المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة الصحابي الجليل زيد الخيل بن مهلهل النبهاني الطائي


م/ عبدالله بن حمد الكثيري
02-01-2008, 09:13 PM
زيد الخيل الطائي (*)
رضي الله عنه

هو زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا ، ورضا صنم كان لطيء ، ابن المختلس بن ثور بن عدي بن كنانة بن مالك بن نابل بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن جلهمة ، وهو طيء ، سمي بذلك لأنه كان يطوي المناهل في غزواته ، ابن أدد بن مذحج بن زيد بن يشجب الأصغر بن عريب بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وأم طيء مدلة بنت ذي منحسان بن عريب بن الغوث بن زهير بن وائل بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
ومدلة هذه هي مذحج وهو لقبها ، وهي أم مالك بن أدد ، وكانت مدلة عند أدد أيضا فولدت له الأشعر واسمه نبت ومرة ابني أدد ، وكان زيد الخيل فارساً مغواراً مظفراً بعيد الصوت في الجاهلية وأدرك الإسلام ، ووفد إلى النبي (صلى ) ولقيه فسر به وقرظه وسماه زيد الخير ، وهو شاعر مقل مخضرم ، معدود في الشعراء الفرسان وإنما كان يقول الشعر في غاراته ومفاخراته ومغازيه وأياديه عند من مر عليه وأحسن في قراه إليه ، وإنما سمي زيد الخيل لكثرة خيله وأنه لم يكن لأحد من قومه ولا لكثير من العرب إلا الفرس والفرسان ، وكانت له خيل كثيرة منها المسماة المعروفة التي ذكرها في شعره وهي ستة : الهطال ، والكميت ، والورد ، وكامل ، ودؤول ، ولاحق .
قال يصف أفراسه :
وفي الهطال يقول :
أقرب مربط الهطال إني أرى حرباً ستلقح عن حيال
وفي الورد يقول :
أبت عادة للورد أن يكره القنا وحاجة نفسي في نمير وعامر
وفي دؤول يقول :
فأقسم لا يفارقني دؤول أجول به إذا كثر الضراب
وكان لزيد الخيل ثلاثة بنين كلهم يقول الشعر ، وهم عروة وحريث ومهلهل (1) .
قدوم زيد الخيل إلى النبي (صلى ) :
وفد زيد الخيل بن مهلهل على الرسول (صلى ) ومعه وزر بن سدوس النبهاني وقبيصة بن الأسود بن عامر بن جوين الجرمي ، ومالك بن جبير المعنى وقعين بن خالد الطريفي ، في عدة من طيء ، فأناخوا ركابهم بباب المسجد ، ودخلوا ، ورسول الله (صلى ) يخطب الناس ، فلما رآهم قال : إني خير لكم من العزى ومما حازت ومناع (2) من كل ضار غير يفاع ، ومن الجبل الأسود الذي تعبدونه من دون الله عز وجل .
فقام زيد وكان من أجمل الرجال وأتمهم ، وكان يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان الأرض كأنه على حمار ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله .
قال : ومن أنت ؟
قال : أنا زيد الخيل بن مهلهل .
فقال رسول الله : بل أنت زيد الخير ، وقال : الحمد لله الذي جاء بك من سهلك وجبلك ، ورقق قلبك على الإسلام يا زيد ، ما وصف لي رجل قط فرأيته إلا كان دون ما وصف به إلا أنت فإنك فوق ما قيل فيك .
فلما ولى ، قال النبي (صلى) : أي رجل إن سلم من آطام المدينة : فأخذته الحمى فأنشأ يقول :
أنخت بآطام المدينة أربعاً وخمساً يغني فوقها الليل طائر
شددت عليها رحلها وشليلها من الدرس والشعراء والبطن ضامر (1)
فمكث سبعاً ثم اشتدت الحمى به ، فخرج فقال لأصحابه : جنبوني بلاد قيس فقد كانت بيننا حماسات في الجاهلية ، ولا والله لا أقاتل مسلماً حتى ألقى الله ، فنزل بماء لحي من طيء يقال له فردة ، واشتدت به الحمى فأنشأ يقول :
أمرتحلٌ صحبي المشارق غدوة وأترك في بيت بفردة منجد
سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد (2)
هنالك لو أني مرضت لعادني عوائد من لم يشف منهن يجهد
فليت اللواتي عدنني لم يعدنني وليت اللواتي غبن عني عودي (3)
وفي رواية ثانية :أقبل زيد الخيل الطائي حتى أتى النبي  وكان زيد رجلاً جسيماً طويلاً جميلاً : فقال له النبي  : من أنت ؟
قال : أنا زيد الخيل .


فقال :" بل أنت زيد الخير ، أما إني لم أخبر عن رجل خبراً إلا وجدته دون ما أخبرت به عنه غيرك ، فأنت فوق ما وصف لي " .


النبي  وعمر وزيد رضي الله عنهما (1):
دخل زيد على رسول الله  وعنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال عمر لزيد : أخبرنا يا أبا مكنف عن طيء وملوكها ونجدتها وأصحاب مرابعها (2) .

فقال زيد : " في كلٍ يا عمر نجدةٌ وبأسٌ وسيادة ، ولكل رجل من حيه مرباع ، أما بنو حية فملوكنا وملوك غيرنا ، وهم القداميس (3) القادة ، والحماة الذادة ، والأنجاد السادة ، أعظمنا خميساً (4) ، وأكرمنا رئيساً ، وأجملنا مجالس ، وأنجدنا فوارس " .
فقال عمر : رضي الله عنه : " ما تركت لمن بقي من طيء شيئاً " .
فقال : "بلى والله ، أما بنو ثعل وبنو نبهان وجرم فهم فوارس العدوة
وطلاعوا نجوة (1) ، ولا تحل لهم حبوة ، ولا تراع لهم ندوة ، ولا تدرك لهم نبوة ، عمود البلاد ، وحية كل واد ، وأهل الأسل (2) الحداد ، والخيل الجياد والطارف والتلاد ، وأما بنو جديلة فأسهلنا قراراً ، وأعظمنا أخطاراً، وأطلبنا للأوتار ، وأحمانا للذمار ، وأطعمنا للجار " .
فقال له عمر : سم لنا هؤلاء الملوك .
قال : نعم ،عفير المجير على الملوك ، وعمرو المفاخر ، ويزيد شارب الدماء والغمر ذو الجود ومجير الجراد وسراج كل ظلام ولامة (3) ، وملحم بن حنظلة هؤلاء كلهم من بني حية .
وأما حاتم بن عبد الله الثعلى الجواد بلا مجار ، والسمح بلا مبار ، والليث الضرغامة ، قراع كل هامة ، جوده في الناس علامة ، لا يقر على ظلامة ، فاعترض رجل من بني ثعل لما مدح زيد حاتماً فقال : ومنا زيد بن مهلهل النبهاني ، سيد قومه ورئيس الشيب والشبان وسم الفرسان ، وآفة الأقران ، والمهيب بكل مكان ، أسرع إلى الإيمان وآمن بالفرقان ، رئيس قومه في الجاهلية ، وقائدهم إلى أعدائهم ، على شحط المزار ، وطموس الآثار ، وفي الإسلام رائدنا إلى رسول الله  ومجيبه من غير تلعثم ولا تلبث ، ومنا زيد بن سدوس النبهاني عصمة الجيران ، والغيق بكل أوان ، ومضرم النيران ، ومطعم الندمان ، وفخر كل يمان ، ومنا الأسد الرهيص ، ومضرم النيران ، ومطعم الندمان ، وفخر كل يمان ، ومنا الأسد الرهيص ، سيد بني جديلة ومدوخ كل قبيلة ، قاتل عنترة فارس بني عبس ومكشف كل لبس .
فقال عمر لزيد الخيل : لله درك يا أبا مكنف فلو لم يكن لطيء غيرك وغير عدي بن حاتم لقهرت بكما العرب .

