المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلطان الزمان سارق الحصان


المظهري اللامي
08-08-2009, 01:06 AM
تحقيق معاصر في نزاهة سلطان المسلمين
أسامة العيسة من القدس: لكل من شخصيات المماليك الذين ظهروا، في الشرق العربي، في لحظة تاريخية فارقة، بشكل يشبه معاندة الأقدار، أبعادا درامية غنية، ومن بينهم السلطان الاشرف قايتباي، الذي تقلبت به أحوال الدنيا، فسيق مملوكا إلى مصر، واصبح من عداد مماليك الاشرف برسباي، ثم من مماليك الظاهر جقمق، الذي اعتقه، وانتقل من العبودية بعد سنوات إلى سدة الحكم وكان ذلك عام 1467م، في ظروف كانت الكلمة فيها للسيف، ومكث في الحكم حتى وفاته عام 1495م، وهو شيء نادر بالنسبة لسلاطين المماليك الذين كانوا يعيشون
http://65.17.227.80/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/6/thumbnails/T_9686e860-1997-4c1a-b05e-0166c4c7a807.jpgمن القاب قايتباي
في غابات السيوف، وخلال سنوات حكمه بنى وشيد وقمع وقتل واعفى وحاور وحارب.
ويمكن أن يصنف قايتباي في زمرة المماليك العظام، الذين استوعبوا الجغرافيا السياسية لهذا الشرق، وهذا احد أسرار استمراره في الحكم، ولكن هل يمكن أن لا تكون الحياة القاسية التي عاشها، وغيره من المماليك، قد تركت أي اثر نفسي عليهم، هذا ما لم يخبرنا به الاخباريون العرب، فكل واحد منهم كتب بحماس شديد حول السلطان الذي عاش في فترة حكمه، ومن بينهم المؤرخ الكبير مجير الدين الحنبلي الذي قدم يوميات الحياة في القدس في ظل حكم السلطان قايتباي، ورغم انه حاول أن يبدو موضوعيا، إلا أن حماسه لقايتباي لم يكن خافيا.
وقدم الحنبلي (1456-1521م) تعريفا بسلطانه اسبغ عليه تلك الألقاب العديدة التي عرف بها قايتباي فهو "الامام الأعظم السلطان الملك الاشرف، سلطان الإسلام والمسلمين، محي العدل في العالمين، منصف المظلومين من الظالمين، قاتل الكفرة والمشركين، مبيد الطغاة والمارقين، جامع كلمة الإيمان، قامع عبدة الصلبان، وارث الملك، سيد ملوك العرب والعجم والترك، وظل الله الوارف، ورحمته السابغة للبادي والعاكف، وناصر دينه الذي قطعت الآراء بتفصيله، ولا يخالف ملك البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى ومسجد الخليل النيرين، هو سيف الله القاطع، أبو النصر قايتباي بن عبد الله الظاهري".
وسجل الحنبلي يوميات زيارة قايتباي إلى القدس عام 1475م، وهي الزيارة التي ترد في كتب الرحالة الألماني فيلكس فابري (1434-1502م) التي تصادف وقوعها لدى وجوده في القدس، فيذكر التبجيل الذي لقيه قايتباي، بغسل المسجد الأقصى بماء الورد، ورش العاملين في المسجد لسلطان الزمان نفسه بماء الورد أيضا.
ويعتبر ما كتبه الحنبلي عن تلك الزيارة وثيقة تاريخية هامة، ولكن اعجب ما فيها، هو حديثه عن مغادرة قايتباي القدس عائدا إلى القاهرة، فعندما نصب السلطان مخيمه قرب مدينة الرملة الفلسطينية، في ليلة ماطرة، تمكن أحد اللصوص من الهامشيين الذين لا تتوقف عندهم كتب التاريخ عادة، من اختراق الحراسة على سلطان الإسلام والمسلمين، والوصول إلى خيمته وهو نائم، وسرقة "بقجة قماش من عند رأسه".
وفي الصباح عندما علم قايتباي بذلك "قبض على الشيخ حرب شيخ جبل نابلس بسبب ذلك، وقصد قتله واغرمه مالا".
ولا يخبرنا الحنبلي أي شيخ عن الشيخ حرب هذا الذي لا بد انه كان الحاكم المحلي غير المتوج لجبل نابلس، وله سلطة على اللصوص وقاطعي الطرق، ان لم يكن أكبرهم.
وواصل قايتباي طريق العودة، وتوجه إلى مدينة غزة، ووصل إلى القاهرة في يوم يصفه الحنبلي بأنه "كان يوما مشهودا لدخوله".
ويبدو أن قايتباي لم ينس ما فعله اللص المتمكن والذي وصل إلى رأسه ولا شك انه أوعز لأجهزته الأمنية البحث عنه وجلبه وهو ما حدث، لاستجوابه والوقوف على الثغرات الأمنية التي جعلته يصل إلى راس سلطان
http://65.17.227.80/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/6/thumbnails/T_cfa1c42f-d854-4047-8728-ced7a0147c33.jpgالقاب قايتباي
المسلمين، ويخبرنا الحنبلي باختصار "قدر أن اللص الذي دخل على السلطان قبض عليه وجهز إلى السلطان ووقف بين يديه، واعترف بدخوله عليه".
والغريب الذي يذكره الحنبلي ببراءة شديدة ربما تكون مصطنعة، بان قايتباي قدم وعودا للص، لم يفصلها الحنبلي، مقابل أن يسرق له اللص حصانا.
ويقول الحنبلي بان السلطان طلب من اللص فرسا من "طائفة العرب من بني لام واوعده" وبني لام قبيلة عربية معروفة، ويبدو أن اللص لم يكن يحتاج إلا تحريضا من سلطان المسلمين على ممارسة السرقة فتوجه إلى منزل الشخص الذي لا شك أن قايتباي اعجب بفرسه.
ويذكر الحنبلي "توجه ذلك اللص إلى إحضار الفرس المذكورة، فوقع من التقدير أن صاحب الفرس أراد المسير في تلك الليلة من عند أهله إلى أمر ما، فقال لزوجته عن مفتاح قيد تلك الفرس، فسمع اللص بذلك المقال، فصبر إلى دخول الليل، واخذ الفرس واحضرها إلى السلطان".
وبعد أن أتم اللص مهمته بنجاح وسلم الفرس المسروقة إلى السلطان مطالبا بتنفيذ الصفقة أمر قايتباي "بسجنه في المقشرة ولم يقتله".
وتطرح هذا الرواية أسئلة عن سلطان الزمان الذي يحرض لصا لسرقة فرس من أحد رعاياه، رغم انه لا شك يستطيع امتلاك المئات مثلها، وهو الذي يحكم مصر ويمتد حكمه إلى بلاد الشام والجزيرة العربية والخليج وغيرها، وماذا قصد مجير الدين الحنبلي بإيرادها دون تعليق؟ ودون خشية من غضب السلطان الذي يعيش في
http://65.17.227.80/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/6/thumbnails/T_ec8547ec-3d0d-4cac-a745-58915b5f6743.jpgسبيل قايتباي
كنف نفوذه ويقدم له الولاء، ويسبغ عليه الصفات غير البشرية؟.
هل كان سلطان المسلمين مصابا بعقدة أو عدة عقد؟ واراد "ظل الله الوارف" ممارسة التحريض على السرقة في الخفاء وكأنه يجد لذة في ذلك، دون أن يقع تحت طائلة القانون؟، هل لهذه العقد لدى قايتباي وغيره من سلاطين المسلمين، دورا في إعلان القرارات المصيرية مثل الحرب والسلم؟ هل ما زالت هذه العقد تحكم الكثير من رؤسائنا؟ وبسببها يشنون الحروب ويعقدون اتفاقيات السلام؟ ويتحولون من اشتراكيين إلى رأسماليين؟
هل قصد مجير الدين بإيراده هذه القصة عن قايتباي باختصار، أن يشير لطبيعة من توالوا على حكم هذا الشرق؟ وان ينبه العوام من الأجيال اللاحقة بطبيعية حكامهم، وكأنه يقرأ الغيب؟ حين يرسل الرسائل المشفرة عير القرون؟.
هذه الأسئلة وغيرها ستبقى بدون إجابات أكيدة، لكن المؤكد انه لا شيء يتغير في هذا الشرق: الحكام يستبدون والشعوب لا يستنفذ صبرها.

