غازلت الكويت
في الطفولة كنت أظن الكحل في عيون البنـات
موطني اللي ينتظرني .. وكل ما اشوفه ذويـت
ورحت أخط أشعار حبي فوق وجـه اللافتـات
مره أنحت .. مره أرسم بالفحم وألـوان زيـت
أكتب ان الشمس لو هي تختفي بكـل الجهـات
تشرق آلاف الشموس .. في شفايف من هويت
وأكتب ان الخمر ماهو في البطـول المسكـرات
الخمـر كـف الحبيبـة إن لمستـه وانتشيـت
والمـدارس العريقـة والكتـب والجامـعـات
ما درت عـن لـذة المجهـول لكنـي دريـت
وابتدت رحلة الانوثة فـي حروفـي الساخنـات
وانتشر لحن اغنياتي بكل مدينـة وكـل بيـت
ومن مطار إلـى مطـار استقبلتنـي الغانيـات
وفاضت جناطي بصورهم .. شلتها لما انحنيـت
فاضت جناطي برسايل مـن جـواري وملكـات
وكلما أقرا رسالة .. احمر وجهـي واستحيـت
وارتسم في ذهني بيت اهلي و سجاجيد الصـلاة
وصوت ابوي الطيب اللي ياما وجّهني ونسيـت
صوته المبحوح يطلب لـي الفضيلـة والثبـات
وهذا انا المغرور تايه في ضياعي ما اهتديـت
و أمي تقرا آية الكرسي علي فـي الأمسيـات
و ودها تفرح بعرسي ودوم تسأل (ما نويـت) ؟
حببتـنـي بالثقـافـة و الأدب والمكـتـبـات
وعلمتني اني بدون الحب عاري .. لو اكتسيـت
علمتنـي ان البساطـة تغلـب المجـوهـرات
واني أقدر كالنخيل أمـوت واقـف لـو بغيـت
من يردلي حضن امي و السنيـن الذاهبـات ؟
عشت أبحث عن كياني وغير خوفي مـا لقيـت
لي شعـور المتهـم لحظـة تشـاور القضـاة
لـو يدينونـي بكيـت ولـو يبرءونـي بكيـت
ربما أكـون حـوت يغـوص بيـن المفـردات
وربما أنـا محـارب أغـزي كلمـا اشتهيـت
ربمـا أكـون ساحـر .. أو مـلاك الكلمـات
من شهيقي يعيش بيت ومن زفيري يموت بيـت
أعترف انـي انـا اللـي مبتكـر كـل اللغـات
بـس أحـس بعجـز لمـا بتغـزل بالكويـت
جيت لك يا كويت نادم معتذر عن اللـي فـات
يا كويت ابسألك .. انتي فرحتي لمـا جيـت ؟
انتي زعلانه علي ؟ .. يا بعـد كـل البنـات ؟
نوميني فوق صدرك .. يا عساني مـا صحيـت
مثلما المسكين يطيـر ويفـرح بمـال الزكـاة
أفرح بحضنك انا يا كويـت لـو فيـه ارتميـت
ومثلما تلتف حـول الـورد أعشـاب ونبـات
لفي ذراعك على خصـري وقوليلـي رضيـت
قولي أحبك عشـان أنفـض غبـار الذكريـات
ايـه ميـت وإن نطقتيهـا وبستينـي حيـيـت
إن نطقتيها بطـل مفعـول سحـر الساحـرات
والسواد اللي بجفونـي يختفـي ويشـب ليـت
السواد اللي بجفوني مـن النسـاء الغـادرات
صوبهم أمشي .. ولا ادري صوب أحزاني مشيت
كنت أزرعهم أمـان وهـم يذوقونـي شتـات
هم يباتون بعيوني وفوق شـوك الهـم أبيـت
أعقـد الهدنـة معاهـم وأكتـب المعـاهـدات
وفجأة يرموني بقنابل مـن يشوفونـي سهيـت
لبسوني حزام ناسف واطردونـي مـن الحيـاة
وما يرجعني لها إلا نبـض قلبـك يـا كويـت
وانتمائـي للبـحـر والـبـر والمستنقـعـات
والشوارع والفريج اللـي علـى حبـه ربيـت
تبقى نكهة شاطئك رغـم الصخـور المالحـات
أحلى عندي من عسل رحيق زهر (المارغريت)
وأزكى من ريح البخور يفوح بشعـور البنـات
ريحـة العرفـج إذا شبيـت نـاره وانطفيـت
ماجد سلمان المروت
|