المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة قصص من البادية قصة مهمل المهادي


شاشا المغيري
02-06-2008, 02:07 AM
هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية كلها .. ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي .. لأن القصة بالغة التأثير على السامع والراوي بنفس الوقت..

يقول الراوي

مهمل المهادي من عبيدة من قحطان .. وكان معروفاً في قبيلته .. وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه .. وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة ((سبيع)) القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره في مرابع قبيلة الدواسر التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها..

أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه .. واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم .. وأقنعهم بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً . . . وبهذا العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه .. وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة .. ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وهذا المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها .. فقد رمته بسهم وابتعدت . . . فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة .. فأهل مكة أدرى بشعارها هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها .. والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر .. فكما يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير الصبر ..فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صدقوا روايته وهذا المهادي يتنقل من واحد إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع .. ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه من يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً ثم يغير مجلسه .. وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . . . وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة .. وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه ..

أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته . . . وحينما أفاق المهادي من صرعه المصنع .. وهذأ القوم . . . وقام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . . . وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها
فقال له الشاب : هانت ! أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال !!! فدخلت وإذا هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله . . . أهي ضالتك . . . قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم . . . فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة التالية كان زواجهما .. والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام..

المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . . . كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء .. فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . . . وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . . أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك . . . طار صواب المهادي . . . فقال لها وأين ابن عمك قالت له هو ((مفرج السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا..

كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرم علي كما تحرم أمي عليّ . . . ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً
هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي
وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال .. ومسه الجوع . . . فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل ..فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها ..وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء كان مفرج يتسامر مع صديقه القديم المهادي ولما غلب عليه النعاس استأذنه لينام فسمح له . . . وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له ..دخل مفرج بيته وإذا بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا زوجته نائمة وبجانبها شاب يافع فلم يتمالك نفسه فضرب الفتى الضربة التي شهق بعدها وفارق الحياة . . . نهضت الزوجة مذعورة فإذا الشاب مصروع . . . فقالت لزوجها قتلت ولد المهادي . . . فقال وما الذي جاء به إليك . . . فأعلمته بالقصة فرجع إلى رشده . . . وأسقط في يديه فماذا يفعل ! ؟

كان لا بد أن يخبر المهادي . . . فهرول مسرعاً إلى حيث المهادي جالس وأخبره بالحكاية . . . وهو يكاد يموت حزناً . . . هذا والمهادي هادئ ممسك لأعصابه . . . ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هو قضاء الله وقدره ولا مفر من ذلك كل ما أرجوه منك أن لا تخير أحداً وتوصي زوجتك بأن تكتم الخير حتى عن أم الولد . . . وحمل المهادي ولده ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه . . . وفي الصباح انتشر خبر مصرع ابن الأمير فقد كان المهادي أمير قومه والكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل . . . ولما وصل الخبر للأمير اصطنع الغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى وبالمساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي . . . من كل واحد بعير .. وبالفعل جمع الدية حوالي سبعمائة بعير أدخلها المهادي ضمن حلاله وأعطى أم الولد منها مائة بعير وقال لمفرج البقية هي لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة . . . وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى أكبر أغنياء القبيلة . . . ومضت السنون والصديقان مع بعضهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . . مرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه . . . ولكن لا بد أن يحصل ما يغير صفاء الحال .. وكما يقال دوام الحال من المحال ..كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويحرضها على مواقعته بالحرام . . . والفتاة نقية .. فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمر المهادي بالسكوت إكراماً لوالد الشاب مفرج وأمرها أن تجتنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها .. وها هو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة عيل صبرها فقالت لوالدها إن لم تجد لي حلاًّ .. فقد يفترسني في أحد الأيام ..هذا والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج . . . والشاب يزداد رعونة . . . فكان لا بد من فراق جاره وصديقه لكي يمنع جريمة ابنه ولكن كيف يصارحه . . . وهو الداهية كما عرفنا بالسابق . . . فاقترح على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى ما يسمى الآن ((الدامة)) وكان كلما نقل حجراً قال لمفرج ارحلوا وإلا رحلنا . . . حتى انتبه مفرج لمقولة جارة . . . فأسرها . . . ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي . . . ارحلوا وإلا رحلنا . . . فقالت له أن هناك أمراً خطيراً حصل لا بد لنا من الرحيل . . . فاذهب واستأذنه . . . فذهب واستأذنه ولم يمانع المهادي مع العلم أنه كان في كل سنه يطلب الرحيل ويرفض المهادي . . . إلا هذه المرة قبل بسرعة وكان يريدها . . . رحل مفرج وهو يبحث عن السر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول




يقول المهـادي والمهـادي مهمـلبي علتن كل العـرب مـا درى بهـا
أنـا وجعـي مـن علتـن باطنيـةبأقصى الضماير ما درى وين بابهـا
تقـد الحشـا قـد ولا تنثـر الدمـاولا يدري الهلباج عمـا لجـا بهـا
وإن أبديتهـا بانـت لرماقـة العـداوإن أخفيتها ضاق الحشا بالتهابهـا
أربع سنيـن وجارنـا مجـرم بنـاوهو مثل واطي جمرتين ما درى بها
وطاها بفرش الرجـل ليمـا تمكنـتبقى حرها ما يبرد المـاء التهابهـا
ترى جارنا الماضي على كـل طلبـهلو كان ما يلقـى شهـودن غدابهـا
ويا ما حضينا جارنـا مـن كرامـهبليلن ولو نبغي الغبا مـا ذرى بهـا
ويا ما عطينـا جارنـا مـن سبيـةلا قادها قوادهـم مـا انثنـى بهـا
ونرفى خمال الجار ولـو داس زلـةكما ترفي البيـض العـذارى ثيابهـا
ترى عندنا شاة القصير بهـا أربـعيحلف بها عقارهـا مـا درى بهـا
تنـال يالمهـادي ثمانـن كـوامـلتراقى وتشدي بالعلا مـن أصابهـا
لا قـال منـا خيّـرن فـرد كلمـةبحضرات خوفن للرزايا وفـى بهـا
الأجـواد وإن قاربتهـا مـا تملهـاوالأنذال وإن قاربتها عفت مـا بهـا
الأجواد وإن قالـوا حديثـن وفوابـهوالأنـذال منطـوق الحكايـا كذابهـا
الأجواد مثل العد مـن ورده ارتـوىوالأنذال لا تسقـى ولا ينسقـا بهـا
الأجواد تجعل نيلهـا دون عرضهـاوالأنذال تجعـل نيلهـا فـي رقابهـا
الأجواد مثل الزمـل للشيـل يرتكـيوالأنذال مثل الحشور كثير الرغابهـا
الأجواد لو ضعفو وراهـم عراشـهوالأنذال لو سمنـو معايـا صلابهـا
الأجواد يطرد همهم طـول عزمهـموالأنذال يصبح همهـم فـي رقابهـا
الأجـواد تشبـه قارتـن مطلحبـةلا دارهـا البـردان يلقـى الذرابهـا
الأجواد تشبـه للجبـال الـذي بهـاشـرب وظـل والـذي ينهقـا بهـا
الأجواد صندوقيـن مسـك وعنبـرلافتحـن أبوابهـا جــاك مابـهـا
الأجواد مثل البدر في ليلـة الدجـىوالأنذال ظلما تايهـن مـن سرابهـا
الأجواد مثل الدر في شامـخ الـذراوالأنذال مثل الشري مـرن شرابهـا
الأجواد وأن حايلتهـم مـا تحايلـووأنـذال أدنـى حيلتـن ثـم جابهـا
الأنذال لو غسلـوا يديهـم تنجسـتنجاسة قلوبن مـا يسـر الدوابهـا
يـا رب لا تجعـل الأجـواد نكـبـةمن حيث لا ضعف الضعيف التجابهـا
أنا أحب نفسي يرخص الزاد عندهـايقطعك يـا نفـس جزاهـا هبابهـا
يا عل نفسن مـا للأجـواد عندهـاوقارن عسى ما تهتني في شبابهـا
عليك بعيـن الشيـح لا جـت واردخل الخبـاري فـإن ماهـا هبابهـا
ترى ظبـي رمـان برمـان راغـبوالأرزاق بالدنيا وهو مـا درى بهـا
سقا الحيا ما بيـن تيمـا وغربـتيمين عميق الجزع ملفـا هضابهـا
سقا الولـي مـن مزنتـن عقربيـةتنشر أدقاق وبلهـا مـن سحابهـا
اليا أمطرت هذي ورعد ذي ساق ذيسنا ذي وذي بالوبل غـرق ربابهـا
نسف الغثا سيبان ما ها اليا أصبحتيحيل الحول والما ناقعن في شعابهـا
دار لنـا مـا هـي بـدران لغيرنـاوالأجناب لـو حنـا بعيـدن تهابهـا
يذلون مـن دهمـا دهـوم نجرهـانفجي بها غزات مـن لا درى بهـا
ترى الدار كالعذرى إلى عاد ما بهـاحزن غيورن كل مـن جـاز نابهـا
فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطانصد عنها ما غـدا مـن هضابهـا
تهاميـة الرجليـن نجديـة الحشـاعذابي مـن الخـلان وأنـا عذابهـا
أريتك إلى ما مسنا الجوع والضمـاواحترمن الجـوزا علينـا التهابهـا
وحمى علينا الرمل و استاقد الحصـاوحمى على روس المبادي هضابهـا
وطلن عذرن من ورانـا و شارفـنعماليـق مطـوي العبايـا ثيابهـا
سقانـي بكـأس الحـب دومنهنـهعندل من البيض العـذارى أطنابهـا
وإلى سرت منا يا سعود بـن راشـدعلى حرتن نسل الجديعـي ضرابهـا
سرها وتلفـي مـن سبيـع قبيلـةكرام اللحا في طوع الأيـدي لبابهـا
فلا بـد مـا نرمـي سبيـع بغـارةعلى جرد الأيدي دروعهـا زهابهـا
وأنـا زبـون الجـاذيـات مهـمـلإلى عزبـوا ذود المصاليـح جابهـا
عليها مـن أولاد المهـادي غلمـهاليا طعنوا ما ثمنـوا فـي أعقابهـا
محا الله عجوزن من سبيع بن عامرمـا علمـت قرانهـا فـي شبابهـا
لها ولدن ما حـاش يومـن غنيمـةسوى كلمتين عجفة تمـزا وجابهـا
يعنونها عسمان الأيدي عن العضـامحا الله دنيا ما خذينـا القضـا بهـا
عيون العدا كم نوخـن مـن قبيلـةلا قـام بـذاخ إلا جاعـر يهابـهـا
وأنا أظـن دار شـد عنهـا مفـرجحقيق يـا دار الخنـا فـي خرابهـا
وأنا أظـن دار نـزل فيهـا مفـرجلا بـد ينبـت زعفرانـن ترابـهـا
فتـى مـا يظـم المـال إلا وداعـةو لو يملك الدنيا جميعـن صخابهـا
رحل جارنا مـا جـاه منـا رزيـةوإن جتنا منه ما جاه منـا عتابهـا
وصلوا علـى سيـد البرايـا محمـدما لعلع الجمـري بعالـي هضابهـا




كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة .. تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة .. وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما..اما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها .. عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها .. ثم أهجم عليها .. يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها ..وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام..وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية




منقول للفائدة

غدى الشر
02-06-2008, 04:33 AM
لاهنت ياولد العم

دبجلي دبجلي
03-06-2008, 09:29 PM
لاهنت ياولد العم
بس ترا المهااااادي فضلي وهذا الشي سامعه من شيبان الجماعه الفضوووول والكثراااان

اخو وضحه الدويجني
05-06-2008, 03:20 AM
مشكور يا المغيري على القصة

راعي المجاهيم
05-06-2008, 05:50 AM
مهمل المهادي من عبيدة من قحطان .. وكان معروفاً في قبيلته .. وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس

الله يبيض وجهك

ولا هنت على النقل المميز

ولا تحرمنا من جديدك



لا كن انه قحطاني هذي فيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أبو عايشه الفضلي
24-12-2008, 09:56 AM
المهادي فضلي والفضول يردون لقحطان ..... اتمنى من ا لادارة تعديل الموضوع وكتابتة مهمل الفضلي ... وبعدين هو أسمه محمد المهادي وبداية القصيدة ..... يقول المهادي والمهادي محمد .... مهمل اول مرة اسمع انه المهادي صار اسمه مهمل ... يالمغيري ياولد العم لا تنقل لنا قصة كاتبها شخص مايعرف شي عن المهادي ناسخها وكاتبها .... تاكد انت من المغيرة يعني لازم تعرف انه المهادي فضلي مو قحطاني .... بس عشان الفضول يردون لقحطان صار اللبس على الكثير وشكرا على الموضوع والقصة

الخياري المغيري
23-05-2009, 10:43 AM
اشكر ابن العم شاشا المغيري
على نقلة القصة والقصيدة
واحببة ان اصحح ما نقلة ابن العم وبالاخص بذكرة نسب المهادي الى عبيدة من قحطان
الصحيح والمتعارفعليه علمياً هو ان المهاديمن قبيلة ال فضل من بني لام الطائية من قحطان ابو العرب العاربة

1ـ ما ذكره المؤرخ/ حمد الجاسر ـ رحمه الله ـ في كتابه ( المعجم الجغرافي ـ شمال المملكة 3/1008 ونصه [وفي غميز الجوع قال محمد المهادي ـ ويقال إنه من الفضول، أو من بني خالد ـ :
وادِيْرْتي من حَدّ تَيْما إلى اللّوَى = = = إَلى حَدّ غَمِيز الْجُوع مَركز هْضَابْهَا
دِيْرٍة لَنَـا مــاهِي بْديْرةٍ لْغَيْرْنَـــا = = = الاَجْنَــاب لَوْحِنَّـــا بْعِيْـــدِ تَهَابْــهَــا
وقال عبد الله المعاشي من أهل فيد يرثي فهد بن سعد آل سعود ـ أمير حائل المتوفي سنة 1392 هـ ( 1972 م ) :
وبكــاه بَــدْو ( شَمَّــر ) جميعهـم = = = وأَهْل القرى من ( جبّة ) لـ (قْفَارّ)
ويبكيه ( غَمِيزَ الْجُوع ) وأجا وسَلْمَى = = = و( رَمَّانَ ) و ( جِلديَّةْ ) معهم ( مَشَارْ )
وغميز الجوع يقع جنوب شرق فيد يرى منه بعيداً ].


