المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضي بنت وهطان الكثيري ودورها السياسي


رحال
25-12-2007, 04:25 PM
هذا الموضوع نشر في جريده الرياض

الجمعة 10 رجب 1427هـ - 4 أغسطس 2006م - العدد 13920


عودة الى تاريخ وحضارة


موضي بنت وهطان الكثيري والدور السياسي للمرأة السعودية



نورة محمد الناصر
يثار بين الحين والآخر دور المرأة السعودية، وغيابها عن الحياة العامة، ويكتب من يكتب في هذا الموضوع منطلقاً من عموميات، أو بالأصح انطباعات، لا يستطيع دعمها من خلال معطيات الواقع، الذي عند النظر إليه بنظرة حيادية، يثبت عكس هذا الحديث أو الانطباع، ويؤكد أن المرأة السعودية لعبت، وما زالت تلعب أدواراً في الكثير من مختلف مجالات الحياة العامة، السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والاجتماعية وغيرها، وأن هذا الأمر لا يقتصر على التاريخ الحديث للدولة السعودية، بل إنه يعود إلى بداية نشأة الدولة السعودية الأولى، على يد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - وقد كان هذا ما أشار إليه الأستاذ عبدالله بن علي بن محمد العسكر، في صفحة «تاريخ وحضارة» ومن هذه الجريدة في عددها رقم 13892 الصادر يوم 11/6/1427ه، حيث تطرق للدور الذي لعبته موضي بنت وهطان الكثيري، زوجة الإمام محمد بن سعود، في الاتفاق الذي حصل بين الإمام محمد بن سعود وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله -.
ولأن ما كتبه الأستاذ عبدالله جاء عاماً ومجملاً، رغم أهميته في توثيق دور المرأة السعودية، إلا أن الإضافة إلى ما ذكره الأستاذ عبدالله قد تكون مهمة، لايضاح دور تلك المرأة، والذي فيه ايضاح لدور المرأة السعودية إجمالاً، في بناء وطنها منذ قيام الدعوة المباركة في هذه البلاد. وفي هذا الصدد فإن الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي، أستاذة التاريخ المعروفة، تذكر في مقالة لها في جريدة الجزيرة العدد 8418، الصادر يوم الاثنين 22/5/1416ه، وهو ما أشارت إليه أيضاً في كتابها التوثيقي عن المرأة السعودية الذي أصدرته دارة الملك عبدالعزيز ضمن عدد من الإصدارات، بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس هذا الكيان المبارك، والذي أفردت فيه صفحات الحديث عن موضي، ذكرت فيه مكانتها العلمية والدينية، وموقعها لدى زوجها الإمام محمد بن سعود، وأشارت كذلك إلى أن موضي هذه هي والدة الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود. تقول الدكتورة دلال في مقالتها «منذ زمن زرقاء اليمامة، واليمامة ولود منجبة لنساء صنعن مجداً وفضلاً وإنجازاً، ومن أعماق التاريخ تقفز إلى الذهن وتستقر في المخيلة، «موضي بنت أبي وهطان من آل كثير» سيرة ناصعة بالحكمة والمعرفة ومسؤوليات الموقع، وتتراءى بموقفها السياسي أمام كل من يتعرض لتاريخ الدولة السعودية الأولى في مرحلة التأسيس. وهنا أدعو لابن بشر بالرحمة (مثلما فعل شيخنا حمد الجاسر) فقد كان الوحيد الذي تحدث عن هذه السيدة الفاضلة في إشارة موجزة، حملت مع اختصارها وإيجازها صورة رائعة لموقفها من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومن الشيخ نفسه حين قدومه إلى الدرعية، وكانت هي وراء تحالف زوجها الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية مع الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب، وبهذا التحالف قامت أقوى دولة في شبه الجزيرة العربية، بها تغير التاريخ والواقع والمعاش.

وكان حديث ابن بشر عن موضي بعد خروج الشيخ محمد بن عبدالوهاب من العيينة إلى الدرعية، وعندما وصل إلى الأخيرة نزل عند عبدالله بن عبدالرحمن ابن سويلم وابن عمه حمد بن سويلم، فلما دخل على ابن سويلم ضاقت عليه داره خوفاً على نفسه من محمد بن سعود فوعظه الشيخ وسكن جأشه، وقال: سيجعل الله لنا ولكم فرجاً ومخرجاً، فعلم به خصائص من أهل الدرعية فزاروه خفية، فقرر لهم التوحيد فأرادوا أن يخبروا محمد بن سعود ويشيروا عليه بنزوله عنده ونصرته فهابوه، واتوا إلى زوجته وأخيه ثنيان الضرير، وكانت المرأة ذات عقل ودين ومعرفة. فأخبروهما بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به وينهى عنه فوقر في قلوبهما معرفة التوحيد، وقذف الله في قلوبهما محبة الشيخ، فلما دخل محمد بن سعود على زوجته أخبرته بمكان الشيخ وقالت له: إن هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتنم ما خصك الله به فقبل قولها». وقبل محمد بن سعود قول موضي، ثم كان ما كان من أمر الاتفاق بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكان الشيخ بدعوته فأل خير على محمد بن سعود الذي ناصر الدعوة صادقاً فنصره الله ودعم مكانته ونفوذه».

وتضيف الدكتورة دلال في نفس المقالة انه «بالرغم من أن من الباحثين من ينقض رواية ابن بشر ويفند دور موضي، بل ويلغيه تماماً، إلا أننا لسنا في الموقع الذي يتيح لنا الدخول في جدل بحثي معهم، ولكن ما يعنينا إذا ما اختلفنا معهم فهو التأييد لما قدمه ابن بشر، وأما إذا ما اتفقنا معهم فالتساؤل الذي يفرض نفسه - من ضمن التساؤلات العدة - لماذا ذكرها ابن بشر وهو ابن تلك الفترة الزمنية التي لا تتعرض لذكر النساء إلا عرضاً وعند الضرورة فالتاريخ للرجل وكذا الموقف، وسير المرأة لا تكون إلا لمن تفرض وجوداً لحياة، الأمر الذي يجعلنا نستنتج بأن موضي تجاوزت الاعتيادية في حياتها، وبخلاف الموقف السابق هناك أمر آخر أكده ابن بشر وهو «العقل والدين والمعرفة». ولقد مارست موضي دورها وتحملت مسؤولية ما ينتج عن ذلك كونها زوجة أمير المنطقة باستخدام عقلها الذي هو هبة من الله، وبه وسعت إلى تعميق معرفتها الدينية واشتعلت جذوة العلم في نفسها فكانت المعرفة، فغدت ذات شهرة ومكانة، وبهذه الدعائم الثلاث «العقل والدين والمعرفة» احتلت مكانة في قلب مجتمعها وزوجها، فلولا هذه المكانة لما قصدها بعض رجالات الدرعية ليخبروها بأمر الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولولا مكانتها في نفس زوجها لما استجاب لها. ولو لا ما سبق باجمعه لما ذكرها ابن بشر تخليداً في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد».

إن ما ذكره الأستاذ عبدالله العسكر وكذلك الدكتورة دلال الحربي يؤكد مكانة هذه المرأة ودورها في ذلك اللقاء الشهير الذي تم بين الإمامين، وهو تأكيد على حضور المرأة السعودية في كافة مناحي الحياة، منذ الدولة السعودية الأولى، وحتى عصرنا الحاضر.

رحال
25-12-2007, 04:39 PM
ابنا العم من يزور الدرعيه القديمه سوف

يشاهد قصر مكتوب عليه قصر موضي بنت وهطان ال كثيري زوجة

الامام محمد بن سعود _ رحمه الله

واسم والدها كما سمعت هو سلطان ال عساف ال كثيري ولقبه وهطان
قال العلاّمة المؤرخ ابن لعبون

«انّ آل كثير من بني لام الذين منهم الملوك الشهيرة والبطون الكثيرة»

أما الأميرة موضي بنت أبي وهطان الكثيري من بني لام من طيء فهي زوجة الإمام محمد بن سعود، وأم أولاده عبدالعزيز وسعود وعبدالله وفيصل وصاحبة الموقف العظيم والمجد المؤثل في نصرة الدعوة السلفية وإيواء العالم الحبر الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - مجدد ما اندرس من معالم الشريعة المحمدية والملة الحنيفية ومحطم المظاهر الشركية. قَصّر المؤرخون في إعطاء هذه المرأة حقها من الذكر، ونحن نحاول أن نوفيها شيئاً يسيراً من حقها في هذه الأسطر التي شحَّ المؤرخون [/size][/align][/font]

الخالد
25-12-2007, 09:34 PM
ابنا العم من يزور الدرعيه القديمه سوف

يشاهد قصر مكتوب عليه قصر موضي بنت وهطان ال كثيري زوجة

ياليت احد يجيبلنا الصورة :)


مشكور رحال

رحال
26-12-2007, 12:44 AM
مشكور اخوي اصيل وياليت تنسخ توقيعك وتوزعه علي كل الاعضاء

الكثير
28-12-2007, 09:58 AM
تسلم يارحال على هالموضوع المعلومات القيمه الى مانستغنى عنها...

الله يرحمها برحمه ويغفرها..

سمعنا عنها الكثير واصبحت يطلقون عليها(خديجه الدعوه) من المعلومات الجديده اسم القصر انا قبل كم اسبوع مريت

عنده بسكان الوقت بالليل ان شاءالله لى زياره للرياض وصور القصر :)


جهودك مميزه يابن العم.. ولا خلا ولا عدم...

رحال
28-12-2007, 01:35 PM
يامرحبا بك يابوخالد بالرياض وترا ما نسمح لك لازم تعطينا خبر

سلطان علي الكثيري
28-12-2007, 11:36 PM
مشكور وماقصرت ونبي من اهل الرياض يصورون لنا القصر اللي بالدرعية على وجه السرعه












لااااااااااااام6

ريح المسك
29-12-2007, 11:35 PM
يعطيك العافية على النقل

وتقبل مروري ..

اخو وضحه الدويجني
02-01-2008, 11:40 PM
الصراحه استحقت لقب خديجة الدعوة السلفية بجدارة

جاسر
03-01-2008, 03:24 PM
الصراحة مقصرين بحق تاريخنا

&(أسامه)&
15-01-2008, 11:04 AM
اخوي رحال يعطيك العافيه ليتك ذكرت المصدر الي نقلت منه هالكلا م
على الموضوع والا خ العسكر لديه بعض الاخطاء ورد عليه والدي م.والمؤرخ والكاتب الصحفي/ عبد الله بن حمد الكثيري بنفس الجريده وهو من اطلق عليها لقب خديجة الدعوة السلفيه وحاولت اني اظيف الرابط لكن للاسف ماعرفت ولكن سا اذكر ماقاله والدي مفصلاً:ـ

<<خديجة الدعوة السلفيه>>موضي بنت أبي وهطان الكثيري اللامي الطائي




م .عبداللّه بن حمد بن سعد الكثيري
سعادة المشرف على صفحة تاريخ وحضارة بجريدة «الرياض» - الموقر
إشارة إلى ما نشره الأستاذ الباحث /عبدالله بن علي بن محمد العسكر في صفحتكم يوم الجمعة الماضي 11جمادى الآخرة في العدد13892 حول موضي بنت أبوهطان الكثيري نود نشر تعقيبنا هذا على مقال الأستاذ الفاضل: ففي البداية باسم جميع آل كثير (الكثران بني لام) أشكر جريدة الرياض والأخ المشرف على الصفحة وكذلك الأستاذ عبدالله بن علي العسكر على وفائه لهذه المرأة الفاضلة ونشره لهذا المقال حولها، ونظراً لأنها لم تأخذ حظها من المؤرخين المعاصرين أحببت التعقيب على مقال الأخ عبدالله بحكم بحثي المتعمق واطلاعي الواسع على تاريخ أسرتي التي تنتمي لها الأميرة موضي الكثيري وكذلك على تاريخ بني لام وقبيلة طيء. علماً بأن تعقيبي هذا إضافة لا تقدح في جهد الكاتب المتميز وهو صاحب جهود مشكورة في مجال تاريخ نجد، فأقول:

((ذكر الكاتب نسب بني لام نقلاً عن الجمهرة لابن حزم وبالرجوع إليها وإلى المعتمد عند أهل النسب وهو أقدم ما ألف في أنساب العرب كتاب النسب الكبير لابن الكلبي نجد ابن حزم يذكر بني لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء بن أدد وذكر أن بني خارجة ابن سعد يقال لبنيه بني جديلة نسبة إلى أمهم، ويذكر ابن الكلبي في النسب الكبير أنهم غلبت عليهم نسبتهم إلى أمهم جديلة بنت سبيع من حمير وأنهم أهل السهل من بلاد الجبلين. فلعل هناك خطأ مطبعي في الجريدة حين ذكر عمر بدلاً من عمرو وهو الصحيح، وكذلك خارجة بن جديلة بن سعد بن فطرة فالصحيح خارجة بن سعد بن فطرة وأمه جديلة غلبت على ذريته فهم بنو جديلة وهذه غير جديلة أسد بن ربيعة العدنانية.

قال العلاّمة المؤرخ ابن لعبون(1):

«انّ آل كثير من بني لام الذين منهم الملوك الشهيرة والبطون الكثيرة»

أما الأميرة موضي بنت أبي وهطان الكثيري من بني لام من طيء فهي زوجة الإمام محمد بن سعود، وأم أولاده عبدالعزيز وسعود وعبدالله وفيصل وصاحبة الموقف العظيم والمجد المؤثل في نصرة الدعوة السلفية وإيواء العالم الحبر الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - مجدد ما اندرس من معالم الشريعة المحمدية والملة الحنيفية ومحطم المظاهر الشركية. قَصّر المؤرخون في إعطاء هذه المرأة حقها من الذكر، ونحن نحاول أن نوفيها شيئاً يسيراً من حقها في هذه الأسطر التي شحَّ المؤرخون بذكر أخبارها فيما بعد:

قال مؤرخ نجد الشهير الشيخ عثمان بن بشر في كتابه «عنوان المجد في تاريخ نجد» (1/41) في حوادث سنة1157ه وذلك بعد أن ذكر تهديد سليمان بن محمد بن عريعر الخالدي رئيس الأحساء لابن معمر أمير العيينة وإخراج ابن معمر للإمام محمد بن عبدالوهاب إلى الدرعية حيث طلب الشيخ محمد بن عبدالوهاب. وأمر ابن معمر فارساً عنده بحراسة الشيخ إلى الدرعية وهو الفُرَيد الظفيري اللامي ومعه خيالة منهم طوالة الحمراني قال ابن بشر: «فلما وصل الشيخ إلى بلد الدرعية نزل عند عبدالله بن عبدالرحمن بن سويلم وابن عمه حمد بن سويلم، فلما دخل على ابن سويلم ضاقت عليه داره خوفاً على نفسه من محمد بن سعود فوعظه الشيخ وسكّن جأشه وقال: سيجعل الله لنا ولكم فرجاً ومخرجاً فعلم به خصائص من أهل الدرعية فزاروه خفية فقرّر لهم التوحيد فأرادوا أن يخبروا محمد بن سعود ويشيروا عليه بنزوله عنده، ونصرته فهابوه، وأتوا إلى زوجته - قال المحقق عبدالرحمن آل الشيخ في الحاشية موضي بنت أبو وطبان من آل كثير من بني لام - وأخيه الضرير ثنيان، وكانت المرأة ذات عقل ودين ومعرفة. فأخبروهم بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به وينهي عنه، فوقر في قلوبهم معرفة التوحيد وقذف الله في قلوبهم محبة الشيخ، فلما دخل محمد بن سعود على زوجته أخبرته بمكان الشيخ وقالت له: إنّ هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتنم ما خَصّك الله به، فقبل قولها ثم دخل عليه أخوه ثنيان وأخوه مشاري وأشاروا عليه بمساعدته ونصرته، فقذف الله في قلب محمد محبة الشيخ ومحبة ما دعا إليه، فأراد أن يرسل إليه، فقالوا: لو تسيُر إليه برجلك، وتظهر تعظيمه وتوقيره، ليسلم من أذى الناس ويعلمون أنه عندك مكرم فسار إليه محمد بن سعود، ودخل عليه في بيت ابن سويلم فرحب به وقال: أبشر ببلاد خير من بلادك وبالعز والمنعة،.. » إلخ.

ثم ذكر ابن بشر البيعة بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والأمير محمد بن سعود على كلمة التوحيد ونصرتها.

وايم الله إنّ ما قامت به هذه المرأة لحريُّ أن يكتب بأحرفٍ من نور فلقد عجزت الرجال عن مثل عزمها وقصرت آراء الحكماء عن رأيها، ولم ترض لزوجها وبنيها بالعافية والسلامة مع الذل وأشارت عليهم بمعترك المنايا الذي فيه نصرة الدين وعز الدنيا والآخرة، فرحمها الله رحمة واسعة وجزاها عن منافحتها عن السنة المطهرة خير الجزاء ولله دَرُّ من أنجبها.

منالُ العلا بالمرهفات القواضب وسمر العوالي والعتاق الشوازبِ

وضربٌ يَزُلُّ الهام عن كل ماجدٍ على الهول مقدامٍ كريم المناسبِ

وقد ورد اسمها في بعض نسخ عنوان المجد موضي بنت أبو وطبان وفي تاريخ نجد للألوسي موضي بنت أبو وحطان ولعل ذلك خطأ مطبعي لتشابه حرفي الهاء والحاء ولكن الصحيح ما اختاره مؤرخ اليمامة الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس(2) في كتابه تاريخ اليمامة 6/87:.. «لقد سار الشيخ محمد من العيينة في حماية رجال ابن معمر فحلَّ ضيفاً على بيت محمد بن سويلم العريني وزاره فيه بعض أنصاره وأعوانه، واقتضى نظرهم أن يوسِّطوا المرأة الكريمة موضي بنت أبي وهطان - من آل كثير زوجة الأمير محمد - وكانت ذات عقل وبعد نظر، فذهبوا إليها وأخبروها بمكانة الشيخ وسمو قدره وسلامة ما يدعو إليه.. فوقر في قلبها من أول وهلة محبة الشيخ وما يدعوا إليه...

ففاتحت زوجها الأمير محمد في الأمر وقالت له إنّ هذا خيرٌ ساقه الله إليك وقد حَلَّ ضيفاً عندك فأكرِمْه وعظِّمْه واستجب لما يدعو إليه، فشرح الله صدر الأمير محمد بن سعود لذلك واستجاب بدون تردد وذهب إليه بنفسه في بيت ابن سويلم فسلم عليه وقابله مقابلة حسنة وقال له: أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعز والتمكين..»

وقد أطلق عليها لقب «الخديجة» الأستاذ أمين الريحاني في كتابه «تاريخ نجد الحديث» الذي ألفه للملك عبدالعزيز وقرأه عليه وبعضه مأخوذ عن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فقد كان الملك عبدالعزيز كما قال عنه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في مقابلة له مع جريدة الشرق الأوسط: «لقد كان الملك عبدالعزيز أقرب إلى رتبة العلماء». أما تشبيه الريحاني للأميرة موضى الكثيري في موقفها بموقف أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - في تثبيت رسول الله (وتطمينه بأنه على الحق وأنّ الله لن يخذله وسينصره فهو للتقريب لا للمساواة، وإلاّ فأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها لها قصب السبق على كل امرأه فقد سبقت من قبلها وأتعبت من بعدها فهي ممن أرسى قواعد الإسلام رضي الله عنها وأرضاها، فأنى لأحد أن يدركها.

يقول الريحاني (40):

«رحل المصلح إلى الدرعية فكانت الهجرة الثالثة وهو في الثانية والأربعين من سنه. وقد نزل هناك ضيفاً على أحد تلاميذه أحمد بن سويلم، فتهافت عليه الأنصار وبالغوا في إكرامه - ثم ذكر الريحاني أن محمد بن سعود تردد في مقابلة الشيخ والصحيح ما ذكره ابن بشر وابن خميس أن أنصار الشيخ وسطوا زوجته وأشار عليه أخواه ثنيان ومشاري بنصرته - قال الريحاني «وكانت زوجته موضي بنت أبي وهطان من آل كثير من النساء العاقلات النبيهات، فأخبراها - يعني ثنيان ومشاري بن سعود - بما يدعو الشيخ إليه وبما ينهى عنه، فارتاحت إلى ذلك ووعدتهما خيراً. وهذا ما يدل على ما للمرأة حتى داخل الحريم ووراء الحجاب من التأثير الطيب اللهم إذا كانت عاقلة، وعالمة بشؤون الأمة. قالت هذه «الخديجة» الفاضلة لأميرها ابن سعود: إن هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتنم ما خصّك الله به. فقبل قولها»..

وقال العلامة الآلوسي(3) في «تاريخ نجد» ص 159:

بعد أن ذكر القصة كما سبق: «فالتجأ إلى أخويه مشاري، وثنيان ولدي سعود، وزوجته موضي بنت أبي وهطان من آل كثير وكانت ذات عقل وفهم فأخبروها بحال الشيخ وصفته من الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقذف الله تعالى محبة الشيخ في قلبها فأخبرت زوجها محمد بن سعود بحاله وقالت له: إن هذا الرجل أتى إليك وهو غنيمة ساقها الله تعالى إليك، فأكرمه وعظمه واغتنم نصرته: فقبل قولها..» إلى آخر القصة.

* وكذلك ذكر القصة مشيداً بدور الأميرة موضي الكثيري الدكتور عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم في كتابه تاريخ الدولة السعودية الأولى ص 58.

* وصاحب كتاب آل سعود - لأحمد علي - ص 20: الذي أشاد بموقف الأميرة موضي الكثيري ايضاً.

*وكذلك نص على موقف الأميرة موضي الكثيري المؤرخ الكبير الشيخ إبراهيم بن صبغة الله الحيدري البغدادي المتوفى عام 1302ه في كتابه «عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد» في ص 235، ط دار الحكمة، وأشاد رحمه الله بموقفها.

* هذا إضافةً إلى المؤرخين كابن بشر وابن خميس وآل الشيخ وابن بسام وابن سحمان وغيرهم كثير......

وموضي بنت أبي وهطان الكثيري زوجة الإمام محمد بن سعود هي أم أبنائه:

يقول ابن بشر (2/298): «وأما محمد بن سعود فخلف عدة أولاد منهم فيصل وسعود اللذان قتلا في حرب ابن دواس سنة ستين وماية وألف، ومنهم الاثنان الشجاعان اللذان نصر الله بهما الإسلام وبعقبهما وهما عبدالعزيز وعبدالله، ولازالت الولاية في صالح عقبهما إلى انتهاء الزمان» ويقول قبل ذلك (1/18): «عبدالله بن محمد بن سعود الذي آزر أخاه عبدالعزيز وقاتل معه أشد القتال وصار قايداً للفرسان والأبطال ثم ابنه الإمام الشجاع تركي بن عبدالله الذي أطفأ الله به الفتنة بعد اشتعال ضرامها..»، ولايخفى عليك أن مجيء الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الدرعية كان عام 1157ه ومقتل فيصل وسعود وهما فارسان يقاتلان على الخيل بعدها بثلاث سنوات، وذكر عبدالرحمن آل الشيخ محقق كتاب ابن بشر بأن فيصل هذا أنجب ابناً اسمه هذلول وانقرضت ذريته(4) مما يدل على أنهما وكذلك عبدالعزيز هم أبناء موضي الكثيري، فقد كان عمر عبدالعزيز حين مجيء الشيخ محمد إلى الدرعية خمسة وعشرين عاماً وكان يقود الغزو، ولم يكن الإمام محمد بن سعود قد تزوج بابنة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وإلا كان قصدها بدل ذهابه إلى أحد تلاميذه وهو ابن سويلم، ولما احتاج إلى توسط زوجة الامير محمد وقتها وهي موضي الكثيري.

يقول مؤرخ اليمامة الشيخ عبدالله بن خميس في تاريخ اليمامة(6/72):

«محمد بن سعود له من الذكور أربعة هم: فيصل وسعود وقد استشهدا في حياته في الغارة التي قام بها دهام بن دواس على أطراف الدرعية سنة1160ه، وله أيضاً الإمام عبدالعزيز، والإمام عبدالله، وله زوجتان هما: موضي بنت أبي وهطان من آل كثير، وابنة الإمام محمد بن عبدالوهاب». ويقول بعدها (6/181): «عبدالعزيز بن محمد بن سعود ولد بالدرعية سنة 1133ه وتولى الحكم بعد أبيه عام 1179ه وكان سنه حينما قدم الشيخ الدرعية 25سنة وكان ساعد والده الأيمن وأمينه وقائده الموفق، وجل الغزوات التي تمت في عصر والده بقيادته».

بذلك يتضح لك مدى تضحية الأميرة موضي بزوجها وأبنائها في سبيل نصرة الدعوة السلفية التي كانت ولا تزال مصدر قوة وعزة هذه البلاد وبها دفع الله عنها غاشيات الحروب وعوادي الفتن ومكائد الأعداء ولن تزال في عز ورغد مادامت متمسكة بحبل الله المتين وسائرة على صراطه المستقيم.

هنا أود أن أوضح أن أحداً من المؤرخين لم يذكر أن والد موضي هو سلطان آل عساف من آل كثير بل ذكروا لقبه وهو أبو وهطان من آل كثير من بني لام، وقد اعتمد الأخ عبدالله بن علي العسكر على إفادة من كتب له وهو دهام كريم شبيب الكثيري أحد سكان الكويت في ذلك، ولاشك أن الباحث عليه الاعتماد على مصادر تاريخية موثقة لحادثة حصلت قبل حوالي ثلاثمائة سنة فيها ما يقارب عشرة رواة وليس الكاتب المذكور دهام من المعاصرين ولا ينقل عن المعاصرين للحادثة وأنى له ذلك، فروايات العامة المعاصرين عن الحوادث القديمة مثل هذه الحادثة التي لم يتصل سند الرواية بها لاحجة فيها، وكذلك ما ذكره من أن آل كثير حالفوا الظفير ورحلوا معهم هو من هذا القبيل أيضاً فالذين رحلوا مع الظفير جزء من آل كثير أخوال آل سويط أمراء الظفير وبقية آل كثير تحضروا في قرى نجد وجلت بعض باديتهم أيام الجوع إلى العراق مع سائر قبائل بني لام في لواء العمارة كما يذكر مؤرخ العراق عباس العزاوي.

وبقي آل كثير في بداية الدولة السعودية الأولى ككيان مستقل، وينقل الباحث فايز البدراني الحربي (115) عن الشيخ حسين بن غنام في تاريخه «روضة الأفكار والأفهام»: «وفي سنة 1175ه غزا عبدالعزيز - يعني الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود - حرس الله مهجته بالمسلمين وآل كثير يريد سبيع لما نقضوا العهد.. فوافقهم على سيح الدبول ولحقتهم الجيوش مثل السيول فوقع بينهم المصادمة والقتال ثم كان قتل مايق بن شليَّة وأخذ المسلمون منهم نحو المائتين من الإبل»، وسيح الدبول أسفل العارض وشمال وادي الدواسر.

وأود كذلك توضيح تكرر مصاهرة آل كثير لآل سعود، ففي حوادث سنة1248ه يقول ابن بشر(2/88): «وفيها سار الإمام تركي بن عبدالله بجنود المسلمين من جميع الرعايا من أهل نجد باديها وحاضرها... ثم ذكره إغارته على فلاح بن حثلين والعجمان وآل مرة.... ثم رحل ونزل الأحساء وأقام بها قريباً من شهر,وتزوج فيه بنت هادي بن مذود رئيس عربان آل كثير وظهر بها معه إلى الرياض....».

وبقي بعض آل كثير في الدرعية والعمارية إلى خراب الدرعية على يد الطاغية ابراهيم باشا وعساكر مصر والترك الهمجية، فيذكر ابن بشر (1/421) وابن بسام في تحفة المشتاق وابن خميس في تاريخ اليمامة ممن استشهدوا دفاعاً عن الدرعية عام 1233ه: «.... وقتل من أهل الحريق والحوطة نحو ثلاثين رجلاً، ومن أهل ثادق والمحمل نحو أربعين، ومن بلد منفوحة أكثر من خمسين رجلاً........... ولما صالح الباشا أهل الدرعية واستقر به القرار كثر عنده القيل والقال من أناس من أهل نجد في أعيان المسلمين وأهل الصلاح والعلم منهم، فقتل الباشا من أعيان المسلمين عدة رجال، فمنهم من قتل صبراً بالقرابين والبنادق ومنهم من جعل في ملفظ القنبر والقبس وصار رصاصة بالبارود وطاح من الجو قطعاً فممن جعل في ملفظ القبس والقنبر علي بن راشد العريني قاضي ناحية الخرج، وصالح بن رشيد الحربي من أهل الرس وممن قتل بالقرابين والبنادق رشيد السردي قاضي الحريق والحوطة والشيخ عبدالله بن أحمد بن كثير والشيخ عبدالله بن محمد بن سويلم والشيخ حمد بن عيسى بن سويلم هؤلاء من أهل الدرعية....».

وأقترح على صاحب الوفاء وأحد رعاة تاريخنا سمو أمير الرياض ومهندس نهضتها الأمير سلمان بن عبدالعزيز تسمية إحدى كليات البنات بجامعة الإمام محمد بن سعود باسم كلية موضي الكثيري للدعوة والإعلام، وفاء بحقها وتخليداً لذكرها، كما أكرر شكري لجريدة الرياض وللكاتب الأستاذ عبدالله بن علي العسكر على جهده ومقاله الرائع.


(1) هو الشيخ حمد بن محمد بن ناصر بن لعبون المدلجي من قبيلة وائل من جديلة أسد بن ربيعة، ولد عام 1182ه وتوفي عام 1260ه، إمام وخطيب بلدة التويم في سدير وتولى بيت المال للإمامين سعود الكبير وابنه عبدالله. ألف تاريخه الشهير باسمه والذي نقله أو اعتمد عليه ابن بشر في تاريخه وولده الشاعر الشعبي المشهور محمد بن حمد بن لعبون ولمزيد من الترجمة انظر مقدمة تاريخه وترجمته في علماء نجد لابن بسام 2/108.

(2) وكذلك المؤرخ إبراهيم الحيدري في عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد ص 235.

(3) الشيخ العلامة محمود شكري الآلوسي (1273-1342ه) من أشهر علماء العراق جاب أقطار العالم الإسلامي وله عناية فائقة بالتاريخ والأنساب، استخرج العلامة محمد بهجة الأثري تاريخ نجد من مخطوط «تاريخ بغداد» للآلوسي وحققه ونشره، ثم ألحق به تعقبات الشيخ ابن سحمان وتتمة له، رحمهم الله.

(4) عنوان المجد لابن بشر (1/53)، بتحقيق عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، وهنا ذكر ابن بشر الحادثة سنة 1159ه، وذكر ابن بشر أن هذلول بن فيصل قاد الغزو عام 1181ه ومعه سعود بن عبدالعزيز (1/102). وأما عبدالله بن محمد بن سعود فقاد الغزو عام 1179ه عام وفاة والده وكان ذلك في حياة الشيخ محمد (1/100).



أهم المراجع:


جمهرة أنساب العرب لابن حزم.

- نسب معد واليمن الكبير، لأبي المنذر هشام الكلبي تحقيق د. ناجي حسن.

- عنوان المجد في تاريخ نجد، للشيخ عثمان بن عبدالله بن بشر.

- تاريخ اليمامة، للشيخ عبدالله بن خميس.

- المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب، عبدالرحمن بن حمد بن زيد المغيري اللامي الطائي-رحمه الله-

حققه د.إبراهيم الزيد.

- من أخبار القبائل في نجد، فائز بن موسى البدراني الحربي.

- تاريخ نجد، السيد محمود شكري الألوسى تحقيق وتعليق محمد بهجة الأثري.

- تاريخ حمد بن لعبون.

- تاريخ نجد الحديث، أمين الريحاني.

- تحفة المشتاق من أخبار نجد والحجاز والعراق، للشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز آل بسام.

- الاشتقاق لابن دريد.

- عشائر العراق، للمحامي عباس العزاوي، طباعة شركة التجارة والطباعة المحدودة 1374ه - 1955م.

- عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد، د. إبراهيم فصيح بن السيد صبغة الله الحيدري البغدادي.

- تاريخ نجد، للشيخ حسين بن غنام.

هذا والله اعلم ولك مني جزيل الشكر على موضيعك الهامه ودمتم


وتقبل مروري

رحال
15-01-2008, 11:17 AM
يعطيك العافيه اخوي اسامه وسلمة اناملك بكتابه الرد وسلامنا الحار للوالد وقله لايبخل علينا بما لديه

&(أسامه)&
15-01-2008, 11:24 AM
رحال:لاشكر على واجب انت من يستحق اشكرلـ احياء ذكر هذه المرءاه الفاضله

العندليب
18-01-2008, 04:07 PM
http://alkether.com/up/files/pic.php?rand=b6cbbc2caf0c16e9c3c62fb8826927f4

ليــت حريــمنــــــــــا يصيـــــرن مثلــه

http://alkether.com/up/files/pic.php?rand=b6cbbc2caf0c16e9c3c62fb8826927f4

ابو نايف
02-02-2008, 10:10 PM
ما قصرت يا رحال وكثر الله من امثالك

بارك الله فيك