية وريث المطاليق
 

تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 343
آخـر مواضيعي
 

افتراضي

الامبراطورة أوجيني تفتتح القناة

أوجيني والخديوي إسماعيل



كان للخديوي إسماعيل أربع زوجات، وعلى عكس المألوف كانت هؤلاء الزوجات صديقات لا شحناء بينهن ولا بغضاء، وقد ألف بينهن حبهن لرجل واحد.

وكان إسماعيل إذا أحب لم يترك لمحب بعده مجالا، وإذا أهدى أغدق حتى أغرق، وإذا أراد البناء فانه يهدم حيا بأكمله ليشيد عليه ما يريد، وعلى هذا المنوال قامت سراي الجزيرة التي بناها خصيصا للإمبراطورة أوجيني لتكون مقاما أثناء زيارتها لمصر، ولو استطاع لأحال مصر كلها إلى روضة غناء تخطر فيها هذه الملكة الجميلة.

ولما أبدت الامبراطورة رغبتها في الطواف بالقاهرة على ظهر ****، رافقها الخديوي في هذا الطواف.

وتحكي الأميرة جويدان عن الخديوي إسماعيل وحبه لإمبراطورة فرنسا أوجيني، والتي لكي يدعوها لزيارته في مصر صنع حضارة هامة تتلاءم مع أهمية شخصيتها، وكانت المناسبة التي ستحضر فيها هي افتتاح قناة السويس، وإقامة أول خط سكك حديدية مصرية من الإسماعيلية إلى القاهرة وإنشاء دار للأوبرا تتفرج فيها الإمبراطورة، وكلف ملحنا إيطاليا مشهورا بتلحين أوبرا جديدة خصيصا لهذا الافتتاح هي أوبرا عايدة.

وهكذا نجح إسماعيل باشا في علاقته بالإمبراطورة أوجيني التي ظلت محافظة على العهد حتى بعد أن زال عنها وعنه العرش، وبعد رحيله كانت تزور مصر سنويا في ملابس سوداء، وتبدأ مقامها بزيارة أرامل إسماعيل لتجتر الذكريات.


نهاية المطاف

كانت جويدان مغرقة في حب عباس وكتبت فيه صفحات بالغة الرقة تعبر فيها عن حبها الشديد، وهي لا تنكر أنه قيد حريتها وأنه كان يغار عليها من قراءة الكتب ومجالسة النساء، ولكنها مع ذلك كانت لا تطيق البعد عنه.
لكن ينتهي المطاف بالحبيبين إلى الطلاق، وتشعر الأميرة بصدمة حقيقية عند طلاقها من الخديوي، فكانت تجلس في قصرها بمسطرد وعانت كثيرا من بقائها بمفردها، فكتبت تقول:

"إنني في منزلي أطوف في حجراته، فمن ذا الذي يقول إن الأشياء جامدة لا حياة فيها؟ إن الأشياء تحتفظ بتاريخ الحياة وتجيد إعادة القصص، فكم من حلم جميل أستعيد قراءته من بين هذه الوسائد الحريرية. كنا جالسين أمام المدفأة، وكنت أنظر إلى نارها المشتعلة، ولم يكن ضروريا أن أنظر إلى وجهك لأنك كنت بأكملك ماثلا في نفسي، ثم بدأت الحديث، ولكن صوتك كان غريبا على أذني كأنه صوت لا أعرفه، صوت لا أعرفه، صوت بعيد عن ذاكرتنا، وكان هذا الصوت يقص شيئا عاديا. رجلا خان زوجته، ثم وجد نفسه مدفوعا إلى الاعتراف لزوجته بهذه الخيانة، فهل يعلم هذا الرجل أن مسرحه هدم؟ لم يحدث شيء، وظلت النار مشتعلة في الموقد وإذ بيدك تقبض على يدي، وفي هذه اللحظة عدت أنت كما أعرفه، فابتسمت ابتسامة لا علاقة لها بأفكاري، ففي نظرك انتهى الموضوع بانتهاء القصص وأما في نظري فقد ابتدأ كل شيء الآن".
وريث المطاليق غير متواجد حالياً