2ـ ما ذكره المؤرخ أبو عبد الرحمن بن عقيل في كتابه/ الشعر العامي بلهجة أهل نجد 5/141 ونصه [ ونظير هذه الحكاية حكاية وقعت للمهدي (1) شيخ حرب مع رجل من عنزة وذلك في أوائل القرن الثالث عشر من الهجرة .
(1) بإسكان الميم وفتح الهاء وكسر الدال وفي الآخر ياء مشددة . الدجيلي .
قال أبو عبد الرحمن : لعله مهمل المهادي من الفضول وقصته مع جاره مشهورة ] .


3ـ ما ذكره المؤرخ والراوية منديل الفهيد ـ رحمه الله ـ في كتابه/ من آدابنا الشعبية 4/25 [ قصة المهادي مع جاره مشهورة عند أهل نجد، وهي تروى بصيغ مختلفه، وخلال إشرافي على برنامج من البادية بالإذاعة السعودية دارت مناقشات ومراسلات بيني وبين المستمعين فاستخلصت من ذلك الحوار ما يترجح عندي أنه القصة الصحيحة لحادثة المهادي مع جاره .
والذي تلخص لي أن المهادي من الفضول ( آل فضل ) من قحطان وذو زعامة فيهم ، مساكنهم بلاد الجبلين .
وخطر(1) المهادي ضيفاً عند قبيلة سبيع ونزل عند مفرج السبيعي .
(1) خطر أي صار ضيفاً ] .


4ـ ما ذكره المؤرخ السويداء في كتابه / النكهة الطائية .
5ـ ما نقله المؤرخ/ عيد المدعج السبيعي عن معمر يبلغ من العمر مائة سنة من قبيلة سبيع لا يزال على قيد الحياة من أن المهادي من أهل الشمال.
6ـ وأخيراً ما توصل إليه المؤرخ على شدّاد القحطاني في كتابه/ العقود الفرائد في القصص والقصائد من صحة نسبته لقبيلة الفضول .
بالنسبة هل اسم المهادي مهمل او محمد
فقد اختلف الباحثين ولم يجدوا ما يثبت اسمة الصحيح
حيث ان الاسمين لم يسببوا كسر للقصيد الشاهدة على القصة
فلو قلت
يقول المهادي والمهادي محــمد
وبه عبرةً جمل المــلا مادرابهـا


وجعي بها 00من علةٍ باطنــية
ولايدري الهلباج عــما لجابهـا

او قلت
يقول المهادي والمهادي مهمل
وبه عبرةً جمل المــلا مادرابهـا


وجعي بها 00من علةٍ باطنــية
ولايدري الهلباج عــما لجابهـا


في كلا اللفضين لم ينكسر البيت
وهذا يجعل التاكد من صحة اسمة صعب


تقبلوا مروري وتحياتي
اخوكم / الخياري المغيري

عبدالله سعد المنيف
23-05-2009, 01:56 PM
محمد المهادي , وقيل اسمه : مهمل , من قبيلة الفضـول من بني لام بالإجماع , سواءاً من المؤرخين أو الرواة أو الباحثين ..

ومن الذين جزموا بصحة انتساب المهادي للفضـــول وهم :
1) المؤرخ العلامة / حمد الجاســر .
2) الراوي / منديــل الفهيــد .
3) الراوي / عبد الرحمن المرشدي العنزي ( من أهل حائل ) ..
4) المؤرخ / أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري ..
5) الراوي / فواز الغسلان ..
6) المؤرخ / علي بن شداد الحبابي القحطاني ( باحث ومختص في أنساب وقصص قبيلة قحطان ) ..
7) المؤرخ / زيد السويـدء ..
وهؤلاء هم من اشتهر رأيهم عند عامة القارئين في قصــة المهادي الفضـــلي ..

عداك .. عن موروث بادية الفضول وبني لام , التي يجزم بنسبة المهادي إلى الفضول , محدداً البطن والفخذ ..

وأجمل ما قرأت قي هذا الشأن .. عندما أثبت باحث من قبيلة سبيع في منتدياتهم , بأن المهــادي فضــلي لامي , وبالأدلة والحقائق المذكورة في القصيـــدة ..


_والله أعلم _