GMT 5:00:00 2006 الثلائاء 20 يونيو





الســـــــــوال ؟؟؟؟؟



لماذا لم يختار السلطان غير هذا الرجل وهذه القبيلة فقط ؟؟؟





نقلتها لكم حرفً بحرفً ....

بن كثير
08-08-2009, 03:04 AM
اكيد انه لص محترف واكيد ان الخيل عند بنى لام كانت اصيله


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

راعي ثريان
11-08-2009, 03:22 AM
ماختار بني لام غير لانه يبخصهم زين وبيض الله وجهك

المظهري اللامي
12-08-2009, 03:31 AM
شرفني مروركم الكريم الله لايهينكم

عبدالله آل محمد الكثيري
19-08-2009, 11:23 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مفلح الكثيري
19-08-2009, 03:51 PM
يعطيك الف عافيه ع الموضوع
اعتقد اختـآر هذا الشخـص لـيسرق الفرس

لانه لايستطيع سجنـه بتهمه انه سرق من السلطـان للاسباب اولهـآ لا يريد ان يشيع خبر ضعف حاشيته من حراس ثانيهـا يريد ان يضرب الرجل بمصلحه يريدهـآ

اختـآر القبيله اتوقع انهـآ لم تكن راضخه لحكمه او انها معارضـه
ولوجود الخيول الاصليه لدى بني لام


في النهايه الموضوع محيـر ولابد من التفكير به مليئاً لكي نستنتاج اموار عديدهـ

تحياتي

مفلح الفهـآد

كثيري رايق
26-02-2010, 08:51 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :sm49: