المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة قصص البدو الظرفاء(5)


الكثير
19-05-2008, 04:03 AM
مقيط ورشاه!

إن عملية صيد الصقور من أوكارها وهي مازالت فراخا, عملية شاقة وخطرة جدا, فالمعروف أن الصقور تبني أعشاشها في شقوق الجبال, على الواجهات الوعرة على مسافات مرتفعة جدا عن مستوى الأرض, حيث لا يمكن للصيادين صيدها إلا بعد الصعود إلى أماكن أعلى منها, ومن هناك يقوم واحد بربط حبل قوي وطويل حول نفسه ليقوم الاخربانزاله ببطء حتى يصل إلى الوكر ليأخذ الفراخ فيرفعه صاحبه مرةٍ أخرى.

وجرت العادة أن يكون هناك اتفاق سابق بين صيادين على نصيب كل واحد منهما من الصيد, فالفراخ هذه منها (النادر) وهو من أفضل الأنواع, ومن بعده (اللزيز) الذي يليه بالجودة, آخرها (التبع) الذي لا يرغب به أحد.

وحدث أن اتفق اثنان أحدهما أسمه (مقيط) حيث ينزل بالرشا إلى الوكر يدليه صاحبه, ثم يرفعه بعد ذلك.

وقد اشترط صاحبه أن يكون (النادر) من نصيبه و(اللزيز) من نصيب (مقيط) وتم الاتفاق بينهما على هذا الاساس.

فلما نزل (مقيط), وصاحبه يرخي الحبل بحذر, حتى وصل للوكر, فوجد النادر فأعجبه, ثم زين له الطمع وقلة العقل أن يتمرد على الاتفاق, فصاح بصاحبه: إن (النادر) لي و(اللزيز) لك.
فقال صاحبه: لكن هذا عكس ما اتفقنا عليه.
فأصر (مقيط) على رأيه وصاحبه يحاول أن يثنيه عن هذا الرأي, وقد غاب عن (مقيط) أن موقفه ضعيف وهو على هذه الحال, بل هو محرج للغاية, حيث إن صاحبه لما طال الجدال ويئس منه قال:
((يا مقيط .. هاك رشاك))
فهوى (مقيط) ورشاه من علو شاهق فتمزق أشلاء!

وذهبت عبارة (مقيط ورشاه) مثلا شائعاً بين الناس لمن يريد الفائدة أو الخير فيعود بالخسران أو الشر.





* : البدو الظرفاء (مواقف طريفة من واقع الحياة) الجزء الأول/ بدر الحمد / الطبعة الأولى2003

الفجر الكثيري الجديد
21-06-2008, 11:53 PM
## صج لا قالوا من طمع طبع .. مشكور ع النقل ##

الحر الاشقر
31-05-2009, 04:29 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .