حبها للآستانة
كانت الأميرة جويدان تحب الآستانة حيث تكون هي والخديوي بعيدا عن رسميات القصور في مصر، فكانت تشعر أنها حقا متزوجة، وفي هذا كتبت تقول:
"هنا كان يملكني اليقين بأنك زوجي وأني زوجتك. وأعتقد أننا في هذا الجو كنا نتبدل أناسا آخرين، حتى في شعورنا الواحد قبل الآخر. وأعتقد أن حياتي كانت تتقلب بين أطوار ثلاثة مختلفة. واحدا منها في القاهرة مقر الحكم، والثاني أثناء الرحلات، والثالث في الآستانة.
أما في القاهرة فلم أكن أر فيك إلا الخديوي فقط، حتى أثناء زيارتك لي في سراي مسطرد، كنت لا أستطيع أن أنظر إليك نظرتي إلى شيء خاص بي، ويكفي أن أرى العربة التي تنتظرك في الحديقة لأعلم أن زيارتك عرضية محدودة.
وأما في الرحلات مهما طالت مدتها فإننا كنا نلتقي قليلا ولمدة قصيرة، إذ كنا دائما نعيش في مكانين منعزلين وإن كانا متقاربين.
أما في القسطنطينية فحياتنا تختلف عن كل ما سبق، فقد قامت سراي شويكلي تحت أعيننا وعنايتنا واشترينا بأيدينا كل ما يلزم لها، فالسراي كلها كانت من أجلنا لا من أجلك وحدك ولا من أجلي وحدي، إذن فبيتنا الحقيقي لا يوجد إلا في الآستانة".