غزوات زيد الخيل في الجاهلية :
من غزواته أن زيد الخيل بن مهلهل جمع طيئاً وأخلاطاً لهم وجموعاً من شذاذ العرب فغزا بهم بني عامر ومن جاورهم من قبائل العرب من قيس ، وسار إليهم فصبحهم مع طلوع الشمس فنذروا (1) به وفزعوا إلى الخيل وركبوها وكان أول من نذر بهم فلقي جمعهم غني بن أعصر وإخوتهم الحارث وهم الطفاوة واسمه مالك بن سعد بن قيس بن عيلان ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، ثم انهزمت بنو عامر فاستحر القتل بغني وفيهم يومئذ فرسان وشعراء ، فملأت أيديهم طيء من غنائمهم ، وأسر زيد الخيل يومئذ الحطيئة الشاعر فجز ناصيته وأطلقه ، ثم إن غنياً تجمعت بعد ذلك مع لف من بني عامر فغزوا طيئاً في أرضهم فغنموا وقتلوا وأدركوا ثأرهم منهم .
وقد كان زيد الخيل قال في وقعته لبني عامر قصيدته التي يقول فيها :

وخيبة من يخيب على غنى وباهلة بن أعصر والكلاب (1)
ومن شعره في غزوه لنبي أسد وعلى بني الصيداء منهم فيقول :
ضجت بنو الصيداء من حربنا والحرب من تحلل به يضجر
بتنا نزجي نحوهم ضمراً معروفة الأنساب من منسر
حتى صبحناهم بها غدوة نقتلهم قسراً على الضمر
يدعون بالويل وقد مسهم منا غداة الشعب ذي الهيشر (2)
ضرب يزيل الهام ذو مصدق يعلو على البيضة والمغفر (3)
وفاته :
بعد أن انتهى من مقابلة النبي (صلى) وكتب معه الرسول (صلى ) لبني نبهان بفيد كتاباً مفرداً ، وقال له : أنت زيد الخير ، فمكث بالقروة سبعة أيام ثم مات ، فأقام عليه قبيصة بن الأسود المناحة سبعاً ، ثم بعث راحلته ورحله وفيه كتاب رسول (صلى ) ، فلما نظرت امرأته وكانت على الشرك إلى الراحلة ليس عليها زيد ضربتها بالنار وقالت :
ألا إنما زيد لكل عظيمة إذا أقبلت أوب الجراد رعالها (4)
لقاهم فما طابت يداه بضربهم ولا طعنهم حتى تولى سجالها (5)
ويروى : أن رسول الله ( صلى) لما بلغه ضرب امرأة زيد الراحلة بالنار واحتراق الكتاب قال : بؤسا بني نبهان (1) .
وقال زيد الطائي (2) يفخر :
جلبنا الخيل من أجأ وسلمى تخب نزائعا خبب الركاب
جلبنا كل طرف أعوجي وسلهبة كخافية الغراب
نسوف للحزام بمرفقيها شنون الصلب صماء الكعاب
وجاء في أسد الغابة : ولما انصرف من عند النبي ( صلى ) أخذته الحمى فلما وصل إلى أهله مات ، وقيل بل توفي في خلافة عمر بن الخطاب ، وكان في جاهليته قد أسر عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه ، وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة لأن كعباً اتهمه بأخذ فرس (3) له .

الكثرنجي
02-01-2008, 09:34 PM
شكرا ابن العم عبدالله ترجمة وافية يعطيك العافية

الخالد
02-01-2008, 10:23 PM
الله يجزاك خير دايم مواضعك قيمه

الكثير
03-01-2008, 10:21 AM
بارك الله فيك وماقصرت وتسلم على الترجمه الوافيه...

مسكاوي
03-01-2008, 12:07 PM
يعطيك ألـــ 0 0 0 1 ــــف عافية وما قصرت على الترجمة والإبداع


ولك خالص تحيتيــ،،،

منيف فايز الدواجنه
28-07-2008, 10:17 PM
يعطيك العافيه