المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بهيسة بنت أوس بن حارثة بن لام


alkether
25-12-2008, 08:33 AM
قصة زواج الحارث بن عوف ببهيسة بنت أوس وتحمله الدية في ماله بين عبس وذبيان:

وقد أخبرني الحسن بن علي بهذه القصة، وروايته أتم من هذه، قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال:

قال الحارث بن عوف بن أبي حارثة: أتراني أخطب إلى أحد فيردني؟

قال نعم. قال: ومن ذاك. قال: أوس بن حارثة بن لأم الطائي.

فقال الحارث لغلامه: ارحل بنا، ففعل.

فركبا حتى أتيا أوس بن حارثة في بلاده فوجداه في منزله.

فلما رأى الحارث بن عوفٍ قال: مرحباً بك يا حارث.

قال: وبك. قال: ما جاء بك يا حارث؟

قال: جئتك خاطباً.

قال: لست هناك. فانصرف ولم يكلمه.

ودخل أوسٌ على امرأته مغضباً وكانت من عبس

فقالت: من رجلٌ وقف عليك فلم يطل ولم تكلمه؟

قال: ذاك سيد العرب الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري.

قالت: فما لك لم تستنزله؟ قال: إنه استحمق.

قالت: وكيف؟ قال: جاءني خاطباً.

قالت: أفتريد أن تزوجك بناتك؟ قال: نعم.

قالت: فإذا لم تزوج سيد العرب فمن؟

قال: قد كان ذلك.

قالت: فتدارك ما كان منك. قال: بماذا؟

قالت: تلحقه فترده. قال: وكيف وقد فرط مني ما فرط إليه؟

قالت: تقول له: إنك لقيتني مغضباً بأمرٍ لم تقدم فيه قولاً، فلم يكن عندي فيه من الجواب إلا ما سمعت،

فانصرف ولك عندي كل ما أحببت فإنه سيفعل. فركب في أثرهما.

قال خارجة بن سنان: فو الله إني لأسير إذ حانت مني التفاتةٌ فرأيته، فأقبلت على الحارث وما يكلمني غماً فقلت له: هذا أوس بن حارثة في أثرنا.

قال: وما نصنع به ! امض !. فلما رآنا لا نقف عليه صاح: يا حارث اربع علي ساعةً.

فوقفنا له فكلمه بذلك الكلام فرجع مسروراً.

فبلغني أن أوساً لما دخل منزله قال لزوجته أدعي لي فلانة " لأكبر بناته " فأتته، فقال: يا بنية، هذا الحارث بن عوف سيدٌ من سادات العرب، قد جاءني طالباً خاطباً، وقد أردت أن أزوجك منه فما تقولين؟ قالت: لا تفعل. قال: ولم؟ قالت: لأني امرأة في وجهي ردة ، وفي خلقي بعض العهدة ، ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، وليس بجارك في البلد فيستحي منك، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي في ذلك ما فيه. قال: قومي بارك الله عليك.

ادعي لي فلانة " لابنته الوسطى "؛ فدعتها، ثم قال لها مثل قوله لأختها؛ فأجابته بمثل جوابها وقالت: إني خرقاء وليست بيدي صناعة، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي في ذلك ما تعلم، وليس بابن عمي فيرعى حقي، ولا جارك في بلدك فيستحييك. قال: قومي بارك الله عليك.

أدعي لي بهيسة " يعني الصغرى "، فأتي بها فقال لها كما قال لهما. فقالت: أنت وذاك.

فقال لها: إني قد عرضت ذلك على أختيك فأبتاه. فقالت - ولم يذكر لها مقالتيهما - لكني والله الجميلة وجهاً، الصناع يداً، الرفيعة خلقاً، الحسيبة أباً، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير.

فقال: بارك الله عليك. ثم خرج إلينا فقال: قد زوجتك يا حارث بهيسة بنت أوس. قال: قد قبلت.

فأمر أمها أن تهيئها وتصلح من شأنها، ثم أمر ببيت فضرب له، وأنزله إياه. فلما هيئت بعث بها إليه. فلما أدخلت إليه لبث هنيهةً ثم خرج إلي. فقلت: أفرغت من شأنك؟ قال: لا والله. قلت: وكيف ذاك؟ قال: لما مددت يدي إليها قالت: مه ! أعند أبي وإخوتي !! هذا والله ما لا يكون.

قال: فأمر بالرحلة فارتحلنا ورحلنا بها معنا، فسرنا ما شاء الله. ثم قال لي: تقدم فتقدمت، وعدل بها عن الطريق، فلما لبث أن لحق بي. فقلت: أفرغت؟ قال: لا والله. قلت: ولم؟ قال: قالت لي: أكما يفعل بالأمة الجليبة أو السبية الأخيذة ! لا والله حتى تنحر الجزر، وتذبح الغنم، وتدعو العرب، وتعمل ما يعمل لمثلي. قلت: والله إني لأرى همةً وعقلاً، وأرجو أن تكون المرأة منجبةً إن شاء الله. فرحلنا حتى جئنا بلادنا، فأحضر الإبل والغنم، ثم دخل عليها وخرج إلي. فقلت: أفرغت؟

قال: لا. قلت: ولم؟ قال: دخلت عليها أريدها، وقلت لها قد أحضرنا من المال ما قد ترين، فقالت: والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا أراه فيك. قلت: وكيف؟ قالت: أتفرغ لنكاح النساء والعرب تقتل بعضها !

" وذلك في أيام حرب عبس وذبيان ".

قلت: فيكون ماذا؟ قالت: اخرج إلى هؤلاء القوم فأصلح بينهم، ثم ارجع إلى أهلك فلن يفوتك. فقلت: والله إني لأرى همةً وعقلاً، ولقد قالت قولاً. قال: فاخرج بنا.

فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا فيما بينهم بالصلح، فاصطلحوا على أن يحتسبوا القتلى؛ فيؤخذ الفضل ممن هو عليه،

فحملنا عنهم الديات، فكانت ثلاثة الآف بعير في ثلاث سنين، فانصرفنا بأجمل الذكر. قال محمد بن عبد العزيز: فمدحوا بذلك،

وقال فيه زهير بن أبي سلمى قصيدته:
أمن أم أوفى دمنةٌ لم تكلم







------


المرجع: كتاب الاغاني لأبي الفرج الأصفهاني

الكليب*المغيرة
25-12-2008, 12:05 PM
جهود تشكر عليها يابوسالم

بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك

ابوغضب الكثيرى
25-12-2008, 12:24 PM
مشكوووووور يابوسالم دايما متميز فلك جزيا الشكر ولا تحرمنا من القصص الجميله واللى ترفع روس بنى لام

الفجر الكثيري الجديد
19-06-2009, 12:09 AM
## حكيمة وعقلها راجح ( بهيسة بنت أوس بن حارثة بن لام ) وقصتها جميلة مشكوووور ##

قلب الاسد
19-06-2009, 02:49 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عبدالله آل محمد الكثيري
19-06-2009, 09:21 PM
الله يعطيك العافية

إخو هذلاء
19-06-2009, 10:28 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

مفلح الكثيري
29-06-2009, 04:32 PM
يعطيـك الف عافيـه
يابو سـآلم مجهود تشكر عليـه
ومشكور ع هذا الجهـد الرائـع

أخوك الصغير
مفلح الفهـآد


...
..
.

سجاد اللامي
11-01-2012, 04:14 AM
رحم الله الصحابي اوس بن حارثة بن لام الطائي
http://up.graaam.com/uploads/imag-6/upload1791c1de23.jpg